بعيدا عن الاستغراق في الماساة .. لو سألت أي مواطن عراقي – من مختلف شرائحه – عن رايه في الطبقة الحاكمة التي تصّدّت للحكم في البلاد مابعد التغيير – ابتداءا من قمة الهرم في الرئاسات الثلاث نزولاً – لاجابك وبقناعة تامة : ان الذي يحكمه في الاعم الاغلب لصوص معدومي الوجدان والضمير .. ولقد إزداد هذا الرأي عند الناس رسوخا مع مرور السنين ومنذ ان راى هذه الوجوه الكالحة على مسرح السياسة وحفظ اشكالها بعد اعادة تدويرها في كل دورة انتخابية .. فمع مرور الايام ازداد هؤلاء ثروة وقوة واستهتارا وغلواً في الاستحواذ على ثروات الوطن والاستهانة بمقدرات ومصير الملايين من ابناء العراق – في معادلة وقحة مفادها المال في جيوب الزمر الحاكمة لتصبح بعد ذلك عمارات وارصدة في الخارج والقتل والدمار لعموم الشعب العراقي – وعلى الرغم من المطالبات الشعبية الواسعة والتي تظهر بين فترة واخرى بشكل تظاهرات في الشارع العراقي وفي مختلف المحافظات وكذلك ما تجود به الاقلام الشريفة من تحليلات والقاء الاضواء التي تعرّي مافيات الفساد وتفضح رؤسه العفنة في الاعلام المسموع والمقروء وفي وسائل التواصل الاجتماعي .. الاّ ان الواقع لم يتغير لا بل ازداد الفساد اتساعاً وتمادت رؤسه العفنة في كوميديا لصوصية سوداء – تحالف فيها اللص مع الرقيب والقاضي مع السياسي صاحب النفوذ – فكان البرلمان مشرعناً لاكبر سرقة مقننة في تاريخ الدول على شكل هبات ومنح وامتيازات ومرتبات لاعضاءه وللرئاسة وللحكومة وللدرجات الخاصة ولاعضاء مجالس المحافظات وبقية الحلقات الطفيلية من الهيئات المستقلة وغيرها تكلف خزينة الدولة اكثر من مليار دولار سنويا .
سيدنا المرجع : اننا اليوم في محنة بين فكيي الارهاب الداعشي وما يستنزفه من ثرواتنا وبين ظلم اولي الامر وسرقاتهم بالقانون وباستعمال النفوذ و لقد سُدّت في وجوه الناس كل السبل التي قد تخرجهم من هذه الحلقة الجهنمية ولم يبق امل الاّ في – صوتكم الذي تصدّى بالامس للارهاب ولا زال – لكي يامر هؤلاء ( الساسة ) الغير مبالين بمعاناة الناس لكي ينصاعوا لارادة الشعب بتخفيض رواتبهم وامتيازاتهم الغير معقولة ولاسيما ان البلاد تمّر في ازمة مالية يتحمل تبعاتها عامة الناس دون هؤلاء معدومي الاحساس والضمير الذين اتخذوا مال الله دولا !
قال العظيم علي موصياً ولديه : كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً !