17 نوفمبر، 2024 10:33 م
Search
Close this search box.

سياسي أم لص ؟

يبدو بما لا يقبل الشك أن كارثة ألعراق ستتواصل بكل فصولها المفجعة ، ومأساة الشعب العراقي بكل قومياته وطوائفه وانتماءاته السياسية ستتعمق يوما بعد آخر، لأن الولايات المتحدة الامريكية لم تاتي بهم بعد احتلالها للعراق وتدميره لتحقيق ألرفاه والأمن والحياة الآمنة ألكريمة وحقوق الانسان والديمقراطية والعدالة للشعب العراقي، ولا لضمان وحدة وسيادة العراق على كامل ترابه الوطني، والمحافظة على ثروات البلاد وتوظيفها لخدمة أبناء العراق ، دون تفرقة او تمييز ..أن الـــ 13 عشر عاماً  التي عاشها العراقييون في ظل الاحتلال وعمليته السياسية الدموية ومن أًسندت لهم مسؤولية إدارتها من العراقيين التي لم نشهد خلالها سوى تخريب البلاد وتدمير مؤسسات الدولة ونهب الثروات والفساد الذي تشهده مختلف مؤسسات الدولة ، وقتل مئات الالاف من الابرياء وزرع سموم الطائفية والمحاصصات البغيضة والارهاب الدموي لا تمنحنا أية فرصة للإعتقاد أو الوهم بأن من مارسوا تلك الافعال الشنيعة بحق بلادنا سيأتي عليهم يوم ويندموا أو يشعروا بالاسف على ما مارسوه من تدمير منهجي ونهب وقتل طوال تلك الأعوام ، وأنهم سيكرسوا جهودهم وطاقاتهم من أجل إعادة بناء العراق بصيغ صحيحة بعيدا عن القتل والسرقة وتسلط الأحزاب والمليشيات الدينية وغيرها ..أحياناً أصاب يالذهول وأنا أشاهد من على قنوات التلفزيون المحلية اللقاءات الصحفية التي يجريها مقدموا بعض البرامج السياسية مع سياسين عراقيين ، وكيف أنهم يخرج علينا هؤلاء جميعاً في مقابلاتهم التلفزيونية او الصحافية او في مقالاتهم ليجعل كل منهم من نفسه مَلاكاً طاهراً نقياً صافياً خالياً من كل شائبة ونزيهاً من أية لوثة وينشر صحيفته وكأنها بيضاء لا يدنسها دنس او شائبة ، في الوقت الذي يرمي فيه خصومه السياسيين سواءً في السلطة التنفيذية او التشريعية بكل الموبقات والجرائم التي تؤسس للفساد المالي والإداري مشيراً إلى الإثراء الفاحش والسريع لهؤلاء الذين جعلوا من الموقع الحكومي او المقعد البرلماني مَحلَباً لا ينضب لثرواتهم وعقاراتهم خارج وداخل العراق ليبعدوا بذلك عين الحسود التي طالما يعج بها المجتمع العراقي حسب تصورات هؤلاء اللصوص . ويظل المواطن العراقي حائراً بين حانة هذه التصريحات والإدعاءات ومانة الواقع المر الذي يعيشه هذا المواطن ليبرهن بنفسه وبدون ان يكون له اي رصيد من العلم والمعرفة على كذب مثل هذه التهريجات التي لا يصنفها إلا ضمن العراك الذي يحصل بين اللصوص فيما بينهم . وهنا لابد أن أسال :
 اين يكمن الغباء فعلاً .؟ ونحن نراهم يتكلمون بهذه الصيغة ..
أيكمن في عقل هذا السياسي ، او في عقل المواطن العراقي ؟ 
إن جولة واحدة بسيطة في اية منطقة شعبية عراقية في بغداد بالذات أو في أي محافظة من محافظات العراق ، والحديث مع الناس سواءً على الشارع او الزقاق او في سيارات النقل الكبيرة منها والصغيرة ، ترينا مدى غباء السياسيين العراقيين الذين يتكلمون بهذا المنطق المفلوج الذي لا يؤيده الواقع الذي يعيش فيه السياسي المتكلم نفسه . ولا يجد المرء عند المواطن العراقي مهما كانت بساطته سوى التشخيص الكامل الذي يختصره بجملة  ( كلهم حرامية ) . نعم كلكم لصوص وقتله وأنتهازيين حسب تشخيص الشارع العراقي لكم . ولو كان هناك تطبيق عادل لقانون من ( اين لك هذا ) لاتضح هذا الأمر بكل جلاء . فإن لم يكن الأمر كذلك فلماذا تلتصقون بمواقعكم هذه ولا تغادرونها إنقاذاً لشرفكم وسمعتكم التي تتلوث يومياً بحيث يزداد تلوثها كلما إقتربت من المراكز العليا في مسؤولية الدولة في السلطتين التنفيذية والتسريعية وكلما طالت المدة التي يأخذها الإلتصاق بهذا الكرسي او ذاك الموقع . وإن لم يكن المتنفذون هم لصوص هذا البلد وسُراق خيراته وهدر امواله وتهريب عملته وتعطيل مشاريع تنميته وازدياد فقر مواطنيه وانعدام الخدمات الضرورية فيه لأبسط مقومات الحياة الحديثة في بلد كالعراق يعج بالخيرات ، إن لم يكن المتنفذون هم المخططون والمنفذون لكل هذه الجرائم بحق الوطن واهله والناشطون باقتناص ملفات الفساد لبعضهم البعض وحفظها في ادراج مكاتبهم عند الحاجة إليها وكأنهم يلعبون  في مصير هذا لبلد وفي حياة مواطنيه ، إن لم يكن هؤلاء السياسيون هم القائمون بكل ذلك فمن يجرأ على القيام بمثل هذه الجرائم بحق الوطن والمواطن وهو خارج هذين السلطتين ومن غير المرتبطين بهذا السياسي او ذاك من المقاولين ذوي المشاريع الوهمية او من المقربين الآخرين حزبياً او مذهبياً او عائلياً او عشائرياً ؟
النقطة الأخرى التي طالما يتبجح فيها السياسيون أستخدامهم لمفردة ” التغيير ” الذي يؤكدون دوماً على ضرورة حدوثه للخروج من هذا المأزق الحرج والنفق المظلم الذي قادوا الوطن إليه منذ ان جاء بهم الإحتلال الأمريكي إلى السلطة وحتى يومنا هذا والذي يزداد سوءً يوماً بعد يوم . وهم حينما يؤكدون على ذلك لا ينسون ان يجعلوا من الإنتخابات القادمة وسيلة لهذا التغيير الذي يزعمون بانهم يسعون إليه ، فيضيفون بتبجحهم هذا صفة شنيعة أخرى إلى خصالهم المُخجلة في اللصوصية ليصبحوا من امهر الكذابين والقتلة والانتهازيين.نحن لا نطلب منكم اصلاح الوضع المزري الذي حدث بسببكم ، لكننا نطلب منكم الرحيل من غير رجعه وغير مؤسوف عليكم وسيحدث هذا فقط من خلال المد الشعبي المنادي بأسقاطكم جميعا .

أحدث المقالات