في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضره عن بعض السيدات البغداديات اللاتي عشن في بغداد وتوفين فيها قبل قرون ومع ذلك لا زالت آثارهن قائمه لحد الان في وسط بغداد اي ان النساء اللتي سنذكرهن عشن في العهد العباسي والعهد العثماني وقبل العهد الانگليزي والعهد الملكي اي مضى على وفاتهن مئات السنين ومن السيدات البغداديات اللاتي ينطبق عليهن الوصف السابق:-
السيده زمرد خاتون المتوفيه عام 599 هج صاحبة المسجد المشهور في مقبرة الكرخ بالقرب من قبر الشيخ معروف المرخي الذي لازالت منارته معروفه بالمقرنصات العاليه بحث كانت اعلى من جميع قبور المقبره وكانت بالاصل مدرسه ومسجد وقبر وفي العهد العثماني دفنت بها السيده عائشه زوجة الوالي وبالنظر لارتفاع المناره غنى اطفال بغداد:-
طلعت الشميسه على قبر عيشه
عيشه بنت الباشا تلعب بالخرخاشه
ذلك ان عائشه بنت والي بغداد الذي يسمى باشا
وشهده الكاتبه المتوفيه عام 574 هج المدفونه في مقبرة باب أبرز التي تشغل محلات الفضل وحمام المالح في رصافة بغداد وهي التي كانت تلقب فخر النساء كانت من العلماء وكتبت الخط الجيد وسمع عنها خلق كثير واشتهر ذكرها بعد صيتها
والست هديه الذي يذكر انها من جواري الخلفاء العباسيين وتعرف المحله باسمها محلة الست هديه في رصافة بغداد وقبرها منخفض عن مستوى الطريق مبني بالمرمر وعليه رخامة خضراء وفوق قبرها غرفة معقوده بالحجاره والجص واول من أشار الى هذا القبر الرحاله التركي نصوح السلاحي المطراقي عند قدومه الى بغداد بصحبة السلطان سليمان القانوني بعد فتح بغداد سنة 1534 م
ومقبرة الاعظميه او مقبرة الامام الاعظم او مقبرة الخيزران وقد دفنت فيها اولا البانوقه ابنة المهدي ثاني خلفاء بغداد الذي تولى الخلافه عام 158 هج التي من الزوجه الاولى للمهدي قبل أن يتزوج الخيزران أم الخليفه هارون الرشيد وكانت البانوقه اول من دفن في مقبرة الاعظميه حتى قبل وفاة الخيزران التي سميت المقبره بأسمها المتوفيه عام173 كما يقول بحق الدكتور مصطفى جواد بكتابه سيدات البلاط العباسي وقد كانت البانوقه تسير امام ابيها راكبه بين يديه سافرا على هيئة الجند الغلمان أما الخيزران زوجة المهدي فتوفيت عام 173 هج زمن ابنها الخليفه هارون الرشيد لذلك فالاصح ان المقبره هي مقبرة البانوقه اول من دفن فيها اما دفن الامام ابا حنيفه في هذه المقبره ففيه كلام كثير
والسيده البغداديه الاخرى هي هيبت خاتون المتوفيه سنة 1919 التي أنشأت مدرسه ووقفت عليها اوقاف كثيره وبعد وفاتها دفنت في هذه المدرسه في المحله المعروفه بأسمها وقد كانت صاحبة خيرات محسنه على الفقراء الحاجه هيبت خان ابنة عبد الرحمن أفندي وحددت راتبا للمدرس وراتبا للطلاب
والسيده نائله خاتون التي أنشأت سقاية ماء قبل وفاتها سنة 1874 وقد كانت زوجة احد شيوخ قبيلة زبيد هو الشيخ وادي الشفلّح وجعلت بيتها في بغداد مدرسه علميه ومصلى صغير
والسيده أسما خاتون بنت يوسف التي أنشأت مسجدا تقام فيه الصلوات وموقعه كان مقابل القشله وهو اليوم مدرسه وقفيه
والسيده نازنده خاتون زوجة والي بغداد علي باشا الشهير بأبي غداره سنة 1848 م التي بنت جامعا واوقفت عليه املاكا كثيرة في الحله والبصره وبغداد وقد تم هدمه وعوضت الاوقاف بدله مدرسه في شارع المغرب في الاعظميه
والسيده عادله خاتون التي أسست جامع بنت والي بغداد احمد باشا سنة 1747 مكانه رأس الجسر قرب سوق السراي وقد نقض هذا الجامع بعد فتح شارع وقد تم استبداله بجامع في منطقة العيواضيه بعد باب المعظم قريبا من مدينة الطب وقد أوقفت عليه أملاك كثيرة وقررت رواتب لكل من المتولي والامام وامين المكتبه وغيرهم
ومسجد السيده نفيسه القشطيني التي بنت مسجدا باسمها في القرن التاسع عشر بالمحله المعروفه بهذا الاسم في الكرخ بالقرب من محلات الجعيفر وخضر الياس وهنالك شواهد ومعالم كثيره في بغداد للسيدات البغداديات اوردنا بعضها.