23 ديسمبر، 2024 3:45 ص

سيبقى الفساد والمفسدون في العراق مشكلة بلا حل!!!

سيبقى الفساد والمفسدون في العراق مشكلة بلا حل!!!

مشكلة الفساد في العراق اصبحت لم تعد عيبا, انها رجولة واقدام وجراة ,فهي ثقافة الغنيمة التي يسعى الى تعميقها في المجتمع من قبل بعض الطبقات السياسية والمجتمع معا , نعم اصبح الفساد مهارة يتم التدريب والتاهيل عليها , فانت تسمع من اناس يلومون انفسهم لانهم كانوا نزهين ولم تسمع من ندم اناس كانوا فاسدين ,لانهم يرون ما فعلوه من سرقة صحيح ولا صحيح غيره , فهم لا يتوجسون من النقد الشعبي ولا يعبئون بالتظاهر عليهم ولا يستحون من الشتائم ضدهم .

ان مشكلتنا ليس لدينا ثروة كما يقال ونعاني فقرا , بل عدم نظافة وكفاءة المسؤولين هي من بدد تلك الثروة (( فلو كان لدينا نزيهين لكفانا القليل , ولكن بظل السياسين الفاسدين , فلن يكفينا حتى الكثير – سجاد تقي كاظم )) فالمسؤول الفاسد تمّ تدريبه على التدين والتظاهر بالتقوى , اي

ان الفاسدين لبسوا ثياب الصالحين الورعين وبدءوا يعلنون عن الشرف والطهارة ونقد الفساد والمفسدين ويدعون الى تطهيرهم والخلاص منهم , اما الناس الشرفاء الوطنين فبقوا صامتين , ولم يتصدوا لسراق ارذال استخدموا الدين وسيلة لكسب المال وطريقة لتجهيل الناس, فنحن لا نطالب بقطع يد السارق وجلد الزاني وتعزير شارب الخمر , فهذه احكام اصبحت معطلة , اي هناك عجز كامل بتطبيق النصوص الدينية , وبالتالي تحدي معلن للقران الكريم (السارق والسارقة فاقطعوا ايدهما – المائدة – الآية – 38) وقول الرسول محمد( ص)العظيم (لو فاطمة سرقت لقطعت يدها ) كل الذي نطالب به تفعيل اجتثاث الفساد والمفسدين ثم محاكمتهم بمحكمة دولية واسترجاع اموال العراقين لا غير , فمادام الفاسد لا يحاسب ، فمن الصعب الحديث عن التغيير والاصلاح , ومن يقول خلاف هذا فهو كاذب ويخدع نفسه قبل ان يخدع الاخرين , فهل رايتم او سمعتم ان وزيرا وضع تحت قضبان الحديد في السجن ؟! كلا بل يبريء السارق ويتهم المسروق , وان حصل هذا , فالنتيجة لا تتعدى ان يطلق سراحه بعفوا عام او صفقة سياسية والاموال المسروقة لا يطالب بها وتبقى مكافاة له , لذا فهناك شراهة وشراسة عند الكثير من السياسين لاستباحة المال العام , فلم يتركوا شيئا الا واستحوذوا عليه ونهبوه حتى مستحقات الفقراء بالبطاقة التموينية ولو كان لهم قدرة واستطاعة على الهواء لا ستحوذوا عليه وتحكموا فيه وباعوه .

المشكلة الاخرى ان هؤلاء الفاسدين لا يردعون ولا يخافون , فمن يقف خلفهم ويدعمهم؟!

فهل إغراء السرقة والرشوة أقوى من ردع القانون ؟ّ! اي أن العقوبة أقل من حجم ما يحققه من كسب،ام هناك شيء وسبب اخر ,اذكركم بقول ماركس (الطاغية مهمته ان يجعلك فقيرا وشيخ الطاغية ان يجعل وعيك غائبا) فاكثر الناس غاب وعيها عن ما فعلوه الفاسدون فينا بل المجتمع هو السبب من سلطهم علينا.

اخيرا ليس السياسيون وحدهم فاسدين بل المجتمع هو الاخر فاسد , فهل نسيتم كيف العراقيون سرقوا انفسهم (حوسوموا)عام 2003 ؟! فنهبوا كل ما يستطاع نهبه من ممتلكات الدولة المنقولة كالاثاث والاموال , والثابتة كالتجاوز على الاراضي والبنيات الحكومية .

لا نعفي احد من الفساد ,فالكل مشارك فيه ساسة بمختلف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ومجتمع بكل طبقاته بحسب موقعهم وحجمهم وشطارتهم حتى رجال الدين الذين جعلوا اموال الدولة سائبة مجهولة الهوية ليس لها صاحب لهم بصمة في هذا البلاء , مقالنا (بلاءنا في اثنتين…نظرية مجهول المالك , وطاعة الحاكم الظالم) المنشور في الصحافة في 6-9-2018