22 نوفمبر، 2024 4:54 م
Search
Close this search box.

سيدتي … سيدي …

ليس الامر متعلقا بالعنوان  لاثارة الانتباه بل هو يمتد مثلالمروج الخضراء , ليشكل المدخل في فضاء ناصع ابيض اللون,  في خزين ذاكرة تأبى الحوادث فيها ان  تصب في مجرىالنسيان والذبول  .ظننت انني اجلس على مقعد بعيد امامشاشة الذاكرة لكن كما قال الكاتب الامريكي فيزجيرالد ( الوهم والحقيقة يمكن ان يتعايشا للحظة واحدة بعدها يجب انيعيشا في الذاكرة )

اذن لا احد  يفلت من الضوء الاخضرللذاكرة الذي يشتعل  فيمرفئها طوال الليل ..  

فلابد اولا من الاعتراف انني نادرا جدا  …  اقول سيدتي اوسيدي او الست او آنسة !

قلت في نفسي هل سبب ذلك يعود لشخصية  البدوي الجاثمفي الاعماق  والمتوارث منذ ان اقدم جمع من الرجال  مستاؤونمن النساء  يتامرون في ليل مظلم على ذبحهن  لتبدأ مع اعلانمبكر  مرحلة سيادة الذكورية  للابد  ,   او مساند لرأي المخرجارسون ويلز الذي يرفض فكرة المساواة  (مادامت المراة متفوقةعلى الرجال في كل العصور وان باستطاعتها الحصول دوماعلى ماتريد ولاتحتفظ الا بمن يثير اهتمامها فقط  ) ام انني حقا لا اعرف ما سر ان اتحاشى دائما ان اقول سيدي اوسيدتي او ست  او آنسة !

هل ايقاع المفردة غريبة  علي انا ابن جد نزح من الحلفاية منقرية (ام الديري ) هربا بابنه بعد وفاة ابنه البكر بلدغة افعى ,  وجاء للمدينة في بداية العشرينيات من القرن الماضي ,  امرجفة من شيء بدائي حينما يتعلق الامر بالمخاطبة  , او هناكفي ظلمات العقل الباطن كابح ضد انطلاق سلوك ينتمي لفناللياقة والاتيكيت..

لست من المتعصبين ضد  مخاطبة  المراة بالصفات التي تليق .

ومرات اسأل الم  تفلح الدراسة المختلطة وانت تقول للمعلمةست وتتذكر حتى اسمها كاملا ( نسرين عبد المجيد ) فيمدرسة العرفان في البتاوين …  ام ان معلمة الدين التيتشبعك ضربا لخروجك من الصف مع المسيحين  هي السبب ؟

ام   الجرس الذي تضرب به من قبل المديرة لانك ( وكح ) وتثيرغضب المعلمات  !

و لماذا تكرر كلمة استاذ للموظف البسيط  في الدائرة  ولاتقولست او استاذة او سيدتي لامرأة  ؟

في اول ايام تعييني قالوا اذهب للمديرة  كي تؤشر مباشرتك بالدوام حين  دخلت سلمت وقلت كيفك فلانه نظرت الي  بغضبوردت بعصبية  ( من انت وكيف تخاطبني  باسمي ) !

او استاذة جامعية تقول لها ام فلان او باسمها المجرد مناللقب العلمي  فيندهش طلبتها وتشعر بالحرج منك ..!

بالله عليك لم تفعل ذلك , هل سئمت من موظف الطابو حين رآكببدلة  جميلة  وهو يقول , سيدي  وجدنا تشابها بين اسمكومقاول مطلوب للدولة بعشرات الملايين  ولم يقتنع الا حينامضيت تعهدا بانك لم تكن ذلك المقاول  ..  او  من كره لمطربيغني سيدتي  ليل نهار  !!

هل تتذكر حين احمر وجه شاعرة تكبرك بسنوات قليلة حين لمتجد سوى مفردة( خالة )  لتخاطبها بعد ان قدمت لها صديقكالذي بدأ عليه الخجل من تصرفك الاحمق  .

بل تتعثر احيانا في تعليقات  الفيس لشخصيات نسائية راقية    وتلغي تماما  كتابة سيدتي او سيدي او ست وتستبدلها  بكلمةعزيزتي او القديرة او شاعرتنا  التي  جاءت  وكانها انقاذ لك  

هل تنسى  احداهن كتبت لك عل الخاص ياسيدي امسح كلمة عزيزتي من تعليقك فهي قد  أثارت غيرة  صديقي  !  لكنعندما علقت مرة ثانية على قصيدة لك  كتبت لها  على الفور اختي الغالية  .

محبتي للجميع سيدات وآنسات مبجلات فاضلات وسادةأفاضل

أحدث المقالات