7 أبريل، 2024 11:33 ص
Search
Close this search box.

سيتراتيجية الصراع الارهابي … كيمياوي الغوطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس  الخطأ السياسي القاتل فقط عندما يحدث, وانما في الاستمرار والتمادي في تعميق جروح واثار نتائج تلك الاخطاء الكبيرة, كانت اثار جريمة احتلال الكويت عام1990 ,بعد الهزيمة والانسحاب, اكثر دمارا وارهابا من اشهر القصف الامريكي للمناطق المأهولة بالسكان العزل, وتحطيما للعديد من المنشأت ومراكز البنى التحتية من جسور ومصانع ومعامل ومواقع الاتصالات المدنية, وهذا كان غاية اهداف قوات التحالف الامبريالي الذي عاد إلى المنطقة بعد عام2003
,ويبدوا أن التحالف الامبريالي الارهابي بقيادة الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية واذرعها الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط (دول ماوراء البحر المتوسط) تركيا السعودية وقطر ,
سائرة في مخطط تغير خارطة الدول العربية وتقسيم العديد منها, ضاربة عرض الحائط  نتائج جنونها وانتحارها السياسي, وغير متكرثة اطلاقا بحجم الخسائر وعدد الضحايا المتزايد من العمليات الارهابية,ولم تعر اي اهتمام لما ستؤول إليه الأمور, بعد أن ينفجر الوضع الأمني في بقية الدول العربية, أو عندما تنتقل اليها رياح التغيير الالكتروني او بعد ان تنتقل اليهم شرارة الارهاب البربري,
ولااحد يستطيع معرفة او تخمين او تحليل او كشف اسرار الانخراط الخليجي المباشر السعودي القطري تحديدا في حالة الحرب المعلنة ضد مايسمى بمحور الهلال الشيعي,
 وكذلك ثورات الشباب العربي, غير بندر بن سلطان والمخابرات الامريكية,فهل هي اوامر وجهت لهم بالتنفيذ ,محملة بالتهديد في حالة الرفض, فالمصير ربيع عربي زاحف اليهم, ام اشياء اخرى غير فكرة تقسيم الدول العربية الكبيرة ,هذا ماستكشفه احداث سوريا ومابعدها.
التاريخ وحده قادر ان يتكلم ليخبرنا عن الدول التي بنت امبراطوريتها فوق جماجم الضحايا في حروب الحدائق الخلفية او الامامية, أو من خلال استعمار واستعباد الشعوب بلا رحمة, فحتى الذي يقولون عنه السلفيون التكفيريون خليفة عثماني ويبحثون عن راية محمد الفاتح, كان اشد قسوة من المستعمر المسيحي الاجنبي,بينما لو قارنا المحور الروسي الصيني واذرعه المحتملة سوريا ايران والعراق المتأرجح بينه وبين محور الولايات المتحدة الأمريكية, لتبين لنا أن المبادئ والاسس الاخلاقية والاستغراق في الاستحضار التراثي للثقافة الشرقية الاسيوية طاغية على مشهد الاحداث المتصاعدة,
كانت ادلة وادوات الحرب الباردة تشرح ابعاد الصراع العلني بين الشعوب الفقيرة والراسمالية الجشعة,بين استغلال ثروات الشعوب لصالح فئة محددة من طبقات الحكم الجديد بعد الحرب العالمية الثانية, وبين من يدافع عن حق الشعوب بالتمتع بها,
اضافة الى تجربة الحرب العراقية الايرانية وتجرأ النظام الصدامي البائد على استخدام الأسلحة الكيميائية في منطقة حلبجة( السنية), وامتناع الجانب الإيراني عن استخدام أي سلاح محرم دوليا, اضافة الى تجنبهم استهداف المدن والمناطق السكنية, والسكوت الدولي المخزي حول هذه الجريمة الرهيبة,بينما نجد ان الجماعات الارهابية تستهدف المدنيين في العراق وسوريا ولبنان وباكستان وفي مختلف دول العالم ,بما فيها الولايات المتحدة الامريكية عن سابق اصرار وتعمد, دون ان يتحرك المجتمع او المنظمات الدولية لادانتها وايقاف تسليحها,
واطلب من كل عربي وادعوه لزيارة مدينة خرمشهر المعروفة بالمحمرة في منطقة الأهواز العربية في ايران, ليرى اثار جرائم النظام البعثي الارهابي ,الباقية الى الان كشاهد على عصر الفتن والاحقاد الطائفية, وكذلك تبني تنظيمات القاعدة الارهابية النهج الاجرامي السادي في ملاحقة الابرياء ممن يحسبون على الطائفة الشيعية  ,
واعتماد اخطر فتوى عرفتها الديانات السماوية, بل البشرية جميعا وهي ان الابرياء الذين يسقطون جراء العمليات الانتحارية او الارهابية يحشرون ويحاسبون يوم القيامة على نياتهم واعمالهم,وقد وثقت واعلنت تلك الجماعات التكفيرية عن العديد من جرائمها البشعة بحق المدنيين الابرياء,حيث كانت حادثة اكل كبد وقلب الجندي السوري لازالت ماثلة امام ذاكرة العالم الحر,كلها دلائل شبه قطعية تشير باصابع الاتهام الى المرتزقة والجماعات التكفيريةفي جريمة استهداف الابرياء في ريف دمشق الغوطة بالقذائف الكيمياوية,
هذا من جهة , ومن جهة اخرى ووفقا لماتسرب الى الاعلام من ان الاقمار الروسية رصدت تلك العملية الارهابية ووثقتها بالصور, و كذلك يمكن اعتماد مبدأ التحليل السيتراتيجي في المعارك والصراعات المسلحة, لنرى ان تاثيرات تلك العملية لاتخدم الحكومة السورية ولاتعمل على تغيير موازين الصراع والقوة على الأرض, فقد كانت معركة القصير اكثر ترجيحا لمثل تلك الفرضيات, او حتى يمكن ان تستخدم في قلب معادلة السيطرة على مدينة حلب الحيوية,لا ان تستخدم قذائف كيميائية على بعد عدة كيلومترات من قلب العاصمة دمشق.
ان تغيير سيتراتيجية الصراع الارهابي من قبل الجماعات التكفيرية  المسلحة المدعومة خليجيا واقليميا ودوليا لاتبشر بخير ,وتعني ان نوازع ونيات الاصرار على استمرار المواجهة لازالت موجودة عند الطرف المستفيد من هذه الحرب الفوضوية,
ومشكلة الاضطراب الامني وانعدام الاستقرار السياسي للدول المجاورة لسوريا ستبقى قائمة,بل ان هناك مؤشرات وتصرفات استفزازية يراد منها ادخال العراق ولبنان في ازمة الصراع الطائفي السني الشيعي المشتعلة في المنطقة,
ليبقى الخاسر الاكبر من كل تلك الدوامة الطائفية هم شريحة الشباب العربي المتطلع الى مستقبل ديمقراطي ينتشله من تركة او ترسبات الانظمة الاستبدادية المتهالكة,هذا فضلا عن ان الخسارة تشمل الجميع دون استثناء ,لان القذائف والصواريخ والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة لاتمييز بين احد مع انها تستهدف طائفة بعينها,
الا انها تشبه في استهدافها اسلحة الدمار الشامل,
ولعل الارهابيين قد استخدموا قاعدة الضرورات تبيح المحظورات في استعمالهم قذائف الغازات السامة لقتل ابرياء الغوطة,للتشويش على الراي العالمي , وتوجيه الاتهامات جزافا وبشكل سريع ومنسق اعلاميا وسياسيا,لكسب تاييد ادانة النظام السوري بهذه الجريمة البشعة ,حتى تتمكن القوات الاستعمارية من التدخل لحسم المعركة, وخصوصا تمت العملية مع دخول فريق خبراء الاسلحة الكيمياوية الدولي إلى سوريا.
لسنا في معرض الدفاع عن النظام السوري الذي بالطبع لديه اخطاء كثيرة اعترف بقسم منها اثناء تجربة الاعلان عن الاصلاحات الحكومية,
ولكن تبقى مسالة الامن القومي العربي الذي لايفهمه عدد من حكام دول الخليج المتصهينة ,امر في غاية الخطورة,يتعلق بالدين والتراث والاصالة والاخلاق والموروثات واللغة العربية,بوجودنا كأمة عربية تحمل ثالث ديانة سماوية على الارض,
فسوريا على مدى اربعة عقود او اكثر حملت الهم القومي العربي بآمانة, كانت دمشق مدينة بل عاصمة الثقافة العربية الاصيلة,
كانت ملجئ امن لكل الحركات والشخصيات العربية المناضلة الهاربة من جحيم انظمتها القمعية,
 تعلمنا من جرئة الفن السوري ان نحتج على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين واللبنانيين, لازالت مسرحيات غوار الطوشي تحرك فينا تلك الروح العربية الثورية المعتزة بتاريخها وحضارتها وكرامتها,
كيف يمكن ان نقبل بعد كل هذا الثراء الثقافي ان نركع برقابنا ورقاب ابنائنا واطفالنا على مقاصل التكفيريين المرتزقة, ليعلمونا ان دين الرسول محمد ص ليس دين للمحبة والتسامح, بل هو دين للنحر والفساد والفوضى,
حاشى ان يكون كذلك, وفي هذا الدين رجال صدقوا مع ربهم فزادهم رفعة ودرجة في الدنيا والاخرى,فشتان بين رجال التاريخ الناصع بين الامام علي بن ابي طالب واتباعه وبين المنافق معاوية ابن ابي سفيان واتباعه الغوغاء المتوحشين.
ان مخاطر الاستمرار في جر المنطقة العربية الى حروب النيابة الطائفية, خدمة للاغراض والمصالح الامبريالية العالمية,لن تخدم احد ,ولن تخرج منها اية طائفة منتصرة,الا اصحاب المصالح الاستكبارية الاستعمارية,
فالدور الخبيث الذي رسموه ضد سوريا والعراق ومصر, سيرتد عليكم عاجلا ام اجلا,وان الفكر التكفيري الذي تغذونه وتدعمونه علنا سوف ينقلب ضدكم,و سيكون من الصعب السيطرة عليه او تغييره او حتى محاربته,فهذه السيتراتيجية المتبعة لدعم الارهاب سيتراتيجة الانتحار السياسي,ستكون وبالا على كل شعوب المنطقة,فلا حكمة تنفع مع هؤلاء الخوارج,
 ولا كتاب مقدس كالقران يهيدهم او يعيدهم الى طريق الاسلام الصحيح,
ولانصيحة انسان عاقل يسمعون له.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب