23 ديسمبر، 2024 1:18 م

سياسيّو الصدفة لا يعرفون الاعتدال

سياسيّو الصدفة لا يعرفون الاعتدال

-1-
كان (القائد الضرورة) المقبور يعاني من عُقد للنقص لا من عقدة واحدة..!!

لم يكن يملك من التاريخ الاّ صفة الاشتراك في محاولة اغتيال الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عام 1959، والاّ فهو صاحب أصفار رهيبة علماً وعملاً وخُلقاً وسلوكاً …

انه الرقم السلبي الكبير ، والعنصر الشرير الخطير …

وهذه الخلفية هي التي دفعت به الى بناء القصور الفخمة أيام الحصار الخانق على العراقيين (1991 – 2003) يوم كان البعض يبيعون ابواب غرفهم لتأمين لقمة الخبز لأولادهم ..

هكذا وبكل صلف ووقاحة وقلة مروءة وانعدام إحساس …

هذا فضلاً عن اتخاذ القتل والتعذيب ومصادرة الأموال ديدنا له في التعامل مع الحرائر والاحرار …

انه باختصار لم يكن يعرف التوازن والاعتدال في أموره كلها وهكذا كانت نكبة العراقيين به كبيرة للغاية ، وعلى كل الصعد والمستويات …

-2-

وهذه الخصال الذميمة ورثها منه (سياسيّو الصدفة) في العراق الجديد فبالغوا في نهب الأموال وامتلاك العقارات في الداخل والخارج ، وارتفعت الارقام في حساباتهم المصرفية حتى لامست الارقام الفلكية …

والخلفية الحقيقية لكل ذلك هي المعاناة من (عقدة النقص) و (الدونية) التي يعيشونها .

-3-

ويمكن الآن أنْ نشير بشكل عاجل، الى المسلك العقلاني الموزون للرؤساء الثلاثة (معصوم والعبادي والجبوري ) حيث لم تسجل عليهم أية اهتمامات بمظاهر البذخ والترف وحب البهرجة .

ومن الظلم الصريح لهم، إثارة المواخذات على تعيينهم بعض المستشارين من ذوي الخبرة والأهلية والاعتراض على رواتبهم العالية .

إنّ هذه الرواتب لم تحدّد من قبل الرؤساء الثلاثة، وانما حدّدها القانون وجعلها مساوية لما يتقاضاه زملاؤهم .

فالمستشار الذي كان وزيراً أو برلمانياً يتقاضى ما يتقاضاه زميله المتلبس بالخدمة فعلاً ، وعليه فالاعتراضات على الرؤساء باطلة جملة وتفصيلاً .

نعم قد يكون الاعتراض على ان تلك الرواتب زادت عن رواتب سائر الموظفين ، وذلك شيء اخر ..!!

-4-

ومن الأدلة الناصعة على تواضع الرؤساء الثلاثة، رفضهم الألقاب الفخمة والعناوين الضخمة ، والاكتفاء باسمائهم ومواقعهم ،وليس ثمة من (أقلام) يُغدقون عليها الأموال الطائلة لتلميع صورهم ..!!

كما انه ليست هناك (مواقع الكترونية) –يُنفق عليها بسخاء- وتدار لنفس الغاية ..!!

انهم رجال وطنيون، نذروا انفسهم لخدمة الشعب والوطن ، بعيداً عن كل تلك المظاهر والوسائل …

-5-

وهذه الحالة الاخلاقية الحلوة في الرؤساء، لا يعدم الباحث ان يجد لها بعض المصاديق عند رؤوساء بعض الدول الأخرى وسنكتفي بمثالين :

الأول :

ان الرئيس الاندونيسي الحالي سافر مع عقيلته الى (سنغافورة) قبل أيام ، على طائرة تابعة للخطوط الجوية الاندنوسية بالدرجة السياحية وليس بالطائرة الرئاسية .

لماذا ؟

لان الرحلة كانت عائلية ، حيث كانا يرومان حضور حفل تخرج ابنهما ..

وسدّد الزوجان قيمة التذكرتين ، وانتظرا في مكتب تأكيد الحجز في مطار جاكارتا مع المسافرين .

ومع هذا :

لم ينجُ الرئيس الاندونيسي من انتقادات قالت :

توقفْ عن تلميع صورتِكَ ،

كنْ طبيعياً فحسب …

الثاني :

خوسيه موخيكا (رئيس الأروغواي)

يمتطي سيارة فولكس واكن مصنوعة 1987 وينتقل بها من مكان لآخر..!!

وقد رفض بيع هذه السيارة لشيخ خليجي بـ (800000 يورو) باعتبارها تحفة نادرة ..!!

وهو يرتدي ما يرتديه أبناء شعبه من ملابس بسيطة …

كما انه اكتفى بصرف العُشْر من راتبه البالغ (12500) دولار ويوّزع الباقي على الفقراء …

-6-

انّ العظمة تنبع من الذات وبها تحتل أعلى الدرجات .

*[email protected]