هذه ألمقولة ألتي يرددها أئمة ألمساجد في خطب الجمعة منذ قيام ألدولة ألأموية ألى يومنا هذا؛لعبت دورا فعالا في تبرير ماحصل لهذه ألأمة من ويلات ومصاعب وكوراث وسفك دماء غزيرة عبر العصور ؛وجعلت الدين ألأسلامي والفكر الديني عرضة للتشويه والتشكيك وألتأويل وفتحت ألأبواب مشرعة من خارج الدين ألاسلامي للتدخل وطرح التسأولات عن تعريف الحق والباطل والتفريق بينهما!! ؛بالتزامن مع الشعار الذي رفعه ألخوارج في معركة صفين { لاحكم ألا لله}بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح بأجتهاد من عمر بن العاص صاحب معاوية بن أبي سفيان .
هذه المقولات تركت الباب مفتوحا للأجتهاد وألأجتهاد المضاد وتركت المفاهيم ألأسلامية والعقائد عرضة للتحريف لمن هب ودب وكما يقال ضاعت المطالب في بلادالله غالب !! وهذا يشبه ألمقولة ألحق يصارع ألحق؟!!.
ألسبب في طرح هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات هو حالة ألهرج وألمرج التي تسو د أوساط ألمسلمين في كل بلدانهم وأصبحت الساحة مفتوحة لكافة ألأجتهادات وألتأويلات فكل طرف يقول أنه على حق ونتيجتها سفك الدماء البريئة الدماء يوميا في جميع ألأقطار العربية وألأسلامية والجميع يقول{ أن الله معنا}.وألسبب ألثاني هو الهجمة على ألأسلام ونبيه ألكريم محمد{ص} من قبل أعداء ألأسلام والمتربصين به ؛ولاتتعلق هذه المقالة بالتناحر بين الشيعة والسنة فهذا ألأمر لايعنيني لامن قريب ولامن بعيد ؛وسيتركز على درجة ألأنحراف الذي أصاب هذه ألأمة من خلال أستعراض للفكر الديني الذي شوه ألأسلام بدلا من توضيح مقاصده ألسامية!!.
1-أطاعة ولاة ألأمر :أتفق ألمسلمون في صدر ألأسلام على أطاعة من يتفق عليه ألمهاجرون وألأنصار وقد أكده ألأمام علي في رسالته الى معاوية عندما رفض عزله من ولاية ألشام فقال { لقد بايعني ألمهاجرون وألأنصار على مابايعوا عليه ابوبكر وعمر وعثمان فلا ألشاهد أن يعتذر ولا الغائب أن يعترض} وبالتالي فأن بيعة ألأمام علي ملزمة لجميع المسلمين من شهدها ومن لم يشهدها ؛ فله الحق في عزل من يشاء من قبله ومن يعزله!!.
حصلت حالات مشابهة في خلافة أبوبكر عندما أعترض عليه ألخليفة عمر وبعض الصحابة على قتال ممتنعي دفع الزكاة ولكنهم في نهاية ألأمر أطاعوا الخليفة وأقروه على تجهيز الجيوش لقتالهم وقتال المرتدين!!عزل ألخليفة عمر من ولاية البحرين أبو هريرةوكذلك عزل خالد بن الوليد من قيادة جيوش فتوحات ألشام والعراق وكلاهما أطاعوا الخليفة وتخلوا عن مواقعهم ؛فما موقف من أفتى بخروج معاوية على أمير ألمؤمنين علي وجعلهما على درجة واحدة من الصواب!!؛من خروج جيش من البحرين بقيادة أبوهريرة ورجوع جيوش المسلمون من ألشام الى ألمدينة ومقاتلة خليفة المسلمين عمر فهل نقول قاتل سيدنا أبوهريرة وسيدنا خالد بن الوليد سيدنا عمر؟!!.
أدعوا أن معاوية أجتهد فأخطأ فله حسنة ؛وألقرآن ألمجيد يقول { وأطيعوا ألله وألرسول وأولي ألأمر منكم}فلا أجتهاد بوحدانية الله تعالى ولا في نبوة سيدنا محمد ولا في الخروج على أمام الزمان.وبالتالي خروج معاوية على ألأمام علي هو خروج على طاعة الله تعالى وعلى طاعة نبينامحمد {ص} .
من ألمسؤول عن مقتل حوالي ثمانون الفا من المسلمين هل هو ألأمام علي أو معاوية ؛والرسول ألكريم قال للأمام علي { ياعلي تقاتلك الفئة الباغية!!} ؛هذا في الحقيقة هو فكر الخوارج بعد رفع المصاحف على اسنة الرماح من قبل معاوية ورهطه وندائاتهم { أن لاحكم ألا لله} وقدر رد عليهم ألأمام { كلمة حق يراد بها باطل!!} .
أن محاولات التبرير من قبل بعض رجال الدين ووعاظ السلاطين لمعاوية كان هدفها تبرير الحكم الظالم والتمهيد لفترة سوداء بتولي سلاطين وحكام خارجين عن مقاصد الشرعية وحكم الله في أرضه وألتي سببت في سفك دماء مئات ألملايين من المسلمين منذ قيام الدولة ألأموية الى يومنا هذا ؛ ولازالوا يكررون في خطب الجمعة { أللهم أحفظ ولاة أمورنا ويصفونهم بأمراء المؤمنين!!وكلما أزدادو في تقدسيهم أزدادوا أيغالا في دماء الأبرياء وأستعبادهم وقهرهم ؛وألجميع يعرف أنهم لايحكمون بما أنزل ألله؛ وقد وصف القرآن أولئك{ والذين لايحكمون بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } وفي آية آخرى وصفهم بالفاسقين ووصفهم بالكافرين!!.حل ألدين محل ألسياسة في تبرير ألظلم والقهر وألأستغلال وسفك الدماء ؛ وأصبح الناس لايفرقون بين السياسي ورجل الدين ؛فأصبحوا يتبادلون ألأدوار في أعطاء صورة مشوهة للدين ألأسلامي ومقاصده ويرمون أكاذيبهم وخرافاتهم وخزعبلاتهم على أعداء الدين ؟!فأصبح ألأرهابي السلفي والتكفيري والوهابي يقتل الناس بأسم الدين ويطلق عليهم بالمارقين والخارجين عن الملة ويصف ضحاياهم ألأبرياء بالكفار وجزايرهم بالشهداء وطيور وحوريات الجنة وماأشبه أليوم بالبارحة ؛ألخلاصة ألبدايات الخاطئة لايمكن أن تؤدي الى نتائج صحيحة.دخل الدين كعنصر أثارة في حسم مسائل سياسية بينما من المفترض أدانة ألأخطاء بدلا من تبريرها.خلط ألأوراق ولوي عنق الحقيقة أصبحت السمة ألأساسية في فتاوي رجال الدين في خدمة الحاكم؛وتبريرهم لهدم دور العبادة للطوائف ألأسلامية وغير الأسلامية التي تتعارض مع أفكارهم الظلامية وعقائدهم المنحرفة.
لقد حرفو ألأية الكريمة {محمد رسول الله والذين معهم أشداء على الكفار رحماء بينهم} فهل فتاوي رجال ديننا وفضائياتهم تدعوا الى ذلك أم العكس؟!! فقد اصبحنا نقتل بعضنا البعض ألآخر بقسوة بينما نقدم لأعداء ديننا المودة ونسمح لهم بأقامة قواعد على أراضينا ليقوموا بضرب أخواننا ألمسلمين!!.
2- حملات ألأساءة لنبي ألأمة {ص} وآل بيته وصحابته :تكررت حملات ألأساءة للنبي {ص} مؤخرا أما عن طريق ألرسوم الكاريكاتيريه أو ألبرامج ألأذاعية والتلفزيونية أوألأفلام؛ وكانت ردات الفعل على مثل هذه ألأساءات أنفعالية وغير مدروسة وأدت مردودا عكسيا لاتصب في مصلحة ألأسلام والمسلمين ذهب ضحيتها ألعديد من ألأبرياء.
من يراجع كتب ألصحاح وألأحاديث ألمنقولة عن النبي وسيرة حياة آل البيت والصحابة يصطدم بالمعلومات وألأخبار التي تثير ألأستغراب وألتسأول وماهي الجدوى من سردها بتفاصيل مقززة ومنفرة للقارئ المسلم دع عنك المتربصون بالأسلام وأهله.ما علاقة تأليف كتب ومجلدات تتعلق بالحياة العائلية لرسول الله{ص}وخاصة مايتدخل بخصوصيات النبي بأمهات المؤمنين والمنسوبة في معظمها الى أم المؤمنين عائشة ومعظم هذه الروايات لاتختلف بمستواها عن ألفضائح التي تنشر بالجرائد والمجلات التي تطارد الفنانين والفنانات أو السياسيون وفضحائهم كفضائح برلسكوني و كلنتون وعشيقته مونيكا .
أما ألمقالات وألندوات التي نشاهدها على الفضائيات ألتي تتحدث عن أمور شخصية بآل البيت ولصق أتهامات بهم لتشويه صورتهم وهي تتعارض مع خلقهم جملة وتفصيلا!! وكذلك ملاحقة أصحاب رسول ألله{ص} وأتهامهم باللواط وشرب الخمور والدعارة وغيرها ومن يعترض على ماأقول فليقرأ كتاب ألصحاح للبخاري وغيرها من ألصحاح أوفي مكتبات السنة والشيعة فيجد فيها معلومات يشيب لها شعر الرضيع!!.
فالكتاب ألذي أصدره سلمان رشدي ؛ألآيات ألشياطينية ؛ أعتمد فيها على روايات من هذه المصادر الأسلامية في ألأساءة الى مقام النبي {ص} والى آل البيت ومنهم سيد الشهداء حمزة وغيره من الصحابة.قرأت مؤخرا كتابا صدر في مصر وتم منعه من قبل السلطات المصرية يطعن بأمهات ألمؤمنين ويتداول سرا في الكثير من البلدان العربية وألأسلامية!!.
مما تقدم فلماذا هذه ألأحتجاجات على مايصدر بحق مقام النبي {ص} ومعظم مصادرها منا نحن المسلمون ؛ فهؤلاء لايؤمنون بالأسلام ويحاولون تشويه مبادئه والطعن برموزه وكثير منهم يبحث عن الشهرة وألأثارة في لفت ألأنتباه اليه أوألى كتبه وجرائده ؛كما حصل لسلمان رشدي فقد أصبح مليونيرا بعد نشر كتابه وأصبح شخصية عالمية مشهورة.
فأذا كنا فعلا حريصن على رموزنا الدينية ؛ فلماذا لانتظاهر ونستنكر أفعال المسلمون الذين يسفكون دماء بعضهم البعض ألآخر بطرق وحشية تقشعر لها الأبدان وتحولت فضائياتنا الى أبواق تشجع على ألقتل والتدمير والفرقة.نشاهد يوميا القتل الممنهج في أفغانستان وباكستان وسوريا وليبيا واليمن والصومال وكلهم يدعون أنهم يمثلون ألأسلام.
ماذا تكون ردت فعلنا لو شاهدنا هذه المشاهد الدموية في شوارع لندن أو واشنطن أو باريس يوميا ؛ هل نطلق عليهم بالمتحضرين أم ألمتوحشين !!
للتخلص من هذ الواقع أن نقوم بثورة جديدة ؛ليست بالكتب الصفراء والبندقية ؛ولكن بالعلم ؛ ثورة لاتستخدم ألقنابل ؛ ولكنها تستنير بالعقل وتدين بقيمة العمل ؛هذه الثورة ألحقيقية بسلمية سلاحها.يجب أن لاتتحول الدولة الى التميز الديني أو الطائفي أو المذهبي حين تصوغ سننها ؛ فهذا التقسيم غير المدني من شأنه تقويض أساس النهضة التي تقوم على ألمساواة بين جميع أفراد ألمجتمع في الحقوق والواجبات .
حكامنا سعوا ألى مصادرة المستقبل ؛ بعد أن قتلوا الماضي ؛أشباح الماضي ؛ تحاول السيطرة على الحاضر ؛نعاني في العالم العربي من هدر الطاقات .
يقو الكواكبي ؛ألأستبداد أشد وطأة من ألوباء ؛أعظم تخريبا من السيل ؛أذل للنفوس من ألسؤال ؛أذا نزلت بالنفوس سمعت أرواحهم هاتف من ألسماء ينادي ألقضاء القضاء؛وألأرض تناجي ربها بكشف البلاء ….ومستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان أنسانا فصار آلها؟!!.
لقد وضع المسلمون كل جهدهم في تدمير الدولة ألأسلامية بدلا من بنائها ؛والتوسعات التي حصلت في مساحتها كانت على حساب ضياع مبادئ ألأسلام الحنيف وقيمه ومبادئه ؛ فتحولت من دولة تقيم العدل بفعل حكامها الى دول تنشر ألظلم وألأستبداد فحكام بنو أمية وبني ألعباس ومن لحقهم لم يحكموا بما أنزل ألله .