22 ديسمبر، 2024 2:55 م

سياسيو العراق .. أنبـيــاء .. ولكـن !

سياسيو العراق .. أنبـيــاء .. ولكـن !

يتصور سـاسة العراق الحاليين ..بل لنقل الأحزاب التي وصلت إلى السلطة بعد العام 2003 إنهم ملح هذا البلد وخميرة الخير فيه . على أساس انهم خلاصة عبقرية هذا الشعب الذي علم الدنيا الكتابة .. بل معظمهم .. يعتبرون أنفسهم المثل الأعلى في الوطنية ونكران الذات ، وهم من يعرفون ويقدرون الموقف السياسي والاجتماعي داخليا .. وظروفه الإقليمية والدولية !!

أين يكون منهم المصلح الذي قرأنا عنه في التاريخ اليوناني ( بريكلس ) ؟ أو غيره من دعاة الإصلاح !

علينا ان لا نتعجب من أقوال ( البعض ) من ساسة العراق في الوقت الحاضر عندما يقولون أمام وسائل الإعلام المختلفة انهم يحاربون الفساد .. وانهم من السياسيين ذوي الرسالات القليلة في التاريخ … وبعضهم يقول ان العناية الإلهية بعثتهم لإنقاذ العراق والسير بـه إلى معارج التقدم والحضارة ولجعله جنة الله في أرضه !

كل هذا صحيح .. مئة بالمائة !

ولكن ما حـيلتنا إذا كان الشعب العراقي قد مـلَّ وضجر من هؤلاء الساسة .. وقد ملَّ أقوالهم الأسطورية .. وجنتهم الموعودة .. فدعاهم الشعب .. ويدعوهم اليوم إلى ان يستريحوا قليلاً من عناء السياسة والحكم ؟
قـد يقول قائل : ان ذلك لهو العقوق بعينه !

فنجيب .. ربـما .. وليست هـذه أول مرة تـكافئ فيها الشعوب ساسـتها أو حكامها ـ بمثل هــذا العـقوق !! مــع التذكـير ان ( الكثير من الحكام حقاً لا يحبون شعوبهم أكثر مما يحبون أنفسهم .. فهم ينزلون عند إرادة الشعب حين يدعوهم إلى الانسحاب من الكراسي .. وان ( ساسة ) أو حكام العراق الحاليين ( يحبون الشعب ) أكثر مما يحبون أنفسهم .. فهم لا يتخلون من أداء رسالتهم ولو فني الشعب كله .. وهم لا يتنازلون عن كراسيهم ولو ماتوا فوقها .. !!!