18 ديسمبر، 2024 8:02 م

سياسي زئبقي ومعمم هلامي غير صالحين للإستهلاك الإعلامي !!

سياسي زئبقي ومعمم هلامي غير صالحين للإستهلاك الإعلامي !!

ماتزال حكمة رئيس الوزراء البريطاني اﻷسبق ونستون تشرشل ، تتفاعل بمرور الوقت حين مر يوما بقبر كتب على شاهده ” هنا يرقد السياسي المحنك والرجل الصالح فلان بن علان ” ، فضحك تشرتشل حتى كاد أن يستلقي على قفاه قائلا : ” ﻷول مرة في حياتي أرى رجلين يدفنان في قبر واحد !!” .
ولو قيض لثلعب السياسة بلا منازع أن يكون حيا بين ظهرنينا اليوم لرآى العجب العجاب ولقال عبارة أشد قساوة بمن يجمعون النقائض كلها في آن واحد ويحيون ويأكلون يشربون ويموتون بجميعها كلها أيضا من دون حرج وﻻ نقد البتة ، فشيخ وسياسي وناشط مدني سابق في العراق مثل ، غيث التميمي ، وبعد أن خسر الكثير مما كان يطمح به من الوجاهة والرئاسة والسلطة في بلاده سافر الى بريطانيا وظهر في جلسات وندوات لملل ونحل أخرى وهو يطعن بالفقه الاسلامي الذي ألبسه العمامة ردحا طويلا من الزمن ومنحه رفعة وكرامة ماكان ليحصل عليها لو كان خط شروعه علمانيا كما هو عليه الان منذ البداية ، إﻻ ان تطبيق سياسة خالف تعرف ، عادة ماتجد صدى لدى صبيان وصبايا نوال السعداوي وزكريا بطرس والسيد القمني والشيخ ميزو ،والمعمم الناقم على جبته وعمامته السوداء التي أكل ببركاتها ” خمسا” لم يتسن لملايين الفقراء والمساكين والعاطلين والنازحين عشرها في بلده منذ عقود وأعني به أحمد القبانجي والذي أزعم أنه لم يتخل عن عمامته خشية فقدان هذا الخمس المليوني يصدق فيه مثل البغادة ” يكد ابو كلاش وياكل ابوجزمة ” ، وشبيهه أياد جمال الدين ولذات السبب ، وياسر الحبيب،وغيرهم من إسلاميي القصر اﻷبيض والتاج البريطاني ، ليظهر في مقطع فيديو وهو يطعن بالقرآن الكريم بكل فجاجة ويزعم أنه كتاب محرف وبأدلة ساذجة إن دلت على شيء فإنما تدل على قلة فقهه وضيق أفقه وهو القائل في الفقه الاسلامي ، بأنه “حلقة مضرة في التراث الديني وأن لوائح حقوق الانسان هي متون مقدسة انسانيا أكثر من الكتب الدينية” وقلة علمه برغم عمامته التي خلعها ولحيته التي حلقها ليظهر وهو يغني تارة ويصفق أخرى في مناسبات إحداها كما منشور في موقع يوتيوب على مائدة يهودي يلبس “الكيباه “ويوزع بينهم الطعام ويشرح لهم طريقة اعداده ،والتميمي يعرف نفسه على انه عضو في جمعية العلمانيين العالمية …ياسلام هكذا المشيخة وﻻ بلاش !!
مسلم آخر كان قائدا لما يسمى بصحوة العامرية يدعى ، سعد عريبي الشهير بـ” أبو العبد ” أعلن تنصره زاعما أنه شك في وجود الله لكثرة الجثث التي كان يراها في الطرقات أيام الطائفية فرأى الله في المنام فأعطاه صليبا وقال له (يا ابني انا كنت أسمعك أنا موجود!!) ، مسلم آخر عضو سياسي سابق في حزب الدعوة يدعى كريم عبد الخالق ، تحول بدوره الى النصرانية وأخذ يلقي محاضرات عن أسباب هذا التحول العجيب وبطريقة مسرحية مليئة بسلام وهمي وموهوم عثر عليه صدفة لم يفسر لنا أين كان حينما قتل 55 مليون انسان في أوربا إبان الحرب العالمية الثانية التي شنت تحت لواء الصليب المعقوف ، وأين كان حينما قتل 12 مليون انسان بالحرب العالمية الاولى تحت رايات ممماثلة باركها الانتهازيون ، أين كان في الحروب الصليبية التي أشعل فتيلها البابا أوربان الثاني ، أينه من ابادة الهنود الحمر و ملايين الرقيق الذي جلبوا بالقوة من افريقيا للعمل في اوربا والاميركيتين تطاردهم اللعنات اينما حلوا أو ارتحلوا ، أين هو من محاكم التفتيش الاولى والثانية والثالثة التي أبيد من جرائها بعدد من قتلوا بالحرب العالمية الاولى وبأساليب تعذيب وحشية لاتخطر على بال ابليس ومن الحروب الدموية بين البروتسانت والكاثوليك ، ومن الحروب النابوليونية ، ومن العصور الوسطى المظلمة وعصر الطواعين والساحرات والهراطقة والجذام ، أين هو من الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي والهولندي والبرتغالي والاسباني الذي أباد شعوبا بأسرها وسرق ثرواتهم ومقدراتهم وخيراتهم بالكامل ، أين هو من النازية والفاشية والامبريالية والصهيونية والماسونية والكوكلاكس كلان ؟! أين هذا السلام من غارات المقاتلات الحربية الاميركية التي ألقت حممها بعد حصار ظالم قتل مليون وربع المليون عراقي، بمعدل 40 الف طن من اليورانيوم المنضب والنابالم والعنقودي وصواريخ كروز وتوماهوك على الشعب العراقي الجائع بأسم الحرب المقدسة على بابل التي قادها بوش الاب وبوش الابن والـ F16 والشبح القدس ، بذريعة اسلحة دمار شامل لاوجود لها – ، هؤلاء الإمعات الثلاثة ممن لفظتهم العملية السياسة العراقية فخسروا مناصب كانوا قد تقلدوها ومكاسب كانوا قد غنموها وأخرى أكبر كانوا يحلمون بها من دون أن يحصلوا عليها بدلا من ان يعملوا على تصحيح مسار العملية السياسية وعلاج هزالها وفقر دمها ، وتصحر طروحاتها وجدب خططها ، وجفاف كتلها ، وقساوة أحزابها ، وبلاهة ايدولوجياتها ، قرروا ان يتعاملوا معها برد الفعل العكسي الذي يساويها بالقوة ويعاكسها بالاتجاه ، يصدق فيهم قول قائلهم :
مازاد حنون في الاسلام خردلة وﻻ النصارى لهم شأن بحنون
وألفت عناية هؤلاء وأمثالهم الى أن ظهور التطرف والمتطرفين واﻷفاقين والمنافقين في دين سماوي ما ﻻيعني بالضرورة أن هذا الدين متطرف ومفقس للمتطرفين ومايصدق على المسيحية في ذلك يصدق على الاسلام وكلاهما حرم القتل والسرقة والزنا وهتك الاعراض وانتهاك الحرمات وارتكاب المعاصي والمحرمات، وأمر بالتعايش السلمي، والعدل والانصاف ومحاربة الظلم ونصرة المظلومين ، فإن ارتكب بعض المنتسبين اليهما مايخالف تعاليمهما السمحاء فهذا شأنهم كونهم مرقوا من الدينين كما يمرق السهم من الرمية وﻻيؤاخذ الدين هنا بجريرة من إنقلبوا عليه وعصوا أوامره وإرتكبوا نواهيه ، ما يدفع البعض من أمثالكم للحكم عليه من خلال طالحيه المنتسبين اليه لا من خلال صالحيه المدافعين عنه والثابتين عليه فتكونوا أنتم ومن شوه صورة الدينين السماويين الحنيفين سواء !
وبإمكاني أن أتخيل تشرشل واصفا أحدهم في حياته أو بعد موته ” هذا هو الشيخ السياسي صاحب الجبة ، المعمم ، العلماني، اليساري ،الانفتاحي ، الشيوعي ، المدني ، الماركسي ، الاسلامي ، الرأسمالي الذي لايؤمن بالقرآن وﻻ بالفقه الاسلامي وﻻ بالصحابة وﻻ بآل البيت وﻻ بما أثر عنهم جميعا ولكنه يتقاضى الخمس ويحضر موائد الثريد وقدور الهريس الهرس و مجالس العزاء والدرس ويلطم مع اللاطمين ويحاضر عند الحاجة للشهرة والمال بأسم الدين !!
المشكلة اﻷكبر أن بعض القنوات تصف هؤلاء بالمتنورين أو المهتدين الجدد، فيما تصفهم أخرى بالمرتدين ، وثالثا مصرة على نعتهم بعناوينهم وكناهم السابقة ماقبل الانقلاب الشتوي على الذات والحاضنة وتصفهم بـ ” الشيخ ، الداعية ، المفكر.. الخ ” بلا شيخ بلا مفكر بلا بطيخ فمن يشكك بالقرآن العظيم وبنبيه الكريم الذي شهد بعظمته الغرباء قبل اﻷقرباء ، ﻷي مشيخة وعمامة ينتسب ؟ !
وهنا لابد من التطرق الى إشكالات التقارير التلفزيونية التي تعاني من إنحراف الهدف وحرف النية !!
مثال على ذلك ، قناتان تبثان تقريرا متلفزا عن منطقة تراثية شعبية واحدة في بغداد في آن واحد ، اﻷولى منهما تسعى جاهدة – زور كوة – بحسب أوامر إدارتها الى إظهار دور كبير ﻷمانة العاصمة في تأهيل وتنظيف وإعادة إعمار تلك المنطقة ليقال لها – عفية وعفية وعفية وعفية – ، فيما تسعى اﻷخرى وعلى النقيض من سابقتها ﻷظهار المنطقة على أنها كومة من الخراب والدمار وكأن اعصارا وزلزالا مدمرين مرا بها على حين غفلة من أهلها ليقال – طاح حظج – أمانة العاصمة إضافة الى بقية القفلات الهجائية المعروفة للجميع !!
القناتان آفاقتان ومن الطراز اﻷول ..لماذا ؟
ﻷن التقرير التلفزيوني يحتاج الى عرض الصورة كاملة ﻻ إجتزاء جانب منها لتحقيق غايتي – المدح او القدح – واذكر بحادثة جامع الكفل الشهيرة التي حدثت أيام الدولة العثمانية حين إحتدم الصراع بين المسلمين واليهود على عائديته فما كان من مصور اليهود إﻻ ان أسند ظهره الى منارة الجامع وأخذ يلتقط صورا تلو اﻷخرى ومن جميع الاتجاهات، لم تظهر المنارة في أي منها ليثبت للعالم بأن ” المكان يهوديا وليس إسلاميا “وأخال ان العثمانيين فعلوا العكس ، وفي حقيقة اﻷمر أن ” المكان هو مقام يهودي قبل ان يتم تحويله الى مسجد، تماما ككاتدرائية ” أيا صوفيا ” التي حولت الى جامع ،فعلى مدار 916 عاما كان هذا المبنى كتدرائية ومن ثم اصبح لـ 481 عاما مسجداً ليتحول بعد اﻷتاتوركية عام 1935 الى متحف شعاره – لاشرقية وﻻغربية ، متحف للسائحين وللجاليات الاجنبية !
.لا داعي للدوران حول الحقيقة وﻻبد من سبر أغورها وإماطة اللثام عنها كما هي وبصراحة ومن دون محاولات خائبة للي عنق التأريخ ﻷنه ﻻيرحم، فمحاولة قنوات فضائية تصويرها على انها متحف فقط خائبة ،ومحاولات ثانية لإظهارها على أنها كاتدرائية فقط – فاشلة – ومحاولات ثالثة الى جعلها مسجدا فقط – غير صائبة – والحقيقة انها كاتدرائية تحولت الى مسجد ثم أصبحت متحفا ووووبس وبخلاف ذلك فان النقيضين يجانبان الصواب ويخفيان الحقيقة التي ﻻتحجب بغربال ، هكذا يجب تناولها فيما يترك الحكم والنقاش والجدال والبحث والتقصي للجمهور ، مع الاشارة الى ان ” المسجد الاقصى غير مشمول بما أسلفت ﻷن هيكل سليمان المزعوم الذي يروج الصهاينة الى وجوده تحته ﻻ وجود له من اﻷساس !!
ومايصدق على” آيا صوفيا ” يصدق على فضائيات تتناول سيرة سياسيين ومشائخ انقلبوا 180 درجة على ما بشروا به طويلا بين الناس بعد ان أدركوا أن القمة التي يتزاحمون على ميزاتها المادية والمعنوية تشبه القاع الذي جاؤوا منه..شديدة الزحام وﻻ مكان لهم فيها ما دفعهم للبحث عن قمم وسفوح ولو كانت في أديان أو أحزاب أو بلدان أخرى غير تلك التي ترعرعوا بأحضانها طويلا لعل ..منصبا يلوح في اﻷفق بعد الشبشب والقبقاب يغير رأيهم الجديد أو يثبتهم عليه حتى حين !! اودعناكم اغاتي