لا أعرف حقاً إسم مدير أو زعيم أو رئيس أو أمير ما يسمى بالمفوضية غير العليا وغير المستقلة للإنتخابات وجماعة البائسين معه ممن رشحتهم الكتل والأحزاب والعصابات والمافيات والميليشيات السياسية في العراق .. ولا أريد أن أعرف إسمه أصلاً هو ومن معه .. لكن قبل ذلك أريد أن أوضح أن هذا يحمل درجة وزير !
ومن معه من أزلام المافيات السياسية في العراق يحملون الدرجات الخاصة .. أما مدراؤه في المحافظات فيحملون درجة مدير عام مهما كان عمره وشهاداته ومؤهلاته ودوره في خراب وتدمير العراق .. اليوم وأنا أتفرج على بعض الأفلام الكوميدية السريعة التي تُعرض على القنوات الفضائية أو ما يسمى بالدعايات الإنتخابية .. إستعرض عدد كبير من المرشحين مؤهلاتهم المزورة بلا أدنى خجل وحياء من العراقيين .. وهي إضافة لهم لما بثوه في الشوارع والطرقات من مهازل دعائية مخجلة .. فالمضمد والمضمدة ( مع إعتزازي لأصحاب المهنة الأصليين) حول نفسه إلى طبيب والحاصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات المسائية بشق الأنفس أصبح حاملاً لشهادة الدكتوراه في البرغل ! ومن حصل على ما يسمى بشهادة من كشك يبيع شهادات الماجستير أستورده نصابون إلى العراق وهي الجامعات الماليزية والهولندية والبريطانية .. وعباقرة في الكذب والتزوير وما يُخجل النفس .. أما المشاريع فإسمعوا معي ماذا قال أغلبهم بهذا النص المتشابه ( إني المرشح فلان أو فلانة سأقوم بتعبيد الشوارع وتوفير الماء للصالح للشرب ) بالله عليكم ألم يخجلوا هم ومن لقنهم مما يقولون ؟ تعبيد الشوارع وكأننا في القطب الجنوبي وليس في العراق الذي كان أول دولةٍ في الشرق الأوسط عُبدت شوارعها .. وتوفير الماء الصالح للشرب ! وكأن دجلة والفرات ليسا في العراق .. لماذا لا تقوم هذه المفوضية بالإتفاق مع أحد مراكز الشرطة لإلقاء القبض على هؤلاء المزورين ؟
ثم كيفَ يمكن للمواطن العادي أن يؤمن جانب هؤلاء وهم يزورون شهاداتهم بل أن بعضهم زور إسم جده وعشيرته وإذا إقتضى الحال كي يفوز لا بأس من تغيير حتى دينه .. أين عمل هذه المفوضية وماهو واجبها ؟
هل تبقى تتفرج على خراب الناس وتدمير مستقبلهم .. ألا يحقُّ لها أن تتدخل أو تتأكد من وجود أو عدم وجود بعض الإستحقاقات المشروعة للمرشحين بدلاً من هذا الكم من بيع الذات للحصول على عضوية مجالس المحافظات .. لن أطيل عليكم لأنَّ أحد هذه الأفلام التي تعرض المرشحين بدأت الآن وهو يُذكرني بأفلام الكاوبوي والمسدسات .. 12 كلمة مكتوبة أمام جميع المرشحين لم يحسن في لفظها إلا مرشح واحد لم أره لكني سمعتُ بذلك .. !