23 ديسمبر، 2024 1:32 م

سيدي الحسين .. من ارتدى جلبابك جوازا للمدخل السلطوي ..!!

سيدي الحسين .. من ارتدى جلبابك جوازا للمدخل السلطوي ..!!

بقراءة سريعة بعد وفاة المبشر النذير محمد بن عبدالله (ص) الذي خصه العليّ القدير في كتابه الكريم “وأنك لعلى خلق عظيم” بدأ الصراع يتعاظم بين معسكرين .. الاول دعا لبناء الانسان بقيادة الامام علي بن ابي طالب (ع) ومعسكر آخر دعا لبناء الدولة بزعامة الخليفة عمر بن الخطاب وقد اتسم منهج بناء الدولة بغلظة المقاتلين .. وما صاحبها من قهر للشعوب المجاورة لاذعانهم وإعلان اسلامهم تحت ظلال السيوف .. وما رافق ذلك من نهب وسلب وسبيّ  لاموال تلك الأقوام وأعراضها تحت مسمى بند الغنائم .. حتى أقتيّدت نساءهم سبايا لمركز السلطة في الحجاز او الشام وما تخلل ذلك فقدان معايير العدالة الإلهية والانسانية والتنعم بنفوذ السلطة .. ومقابل ذلك نشأ معسكر اخر يدعو لبناء الانسان بقيادة الامام علي .. وقادة ذلك المشروع من الصحابة عمار بن ياسر ومالك الأشتر وابو ذَر الغفاري واخرين .. حتى تبلور فكر المعسكرين وَمِمَّا ترتب عليه الصدام التاريخي بينهما في صفين والجمل ولكن سرعان ما تسيّد معسكر السلطة بعد استشهاد الخليفة الرابع الامام علي بن ابي طالب وتولى زمام القيادة السلطوية معاوية بن ابي سفيان.
بعد ذلك برزت حركة المعارضة لذلك المعسكر بقيادة الامام الحسين (ع) لتسطر اروع ملاحم الشجاعة على الرغم من قلة مناصريه .. وما تعرض أنصاره للبطش والارهاب بواسطة رجالات السلطة وحلفائهم .. فكان التجسيد الأروع والقرار الشجاع بالمواجهة العسكرية التي جسدتها معركة ألطف الخالد في واقعة كربلاء الخالدة .. تسجل للتاريخ ملحمة إنسانية من الطهر والعفاف الفكري لتكوّن مدرسة رصينة من الفكر الإنساني لمدرسة الأحرار تبلورت آفاقها ليومنا هذا.
وقد امتد ذلك الفكر الحسيني النيّر وما رافق طقوسه وتطورها عبر العصور أحياءا للذكرى بطرق شتى حتى بات المنبر الحسيني ومسرح واقعة ألطف من ابرز معالمها حتى يومنا هذا.
 وبعد الثورة الإيرانية وما ترتب على التحول في الساحة العراقية بعد عام ٢٠٠٣بدا تبادل الأدوار حتى تصدر طلاب المدرسة الحسينية الحوزوية المشهد السلطوي تحت عنوان ولاية الفقيه الحداثوية وما ترتب على ذلك المشهد من فقدان المعالم الانسانية الإلهية للفكر الحسيني لأبا الأحرار .. لتتشابك الأدوات السلطوية بين أركان الفكر الإنساني النيّر .. وتحتل نظرية الولي الفقيه المشهد القيادي خلفاً للأمام الحسين تحت ذرائع شتى تتقدم الصفوف السلطوية .. وبذلك حوصر ذلك الفكر الحسينيّ الإنساني الحر الخالد .. لتبدا مرحلة اخرى من التحول الفكري في جانب من المدرسة الحسينية الفكرية الى مدرسة السلطة.. ولكن المتحولين بقيّ جلبابهم حسينيا وسط خضم الضياع بين اروقة السلطة وملذاتها والتنعم بالمال العام .. وبقي الفقراء حسينيّ الهوى والانتماء تحت قيادات ما بدى لها من الفكر والنهج الحسيني الا جِلْبابا.
ومضة القول ما نظمه الشاعر نزار قباني:
فجراح الحسين بعض جراحي
وبصدري من الاسى كربلاء
*[email protected]