سياسيو العراق : اتريد غزال اخذ ارنب

الغزال حيوان جميل مسالم ، لحمه طيب مستساغ لذلك يكون عرضة لأطماع الآخرين، وقد تغزل بجماله العديد من الشعراء ، وغنى عنه كثير من المطربين والمغنيين حيث اوصفوا الحبيب بأوصاف الغزال من حيث الرقة والجمال وسرعة الحركة . فهناك اغنية خليجية اسمها ( ياريم وادي ثقيف ) وقد غنى هذه الاغنية اكثر من مطرب او مطربة ، والريم اسم من اسماء الغزال ، وللمطربة الرائعة نجاح سلام اغنية جميلة (ميّل ياغزيل ، ياغزيل ميّل ) وهي تصغير غزال ، ومن الذين غنوا عن الغزال المغني كاظم الساهر ( غزا ل وما يصيدونه ) ولا نريد ان نذكر جميع الاغاني التي ورد فيها ذكر الغزال لأنها كثيرة وتبعدنا من الموضوع .وبالمقابل لا شعراء ولا مطربون انشدوا وغنوا للأرنب مع ان شكل الارنب مقبول ولديه اخلاق دمثه لا توجد حتى لديه كثير من ساسة العراق الذين هم الان يديرون العملية السياسية ،حتى اغرقوا البلد في بحر من الدماء والفساد معا. وهذا يعني بان الارنب مهمش كما المثقفون والاكاديميون والتكنوقراط مهمشون ، وان الاميين وانصاف المثقفين يعملون بصفة مستشارون ومدراء عامون وبعضهم يدير مؤسسات اعلامية ومهنية وحكومية ، وهذا من هوان الدنيا على الشعب العراقي في الوضع السياسي الجديد .
     والارنب بلهجة اخواننا المصريين يمثل مليون جنيه فيقال ( ارنب ) ، وهذا يعني ان المصريين معجبون بالأرنب اكثر من اعجابهم بالغزال ، وهو من حسن حظ الارنب وهي مفخرة يزهو بها هذا الحيوان اللطيف الى يوم الدين . وعندنا مثل شائع يقول : ( اتريد غزال اخذ ارنب ، اتريد ارنب اخذ ارنب ) وهو ينطبق على الملوك والامراء والساسة واصحاب القرار حينما يأتيهم فرد/مواطن بطلب غزال ، والمعني بالغزال حقه المالي والسياسي في الحياة ، فلا يعطونه ذلك ، ويقولون له اخذ ارنب ، يعني اقل من حقك بكثير رضيت ذلك ام ابيت .
    واليوم هذا المثل ينطبق على الوضع العراقي ( ويجي اوياي فيت) فالمسؤول الذي انتخبه الشعب العراقي واختاره لإدارة الدولة ، وقد تسنم اكبر مسؤولية في البلاد بصفة وزير او وكيل وزير او مدير عام او محافظ او غير ذلك من المناصب التي لم يكن يحلم بها هذا ( الافندي) لكنه وصل اليها بقدرة قادر ، المسؤول نسى او تناسي من اوصله الى هذا المنصب ، وصار لا يراه الا عبر وسائل الاعلام وهو يصرح بتنفيذ مشاريع لا توجد مثلها الا بالمريخ ، ويقول كلاماً اقرب منه الى الوهم والخيال ، يعني مختصر مفيد ، ان المسؤول المذكور ( قفص ) على المواطن ، لذلك ينطبق عليه هذا المثل بالتمام والكمال ( وحيل اوياك كل اللي جرى امنيدك ) .