18 ديسمبر، 2024 7:46 م

سيبقى العراق الحلقة الأضعف لتصفية الحسابات بين إيران وإسرائيل وليس دول الخليج العربي!

سيبقى العراق الحلقة الأضعف لتصفية الحسابات بين إيران وإسرائيل وليس دول الخليج العربي!

ردآ على القصف الصاروخي الإسرائيلي على ريف دمشق يوم الاثنين 7 اذار 2020 والذي تسبب بمقتل عناصر من ضباط فيلق القدس الإيراني، وفي سياق الرد على هذه الضربة شنت كتائب الصواريخ الموجهة التابعة للحرس الثوري هجومها الصاروخي من منطقة كرمنشاه في الواحدة صباحآ من يوم الاحد 13 اذار 2022 على مدينة أربيل شمال العراق مستهدفة القنصلية الأمريكية , ومقار للموساد الإسرائيلي ب 12 صاروخآ بالستين حسب ما صرح به الناطق الرسمي للقيادة الإيرانية بعد الضربة الصاروخية!؟ حيث سارع المسؤولين الاكراد ومع نفي شديد اللهجة وبيان صدر من رئاسة مجلس حكومة أربيل بان الذي تم استهدافه هي بناية القنصلية الامريكية قيد الانشاء نافيا في الوقت نفسه وجود أي مقار لجهاز الموساد الإسرائيلية في أي مكان من محافظة أربيل.
الرد من قبل حكومة مصطفى الكاظمي كان خجول والادانة الصريحة لم تكن لتصل بمستوى الإدانة الواضحة والاعتداء السافر على الأراضي العراقية!؟ حتى ان مجلس النواب لغاية الان لم يصدر أي بيان يستنكر فيه بشدة هذا الاعتداء الوقح على العراق , ناهيك عن المفاجئة من خلال البيان المتواضع الذي أصدره رئيس الجمهورية (برهم صالح) مع الأسف والذي لم يرتقي الى الإدانة الصريحة والواضحة ضد ايران , ولم يتم ذكرها بالتحديد وبالاسم والجهة المسؤولة لهذه الهجوم الصاروخي السافر , لان هناك حسابات انتخابية لدى (برهم صالح) لغرض إعادة انتخابه لدورة رئاسية ثانية بدعم من قيادات الحرس الثوري الإيراني , ولان العراق وما يتعرض له من اعتداءات متكررة من ايران ليس الأهم بالنسبة له , ولكن الأهم بالنسبة له كرسي الحكم !!؟ ناهيك عن الإدانة الخجولة كذلك لرئيس مجلس النواب!!؟
وعلى العكس من إدانات المسؤولين الحكوميين الخجولة!!؟ حيث سارعت قيادات الميليشيات الولائية الإيرانية المنضوية تحت ستار الحشد الشعبي الى تأييد هذا الهجوم الصاروخي على محافظة أربيل علنآ والاشادة به مرددة ومؤيدة ومساندة للبيان الإيراني بانه استهداف لمقرات جهاز الموساد الإسرائيلي واعتبرت في الوقت نفسه بان الرد الإيراني كان طبيعيا لمقتل ضباط بفليق القدس قبل أيام!!؟.
نعتقد بان هذا الرد والقصف الصاروخي على محافظة أربيل لم يكن إلا بسبب ونتيجة حالة الاحتقان والتذمر من قبل بعض من قيادات الحرس الثوري الإيراني المؤثرة في صناعة القرار العسكري والسياسي والغضب من قبلهم والذي وصل صداه الى المرشد الإيراني علي خامنئي حول مقتل العشرات من ضباطهم وجنودهم ومهندسيهم على مختلف الأراضي السورية طوال المدة الماضية بدون ان يكون أي رد من الحرس الثوري على سلسلة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مختلف المناطق السورية والقواعد العسكرية التابعة لهم , وهذا الرد والقصف الصاروخي قد لن يخرج عن سياق وفضيحة الرد الإيراني على تصفية قاسم سليماني في 3 كانون الثاني 2020 عندما كشفت الصحافة الغربية على ان القصف الصاروخي لقاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الانبار غرب العراق لم يكن مفاجئ ابدا للقوات الامريكية المتواجدة هناك !؟ حيث تم ابلاغهم وسربت لهم معلومات بموعد القصف قبل ساعات من الضربة الإيرانية في 8 كانون الثاني 2020 والتي سميت بعملية (الشهيد سليماني) حيث لم يتم إصابة أي جندي امريكي كان متواجد في القاعدة عين الأسد الجوية وانما اقتصرت على بعض الماديات والابنية، حتى ان معظم الصواريخ الموجهة والتي عددها ستة سقطت خارج اسوار القاعدة بمسافة امنة لمنشئات القاعدة وان صاروخين فقط سقطت بجانب اسوار القاعدة العسكرية !!؟.
لا يستطيع الحرس الثوري الإيراني، ولن يمتلك أدنى مقومات الشجاعة والجراءة العسكرية بان يرد على أي من دول الخليج العربي، وبالأخص في قطر والامارات والبحرين، والتي هي قريبة جغرافيا كذلك من إيران باستهداف السفارات الإسرائيلية في هذه الدول الخليجية!؟ لان قيادات الحرس الثوري الإيراني يعرفون جيدآ بأن الرد الأمريكي سيكون فاجعة وكارثة لديهم، ولكن العراق يختلف عن بقية الدول الخليجية لسيطرتهم على مقدرات الحكومة من خلال الميليشيات الولائية وبعض من أعضاء مجلس النواب وحتى وزراء بالحكومة يؤيدون دائمآ الأفعال والرد الإيراني على الأراضي العراقية لأنه دائمآ سيكون الحلقة الأضعف لتصفية الحسابات في الصراع الإيراني الإسرائيلي من جهة والامريكي من جهة أخرى !؟.
[email protected]