22 نوفمبر، 2024 6:22 م
Search
Close this search box.

(سيداو) وثيقة إعلان الحرب على القرآن

(سيداو) وثيقة إعلان الحرب على القرآن

في الوقت الذي نشهد فيه تكرار جريمة حرق نسخ القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية ، ونتابع ردود أفعال المسلمين الغاضبة حكومات وشعوبا على تلك الأفعال الاستفزازية والمسيئة لمقدسات المسلمين ، يتملكنا العجب ونحن نشاهد كيف يتم انتهاك القرآن والإسلام في بلاد المسلمين ومن قبل حكوماتها من خلال الإذعان والترويج لتطبيق اتفاقيات هيئة الأمم المتحدة ( راعية الشذوذ ) وقوانينها المنحرفة كالجندر وغيرها والتي تتعارض مع الأحكام الشرعية والنصوص القرآنية .
منظمة الأمم (الجندرية) المتحدة دأبت على أن تكون وسيلة لنشر الانحراف والظلم السياسي والاجتماعي والثقافي والاخلاقي ، ولم تراعي هذه المنظمة التي تعتبر العوبة بيد الولايات المتحدة يوما ما خيارات الشعوب والأمم من حيث اختلاف الثقافات والديانات ، ورغم حرصها على تقديم الدعم الهائل لحركة الشواذ أو الجندر أو ما يسمى بالنوع الاجتماعي إلا أنها كانت على الدوام لا تقيم للتنوع الثقافي والديني أي شأن أو اعتبار ، وانما تحرص على تكون واجهة للصهيونية العالمية واللوبي الأمريكي ولذلك فإن اي قرار ترفضه الولايات المتحدة أو تتحفظ عليه لن يحظى بالشرعية أو الإنجاز على أرض الواقع .
واللافت للنظر في هذا المجال أن الولايات المتحدة من الدول القلائل جدا في المنظمة التي رفضت الاعتراف أو التوقيع على اتفاقية (سيداو) سيئة الصيت لأسباب سياسية ، بينما سارعت الدول العربية والاسلامية فيما عدى ايران والصومال والسودان إلى التوقيع على هذه الاتفاقية التي تخالف الكثير من بنودها تعاليم الشريعة الإسلامية والاعراف الاجتماعية وحتى الحقوق الانسانية لأنها تريد تمكين المرأة لتكون رجلا ، وتطالب الرجل أن يأخذ مكان المرأة في كل شيء حتى تتحقق المساواة الجندرية .
ومن المفارقات الهزلية وشر البلية ما يضحك هو انه على الرغم من أن أغلب دساتير الدول المسلمة تتصدرها فقرة أنه لا يجوز سن وتشريع قوانين تخالف ثوابت الاحكام الإسلامية ، إلا ان حكومات تلك البلدان المسلمة تقوم بمخالفة قوانين دساتيرها بكل وقاحة وتقوم بتوقيع الاتفاقيات التي تتعارض نصوصها وقوانينها بشكل سافر مع القرآن الكريم ، لتتحجج بعد ذلك بالتزامها بالمواثيق والاتفاقيات الدولية ، وهذا يظهر مدى خضوع حكومات تلك الدول للإرادة الغربية واجنداتها الداخلية الهدامة .
لقد حرصت مافيات التنوع الاجتماعي في الأمم المتحدة على أن يلتزم الموقعين على الاتفاقية الجندرية (سيداو) انفاذ قوانينها تطبيق موادها ، ورفضت كل الاعتراضات التي صدرت حولها واعتبرتها ملزمة لجميع الدول التي وقعت عليها ، وتوعدت بأن يكون مصير الدول التي تمتنع عن تطبيقها العقوبات والمحاكمات في تهديد واضح للحكومات وتدخل سافر في شؤون البلدان تحت لافتة الحرية وحقوق المرأة.
اتفاقية (سيداو) التي تتكون من ثلاثين بنداً حوت الكثير من المخالفات لأحكام القرآن ، فالبنود ( 2، 5،9 ، 15 ،16، 26 ، 28 ) على سبيل المثال هي أخطر ما تضمنته تلك الاتفاقية ، لتضمنها قرارات صريحة في مخالفتها لثوابت الشريعة الاسلامية ، وعلى وجه الخصوص آيات القرآن الكريم المصدر الاساسي للتشريع لدى كافة المسلمين ، بالإضافة الى عدم السماح للدول بالتحفظ على موضوع الاتفاقية أو موادها ذات العلاقة بالغرض الذي وضعت له وهو بزعمهم (المساواة) .

أما أهم ما تضمنته تلك البنود والتي هي محل خلاف مع أحكام الشريعة الإسلامية فنذكر على سبيل المثال نماذج لتلك المخالفات التي تم رصدها ، والدليل القرآني على بطلانها :
1- مساواة الذكر بالأنثى ، والقرآن ينص على { وليس الذكر كالأنثى} (آل عمران، 36) .
2- عدم ولاية الرجل على المرأة حتى لو كان أباها أو زوجها ، والقرآن ينص على{ الرجال قوامون على النساء } (النساء،34).3- مساواة الذكر والانثى في الميراث عموما ، والقرآن ينص على{ للذكر مثل حظ الأنثيين } (النساء،11) .
4- السماح للمرأة بالإجهاض ، والقرآن ينص على { ولا تقتلوا اولادكم خشية أملاق} (الانعام،151) .
5- إباحة العلاقات الجنسية للزوجين خارج إطار الزوجية مع الآخرين ، والقرآن ينص على { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء سبيلا} (الأسراء،32) .
6- اباحة زواج الشذوذ الجنسي ، والقرآن ينص على{ أتأتون الذكران من العالمين} (الشعراء،165) .
7- جواز انتساب الأبناء الى الأم ، والقرآن ينص على { أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} (الاحزاب،5) .
8- تحديد سن الزواج بثمانية عشر عاماً للبنات ، والقرآن ينص على { وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} (النساء،6) .
9- منع تعدد الزوجات ، والقرآن ينص على { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } (النساء،3).
10- اباحة زواج المسلم والمسلمة بغير المسلمين والقرآن ينص على {وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حتى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حتى يُؤْمِنُوا} ( سورة البقرة ،221) .
وغيرها من البنود الملغومة في وثيقة (سيداو) التي تتقاطع مع أحكام الشريعة التي تضمنتها آيات القرآن الكريم .

أن مبدأ المساواة الذي هو شعار حملة الحرب على الإسلام والقرآن في وثيقة (سيداو) وغيرها من الاتفاقيات التي ترعاها منظمة الأمم الجندرية يختلف في مؤداه وأغراضه مع التفسير الإسلامي ، فالشريعة الإسلامية قائمة على تحقيق مبدأ العدالة الانسانية والتي تتنافى المساواة في الكثير من الاحيان معها وخصوصا في قضية المساواة بين الرجل والمرأة ، لأن الشريعة الاسلامية راعت الفوارق في الخصائص والصفات بينهما وهو المفهوم الإنساني للتنوع الاجتماعي والذي قسم وظائف كل من الجنسين على أساس الاختلاف السيكولوجي والفسيولوجي وبالتالي كانت الحقوق والواجبات لكل منهما متناسبة ومراعية لهذا التمايز الإنساني بما يضمن العدالة للطرفين ..
ان العدالة تعني الانصاف ، أما المساواة فإنها قمة الإجحاف في الكثير من تفاصيلها ، وبالعدل يمنح كل إنسان ما يستحقه ، اما المساواة فهي عكس ذلك تماما ، فكيف يساوي المعلم بين الطالب المجد والطالب الكسول في توزيع الدرجات ، وكيف يساوي الطبيب بين المرضى في العلاج ، وكيف نساوي في توزيع الماء بين قرية صغيرة ومدينة كبيرة ، وحتى في قوانين العقوبات لا يمكن ان تكون عقوبة السارق والقاتل سواء ، … الخ ، أما العدالة الاجتماعية فهي تمثل العمود الفقري للشريعة الاسلامية لحماية الانسان من الظلم ، وهي أيقونة الخلاص التي تحلم بها الانسانية جمعاء .

لقد تجلت العدالة الاجتماعية بأروع صورها في الاسلام ، من خلال التوازن في الاستحقاق والجزاء بين الرجل والمرأة بدون أي تمييز بينهما على أساس الجنس أو أي معيار ثانوي أخر ، فالميزان هو العمل ، ونقتبس بعض معالم تلك العدالة الاسلامية في الايات الكريمة ، قال تعالى : {أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه } (الزلزلة ،7-8) ، وفي آية أخرى : {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا} (النساء، 124) ، وفي آية أخرى : { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يجزى إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فأولئك يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } (غافر،40).

يجب أن تجتمع كلمة المسلمين وان توحدهم مهمة الدفاع عن القرآن ونصرته ، فكل أنسان مؤمن بالله تعالى ورسوله الاكرم (ص) مطالب اليوم بالوقوف في وجه اتفاقية الشؤوم (سيداو) ، وبوجه من يريد تطبيق اتفاقيات الجندر المخالفة للقران الكريم في مجتمعنا المسلم ، أن المسلمين الذي يظهرون غضبهم عند الاساءة للقرآن والمقدسات ولزعاماتهم عليهم أن يدافعوا عن انتهاك حرمة القرآن في بلدانهم من خلال التشريعات التي تخالف ثوابت القرآن والسنة ، والوقوف بوجه كل من يروج لتلك القوانين والتشريعات والافعال المنافية للدين من المنحرفين أو المتهتكين أو الأبواق المأجورة ، ان الدفاع عن الاسلام وعن القرآن لا ينبغي ان يتوقف عند حدود الاستنكار او التظاهر الانفعالي ، فمسلسل حرق القرآن هو تمهيد لتطبيق قوانين الجندرية التي تمزق آيات القران الكريم وتخرج الانسان المسلم من الايمان الى الجاهية ، ومن نور القرآن الى ظلام وانحراف وهمجية جيوش الشيطان الشاذة .
قال تعالى :
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (50المائدة )

[email protected]

أحدث المقالات