18 ديسمبر، 2024 7:07 م

سيبقى العراق ..وتذهب المؤامرة

سيبقى العراق ..وتذهب المؤامرة

لاشك في أن  الشعب العراقي اليوم  يعيش في هذه المرحلة الصعبة أحداثاً هي أشد مامر عليه من أحداث ، لأن المحتلين وأعوانهم من المجرمين والأرهابيين والقتلة ومن قبلهم الحكام الطغاة قد عملوا على إذلاله ومسخ هويته ومصادرة حقوقه وإسقاط إرادته وتقييد حريته وسرقة ثرواته وزرع الفتنة في ربوعه الآمنة ، ولكن الله سبحانه وتعالى  يريد لهذا الشعب أن يكون قوياً عزيزاً آمناً ،  فتراه يرفض كل أشكال التسلط والطغيان ومسخ الهوية ، وذلك بالجهاد ، وبالكلمة ، وبالقلب ، وبكل مايملك من إرادة وصبر على طول تاريخه الحافل بالمواقف الوطنية الشجاعة..
ولاشك في أن  تباين المواقف السياسية ، وإختلاف وجهات النظر ، تُعدُ في عرف الديمقراطية حالة طبيعية مالم تتحول إلى تخريب وعمل مسلح وتصفيات وأغتيالات ، وإن الخلاف حول أي قضية يجب أن يحل في إطار الأحتكام إلى القانون  الذي يُعد السبيل الوحيد لبناء مؤسسات الدولة ، وبواسطته يتم تعزيز الأمن الإجتماعي ، وتقويم العملية السياسية ،والنهوض بعملية البناء والإعمار ، وأن يبقى تحت سقف المصلحة الوطنية العليا للشعب ، وأن يتجاوز الحسابات لكل المصالح الشخصية والفئوية ، وفي المقابل فإن التمسك بالمصالح الفئوية والحزبية وإنتهاج الخيارات الضيقة بالتعامل مع الشركاء في الوطن ، لاشك بأنه سيلحق ضرراً فادحاً بالأمن والأستقرار الذي يحتاجه الجميع في كل الأوقات ..
إن العراق اليوم هو وطن لكل من يحترم القانون ، ويؤمن بالتغيير الديمقراطي الذي شهده العراق مع بداية إنطلاق العملية السياسية – بالرغم من النواقص والأخطاء التي رافقتها –  وهو وطن لكل من يؤمن بالتعددية والحرية والتداول السلمي للسلطة ..
إننا نريد أن يتحرك الجميع من موقع الذهنية المسؤولة ، بروحية المحبة التي تحول إلى كلمة هادفة وإلى أسلوب طيب وحوار مفتوح وأن لاينجر أبناء هذا الوطن إلى حفرة التناحر الطائفي التي خطط لها الأعداء بكل خبث ولؤم ، مهما كانت الأسباب عظيمة ، وكيف ماكان الخطب جليل !!
فيجب علينا جميعاً كعراقيين أن لانسمح لأحد أن يبقى في قمة السلطة التنفيذية أو التشريعية أوأي موقع من مواقع المسؤولية وهو يتنعم بالأمتيازات الهائلة من راتب ومخصصات وحياة مميزة ..ولكنه في نفس الوقت يحابي الإرهابين ويتواطىء مع المخربين والمشبوهين الذين ينفذون الأجندات الخارجية ، فالشعب العراقي لايتحمل السكوت بعد اليوم على مثل تصرفات هؤلاء الذين لايريدون له إلا الخراب والدمار والسقوط في أحضان الأرهاب وأذنابه!!
إن الواجب الوطني والشرعي والإنساني يحتم على جميع أبناء الشعب العراقي الصابر أن يقوموا بواجبهم بالحفاظ على أمنهم ، ودفع الخطر عن بلادهم ، حتى ينعم الجميع بنعمة الأمن والسلام ..والشعب العراقي قادر بإذن الله تعالى على تحطيم كل المخططات والمؤامرات والأجندات المشبوهة التي تستهدف تمزيق وحدته ، والعبث بمكانته ومقدساته ووجوده  ..
من هنا لابد لنا أن نعيش – خصوصاً في هذه المرحلة – التعبئة الروحية والسياسية والجهادية من أجل أن نكون الأقوياء ، حتى ولو كنا نعيش بعض نقاط الضعف ، لنعرف كيف نواجه االعدو في نقاط ضعفه ،  لنقوي مواقفنا وننمي قدراتنا ، لأن الله تعالى لا يريد للإنسان الضعيف أن يبقى ضعيفاً ، وهو قادر أن يكون قوياً ، ولذلك قوتنا فيما نصنعه وننميه ونبدع فيه هي مسؤوليتنا ، فنصنع قوة العلم من خلال التعلم ، وقوة البدن والموقف والموقع ، ولو كان ذلك بشكل تدريجي ، لأن الله يبغض العبد الضعيف الذي يستطيع أن يكون قوياً ، ولكنه يستسلم لضعفه ..!
لقد دفع العراقيون أنهاراً من دمائهم الطاهرة ، وضحوا بكل الغالي والنفيس من شبابهم ورجالهم ونساءهم وأطفالهم وشيوخهم وسعادتهم ووجودهم من أجل أن ينعموا بالطمأنينة والسعادة والأمن ، ومن أجل أن يستردوا كرامتهم وهويتهم الوطنية ، وومن أجل ذلك عليهم أن لايسمحوا لأحد بعد اليوم أن يستعبدهم أويستغلهم أو ينغض عليهم راحتهم التي يستحقونها بعد رحلة العناء والشقاء الطويل ..
[email protected]