23 ديسمبر، 2024 1:12 م

سيدي الإمام السيستاني …لا يمتلكون ثمن العلاج

سيدي الإمام السيستاني …لا يمتلكون ثمن العلاج

يقول سيد الألم الإمام علي (ع) (نعمتان مجهولتان الصحة والأمان ) .
الزمان : يوم السبت الساعة 13/5/2017,الساعة الخامسة مساءً .
المكان : الحارثية شارع الكندي مجمع الأطباء .
تعرضت زوجتي لوعكة صحية قادتها للانتكاسة على اثر الآم متراكمة في فقرات الظهر أخذتها مسرعاً لدكتور في منطقة الحارثية حيث يتواجد هناك مجمع الأطباء الذي وصفه لي أحد الثقاة يشاطرني الوجع والهم ,وعند الدخول الدكتور قال: لزوجتي المريضة تحدثي لي بشكلاً مفصل عن وضعك منذ البداية وحتى اللحظة التي دخلنا فيها,وبعد الحديث عن وضعها الصحي .
قال الدكتور : دعيني أرى العلاج الذي وصف لك من طبيبك السابق ,أوضح لنا أن العلاج الموجود لا تحتاجه ,سأكتب لكم علاج جديد يمكن لكم أخذه من أي صيدلية تجدون أسعارها مناسبة وملائمة لكم ,وهنالك بعض التحاليل عليكم إجراؤها في أي مختبر,أطمئني أنتِ بخير وكل ما قيل عن صحتك غير دقيق وفيه مبالغة وتهويل حركتك لا تدل على ما قيل انك في حالة حرجة بل العكس هو الصحيح .
سيدي : يحكى أن طبيباً للعيون كان في أحد المدن كان يراجعه المرضى ,وعنده مريض يعمل قصاباً كان كل ما جاء لعيادة الطبيب حمل معه كيساً من اللحم يعطيه له ,مشكلة المريض هنالك شيء صغير جداً في عينه اليسرى ,الدكتور لا يريد أخراجه من عينه حتى لا يخسر كيس اللحم الذي يأتي به دائماً كلما عاود لعيادته ,وفي أحد الأيام لم يأتي الطبيب لعيادته لظرفاً قاهر ,فأوصى أبنه وهو طبيب عيون ماهر بأن يذهب للعيادة بدلاً عنه ,وفي ذلك اليوم جاء القصاب ومعه كيس اللحم ,فقام الابن بعد فحصه بإخراج الشيء الذي في عينه ,ليعود القصاب لأدراجه سالماً معافى ,بعدها اخبر الابن والده الطبيب بما حدث فنزعج الأب انزعاجاً شديداً لما قام به أبنه الطبيب
فسأله لماذا :أنت منزعج يا أبتي ,هل فعلت شيءٍ فيه إساءة أو ضرر سببته لك؟
فقال الأب : يا بني كان باستطاعتي معالجته منذ اللحظة الأولى وإخراج ما في عينه الا أنني كنت أعطيه مسكنات لغرض الا افقد كيس اللحم الذي كان يحمله معه .
سيدي :لقد شاهدت مناظر لمرضى ومصابين لم أشاهد مثل حالاتهم حتى في قناة الأفلام الوثائقية أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية لم تُعرض مثل هذه المناظر المأساوية المروعة ,يحملون أوجاعهم ومعاناتهم أملاً في الشفاء بعد الشقاء ,لكنهم ليسوا بأياديٍ مؤتمنة ورحيمة تعرف معنى الإنسانية ,فهنالك أطباء لا يحملون أي واعز أخلاقي وإنساني في التعامل مع من يأتيهم باحثاُ عن الصحة منهم ,يقولون لهم عليكم أن تأتوا بهذا الدواء من الصيدلية الفلانية ومن غيرها لا نقبل به ,ثم اعملوا تحاليلكم عند المختبر الكذائي وهم مجبرون لأنهم يبحثون عن بصيص العافية ,هم يضطرون لبيع ممتلكاتهم الشخصية وحتى أغراض البيت لتأمين علاجهم ,والبعض الآخر منهم يستقرضون المال للمجيء للطبيب ,فإذا كان طبيباً رحوماً يمتلك قلباً يفيض مروءة سيقول لمريضه بكل تأكيد : هون عليك هذه كلها أمور بسيطة والبعض منهم يمتنع بعدم أخذ كشفيته مساعدة وتضامناً منه معه , ولأنه يمتلك نفساً كبيرة ,وأما أذا كان طبيباً جشعاً لئيماً حقوداً ينتهز الفرصة ليملئ جشعه ويقول للمريض :وضعك الصحي حرج جداً وعليك مراجعتي باستمرار ثم عليك الذهاب المختبر والصيدلية التي أصفها لك ,هل المتاجرة بصحة الفقراء والضعفاء والتلاعب بمقدرات الناس أمرٌ حميد ؟عن أي قسوة أبوح بها أليك ,فمهنة الطب التي هي في قمة المهن للجانب الإنساني باتت مهنة المنفعة والثراء ,فمن سوء حظ المريض أنه أذا وقع بين يدي جزار يدعي الطب لا يحترم شرف مهنته همه كيف يجني المال ولو كان اللجوء بأساليب حقيرة ووحشية,ما لفرق بينه وبين الدواعش القتلة الذين يبيحون السرقة والاغتصاب ؟لا يوجد أي فرق بينهما فكلاهما متشابهين بالمنهج المتدني الهابط ,هنالك بعض مذاخر الأدوية والصيدليات يخصصون نسب معينة من المال للأطباء مقابل التعامل معهم على اساس بأن يوهموا المرضى أن الدواء الأصلي الذي فيه الشفاء من الصيدلية التي يرسلهم لها الطبيب ,سيدي :أن سعر كشفية الطبيب تتراوح مابين (25- 40) ألف دينار,وأقل دواء هو (40) ألف دينار ,فالمجموع (65) ألف دينار ,كحد أدنى ,من أين يأتون بالمال وهم ضعفاء الحال وتحل على اغلبهم المساعدة والتعطف والتلطف عليهم من أصحاب الشهامة والحمية ,سيدي المفضال :أن حديثي مع مقامكم الرفيع هو لإبراء ذمتي أمام الله ,ولإظهار الصورة الحقيقية لجنابكم ,صورة الألم والوجع الذي يعيش مع الجرح العراقي المستمر في نزيفه ,ولا اعرف متى يتوقف هذا الدم المتدفق على الجدران والأرصفة والشوارع؟ فعندما يخيم الفقر على الناس بدون شك ستتغير سلوكهم وثقافاتهم بما تريده النفوس الملوثة المريضة ,وخير من صف الفقر أمير المؤمنين علي (ع) بقوله:{لو كان الفقر رجلاً لقتلته }.