في كل خطاب من خطاباتك خصوصاً في الآونة الأخيرة تشن حرباً شعواء ضروساً لا هوادة فيها على (الطائفية) وعلى دعاتها وطالما وصفت نفسك بأنك من حاربت الطائفية وإن لم تقضي عليها وأن أعداءك هم الطائفيون أعداء العراق (الجديد) .
أشهد بانك دائماً تقول ذلك ولكني أقول لك صادقاً ( إنك طائفي ) وبأمتياز وأرجوا أن لا تعتبرني عدواً لك وأتمنى أن تسمعني متدبراً ما أقول أنا من دعاة حرية الرأي وأعتقد أن الله خلقنا مختلفين غير متطابقين وإن هذا (التنوع) في الخلق سرُ ألاهي عظيم حيث لا تجد أثنين متطابقين منذ أن خلق الله الخلق ولا يمكن تبعاً لذلك أن تجد أثنين من البشر متطابقين بل لا يمكن إفتراض ذلك وإختلاف الآراء والعقائد والثقافات جزء من هذا التنوع العجيب وإن نختلف في الفكر فذاك أمراً طبيعياً جداً ولكن الذي لا يقبله الله أن يبغي بعضنا على بعض ولكل مِن مَن خلق الله دين ومعتقد وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين.
ولعلك تسألني كيف يمكن أن تكون طائفياً ؟
بدءاً أنت تنتمي إلى حزب طائفي وذلك ليس عيباً بالمرة فالإيمان بطائفة كالإيمان بأي معتقد ديني أو فكري أو سياسي أو قومي أو ثقافي وحزب الدعوة حزب عقائدي له مرجعيته وإيمانه الديني الشيعي الإثنى عشري لذا فمن الطبيعي وأنت أحد قادته وأمينه العام أن تكون ممثلاً لمعتقدات وأفكار الحزب الطائفية (بمعنى الإنتماء العقائدي) ولكنك وبفعل تحولك من الأخ نوري إلى (دولتك) أصبحت تمثل الدولة وليس الحزب فقط وأصبحت تحمل صفتين معاً هي ليست متناقضة أبداً بل لعلها متكاملة خصوصاً ونحن نريد أن نتجه نحوا دولة ديمقراطية تحترم بشدة صندوق الإنتخابات بل إن السلطة للإنسان العقائدي فرصة لكسب الناس إلى فكره من خلال مشروعه السياسي وسلوكه العملي ونزاهته لذا فلابد للمشروع السياسي الذي يتبناه حزب الدعوة أن يكون معلناً للناس كافة ولابد أيضاً أن يتبنى تطبيقه ممثليه في الدولة والبرلمان وعلى رأسهم دولتك لذا فأنت تمثل حزباً له أجندته الطائفية وأنت محكوم به كونه هو الذي أوصلك لما أنت عليه الآن ولكن صفتك العقائدية أثرت عليك سلباً كما أثرت على الحزب السلطة وأكلت فكره فقد عجزتم عن إقناع الكثير من الشعب العراقي بسياستكم والتي مضت عليها ما يقارب الثمان سنوات وانتهت إلى الفشل والفساد الملياري في أغلب أركان الدولة وكذلك الفشل الأمني رغم المليارات التي أنفقت على الملف الأمني وإحيطت ميزانيته بهلامية لم تحط بها أي وزارة أمنية في العالم وأطلقت بلا رقيب أو حسيب كما منح القادة الأمنين صلاحيات أكبر من صلاحية البرلمانيين وبلا رقيب أو حسيب أيضاً ! والموت يحصد العراقيين في كل الدروب كل يوم !
وطيلة مدتي ولايتك لم تحضى بقبول غالبية سُنة العراق ليس لكونك شيعي ولكن لكونك بغيت عليهم ولم تستطيع إقناعهم بسياستك ومثلما نقر لك أنك تمثل شريحة من إنتخبك عليك أن تقر أن النواب السُنة يمثلون شريحة ناخبيهم والغالبية العظمى منهم غير راضين عن سياستك ؛ وإذا لم ترضى بهذا الميزان فإن المعتصمين في المحافظات الستة يمثلون حسب الأعراف الديمقراطية شريحة من الشعب العراقي أو على الأقل هم يمثلون السنة وهم غير راضين عن سياستك لأعتقادهم أنها طائفية متعسفة ومتحيزة ولا تحمل أي مشروع وطني مدني جامع وقس على ذلك الجمع الموحدة في أغلب مناطق بغداد . ولا يخدعك المتعصبين و المستفيدين والمندسين من حاشيتك وقادتك وسفهاء من أهل السنة وبعض نكراتهم من أن المصلين ولا المعتصمين لا يمثلون سُنة العراق لابد لكي تنجح في الإصلاح وحل المشكلة أن تواجه الحقيقة أن أصل المشكلة أنك لم تنجح في التخلص من التعصب الطائفي وإنك أصلاً لا تطيقهم مثلما أصبحوا هم لا يطيقوك!
لأسباب كثيرة انت شيعي وصاحب تاريخ نضالي طويل في خدمة مذهبك وعقيدتك ولا تحتاج أن تؤكد شيعيتك ولا ينازعك عليها أحد ولكنك تحتاج كثيراً أن تثبت وطنيتك للغالبية السنة الذين يشكون فيها ولهم فيها الف عذر أولاً ولبقية العراقين من غير الشيعة وتؤكدها للشيعة أيضاً .
ياسيدي كونك شيعي تلك حقيقة لا يملك أحداً الإعتراض عليها ولكن الإعتراض على سياستك الطائفية فقد حققت خلال فترتي ولايتك السيطرة المطلقة على الأجهزة الأمنية وسخرتها بامتياز لخدمة مصلحتك الشخصية أولاً وفي إسقاط خصومك وتصفيتهم سياسياً (ولا امتك أدلة قاطعة على تصفيتهم جسدياً) ثانياً بل إن تلك الأجهزة تمادت وبعلمك في تعسف كبير ضد أهل السُنة تحديداً وأسال السجون والمعتقلات كم نسبة السنة إلى غيرهم وتحرى بصدق علمي هل فعلاً مادة أربعة إرهاب هي أربعة سُنة ؟ وأتمنى أن تصل إلى الجواب الصحيح من خلال الإحصائيات والأرقام العلمية و تحرى عن نسبة السُنة من المعدومين ؟ وتثبت من نسبة السُنة المغدورين بأسلحة الكواتم والإغتيالات وستجها نسبة مرعبة ودعني أفترض مع تعصبك الطائفي أنهم يستحقون ذلك فهل أولئك من أصول مجرمة ؟ وكيف أصبحوا هكذا ولماذا؟ ولماذا أمتلئت السجون بهم؟ إن كنت لا تدري فإنك قائد فاشل ولست طائفي ولكني متأكد أنك تعرف كل شيء بل أنت من تطلق هذه الحملات المسعورة وتسندهم بحس مغلق وطائفي متعصب . ولكن هل سألت نفسك يوما لو أن فيمن قتل أو أعدم أو سجن أو إعتقل أبرياء فماذا يعني ذلك كونك تنتمي إلى طائفة تريد أن تمثلها خير تمثيل ؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة للإنسانية ؟ وماذا يعني ذلك أمام الله حيث ستقف لتحاسب أمام ملائكته عن كل صغيرة أو كبيرة ؟ هذا لا يهم بالنسبة لك لكون تعصبك الطائفي أغلق عليك أي منفذ للتراجع وحولك من يسول لك قتل أخيك !
أنت طائفي و تخفي تعسفك وظلمك الطائفي هذا ودليل ذلك راجع نسبة السجانين في سجونك الخاصة والمحققين في قضايا الإرهاب من أهل السنة فكم ستجدها مرعبة لأي منصف وستجد أن غالبية المتهمين سُنة وكل الجانة والمحققين شيعة ! وهذا يعني إن الإرهاب سني أليست هذه طائفية أم أنهم فعلاً كذلك؟
أنت يا سيدي طائفي وراجع هيكل الإدارات العليا في الدولة بشكل محقق وعلمي وبالأرقام ستجد أن سياستك في هذا المجال طائفية وغير عادلة وتدفع نحو الشعور بالظلم والتميز لدى السُنة وتأكد تماما أن الحل ليس بإعطاء السُنة مناصب كي تحقق التوازن الطبيعي ولكن الحل الحقيقي هو بالتكنوقرط دون النظر الى العرق والدين والجنس والإعتماد على الأكفاء في إدراة الدولة وهناك عباقرة من العراقيين كانوا يدرون أعقد مفاصل الدولة وفي مختلف التخصصات إن الذين يديرون الدولة هم “الثقاة” من المقربين منك ومن القيادات الحزبية التي اثبتت فشلها ومع الاسف فسادها أيضاً ولا أهمية لأي كفاءة أو خبرة إلا أن يستعين “بصديق” من الحزبين والمقربين اليس هذه طائفية مركبة؟
ياسيدي أنت طائفي واضحاً لعيان السنة (على الأقل) فأنت سكت على مجزرة الحويجة التي حدثت في ولايتك ولم تذكرها فأي من خطبك فماذا يعني هذا؟ وحدثت مجزرة بشعة في جامع سارية في بعقوبة ولم تنبس ببنت شفة فماذا يعني ذلك ؟ اليسوا من قتلوا مواطنين في دولتك ؟ وأنت من شيعت الشهداء الاربعة المغدورين هل هو دم دون دم ؟
ياسيدي أنت طائفي لأنك ترى وتسمع كل يوم المليشيات الشيعية وتهدد بصريح العبارة المواطنين العراقيين ولمكونات من الشعب العراقي وتستعرض قواتها في العاصمة وتنصب سيطراتها الوهمية ودون خوف أو وجل وبمنتهى الطمئنانية وبوضح النهار تلقي الرعب والفزع في قلوب الناس في تحدي واضح وصريح للقانون والدستور والأعرف بمنظر يذكرك بعصابات رعاة البقر وتنفذ يوميا جرائم بشعة وتصدر البيانات وأنت كأنك لم تسمع ولم ترى لذلك انت طائفي ولم تستطيع أن تحمي السُنة وأنت والكل يعرف قتلتهم
اتمنى أن تتغير وأن تراجع كل تلك الممارسات الطائفية وأن تسعى لتأسيس دولة مدنية عادلة نظيفة غير فاسدة أمينة غير سارقة دولة مساواة غير باغية و أتمنى أن توقف كل ما يسيء الى الطائفة الشيعية كونك تدعي تمثيلهم فدولتك دولة إرهاب سمتها الإعتقالات وتديرها جملة وتفصيلاً أجهزة غامضة فاسدة مجرمة تسمى أمنية وهي من الأمن براء تنشر العنف وتزرعه وتفرخ الإرهابين ودولتك دولة الفشل سمتها الفساد المالي المذهل .
ولكي تكسب “دولتك” الشرعية الدينية والدستورية والقانونية لابد أن تكون عادلاً وتكفل أمان الناس كما تكفل لهم حرية الإعتقاد وحرية التفكير وإن لا تستعبد الناس ولقد ولدتهم أمهاتهم أحرار.
(لعلك تفكر كيف “تصيدني” وذلك أمراً هيناً بالنسبة لك إوهل لديه “ملف” أو نعمل له “ملف مرتب فل أوبشن” ولن تفكر مع الأسف كم في حديثي هذا من صواب وهل يمكن الاستفادة منه في فجر جديد للعراق بعيداً عن الطائفية يملأئه الحب وتعود رائحة خبز التنور تنعش الطرقات )