17 نوفمبر، 2024 1:30 م
Search
Close this search box.

سياسيو العراق .. بين الوهم والحقيقة

سياسيو العراق .. بين الوهم والحقيقة

يبدو ان الأحزاب الحاكمة في العراق ( الديمقراطي ) والكثير ممن يسمون أنفسهم ( ساسة ) والذين تسلموا السلطة بعد نيسان عام 2003 ، يظـن هؤلاء ( المتسلطون ) ان كل فرد عراقي مشغول بأموره وقضاياه الخاصة تحت ضغط الظروف المعاشية الصعبة ، ويعتقد هؤلاء ( الساسة ) ان الشعب لايراقب اعمالهم .. وأمام هذا السواد الذي يظلل مستقبل أبنائه ووطنهم ، يتصورهؤلاء( الواهمون ) ان الشعب مشغول بسعيه ولهثه عما يفعلون وانه لا يتابع ولا يدقق في سبيل الكلام اليومي الذي يصدر عنهم ولا يهتم كثيرا بممارساتهم ونشاطاتهم وسلوكهم .. كما يتخيلون ان الشعب لديه ما يحرص عليه في حياته اليومية أو في ممتلكاته وبالتالي لن يعرضها للخطر .
هذا النموذج الحاكم والمنبوذ من معظم طبقات الشعب وعبر ممثلي مصالحه .. يعتقد هؤلاء الحكام ” واهمين ” إنهم سادة العراق وسدنته ، او يفترضون ان العناية الإلهية قد بعثتهم لحكم العراق والسيادة عليه ، أرضاً وحدوداً ، زرعاً وضرعاً ، بشراً وتراثاً .. ( وتفضلاً منهم تسلموا حكم العراق ) !! وكذلك ان هؤلاء يتوهمون ان الشعب جعلهم حكاماً عليه ويفعلون به ما يريدون … والحقيقة انهم يتخذون القرارات العشوائية والغير مدروسة من اجل استمرارهم في السلطة والاستحواذ على ثروات العراق بطرق الفساد التي مارسوها وباساليب شيطانية .. بل حتى الشيطان تعجب من كيفية التغلب عليه من قبل هؤلاء .
مع الأسف ان هذا النموذج من الحكام ينظرون فقط الى القلة القليلة .. ل ( المتملقين والمستفيدين منهم ) والى الذي يصفق لهم .. ولا ينظرون الى عامة الشعب المبتلى بالفقر والبطالة ونقص الخدمات الصحية والتربوية الى جانب نقص تجهيز الكهرباء والماء الصالح للشرب .. وباقي الخدمات الأخرى .

والحقيقة ان الشعب .. وعلى الرغم من محاولات إذلاله وإفقاره من خلال تخفيض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي .. وبسبب هذا الاجراء غير المدروس ، انحفض راتب الموظف والمتقاعد بنسبة 23% مما كان يتقاضاه وبحجج واهية .. هذا الشعب يتابع ويحفظ أقوالهم ووعودهم .. انه يتابع تصريحاتهم المليئة بالمتناقضات محاولة منهم للضحك على الناس .. ويقارنها بما يفعلونه .
والشعب لا يملك شيئاً يحرص عليه ، غير الوطن بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى .. لا يملك القصور والعمارات والأرصدة ولا حتى رغيف الخبز .. انه على ( الحـديـدة ) ، كما يقول المثل في حالة الإفلاس .. وهذه ( الحديدة ) هي الحد الفاصل بين صبره وانفجاره ..

أحدث المقالات