18 نوفمبر، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

سياسيون ضبطوا ليسوا بسياسيين  

سياسيون ضبطوا ليسوا بسياسيين  

قيل ان وظيفة السياسي والطواقم الملحقة هي الكلام وصناعة المواقف وانتاج وادارة القضايا والازمات .
والناس ببساطتها تقول ان فلانا يجيد السياسة وذلك بعد ان يسحرهم بكلامه .
وقيل كذلك ان فلانا يفهم < الحسجه > أي سريع البديهة ويلتقط  ويعي معنى الكلام او المراد من حديث المتكلم ويرد عليه بما يجب .
العراقيون انتجوا الكثير من الامثلة من قبيل ان فلانا < يلكفه وهيه طايره >  وان فلانا يقرا ما بين الاسطر .
وقبل ذلك قال تعالى << لتعرفنهم في لحن القول >> وهي بديهيات يتعين ان يتسلح بها كل سياسي واعلامي او المحلل السياسي الذي تزدهر معيشته هذه الايام في القنوات التلفازية . .
اتذكر في عام 2006 وحينما صرح وزير الدفاع الاسبق الهارب حازم الشعلان بان ايران عدوة للعراق , سخر وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري من هذا التصريح الذي اعتبره بمثابة اعلان حرب وقال << الجماعة جدد على الشغله بعدهم ما يعرفون يحجون  >> .
والخلاصة ان متصدر المجلس او زعيم القوم ومنذ الاف السنين مهمته وميزته انه ينطق بالكلمة الذكية .
سطرت هذه المقدمة وذلك لضرورتها  لمن يعنيهم  الامر ممن سنذكر اسماءهم تاليا وقد ضبطوا بانه ليسوا بسياسيين وليس لديهم الحس الاعلامي الذي هو النجل البكر  للوعي السياسي , واليكم الامثلة :
في الثاني من هذا الشهر كان السيد هادي العامري امين عام منظمة بدر ضيفا على قناة المنار اللبنانية  والحديث الاساسي للندوة هو الازمة السياسية في العراق .. العامري اصر على ان الاحداث التي جرت هي سياسية  بما فيها قضية الاتهامات للهاشمي !
مذيعة الندوة التي تتبنى موقفا مؤيدا للتحالف الوطني الذي ينتمي اليه العامري اصيبت بالحرج لان القائمة العراقية وكذلك  اسامة النجيفي والرئيس طالباني اتفقا على ان قضية الهاشمي قضائية ,, المذيعة سعت الى ان << يفهمه العامري وهي طايرة >>  ولكن …بعد فوات الاوان . 
في اليوم الذي نشرت فيه صحيفة نيويورك تايمز الاميركية رسالة الثلاثي  علاوي والنجيفي والعيساوي والتي طالبت الادارة الاميركية بالتدخل , استضافت قناة  العالم الفضائية عبد الحليم الرهيمي العضو في ائتلاف دولة القانون والمقرب من المالكي ,,,,  والمفكر الاسلامي ,,,, والاعلامي ,  لكي يعلق على الرسالة ,وكان  قصد القناة هو التشهير بقادة العراقية, وانها اختارت الرهيمي عن عمد على اساس انه << يفهمه وهي طايرة >> ..
في رده على اول سؤال شكك الرهيمي بالرسالة  وكرر اكثر من مرة << ان صحت الرسالة >> ! !
المسكين رئيس تحرير النشرة , اضطر الى ان يعرض على الهواء مباشرة ومن سايت النيويورك  تايمز نص الرسالة وطلب من المذيعة ان تعلق عليها وتؤكد  حقيقتها .
الدكتور حسن سلمان وهو رئيس امناء هيئة الاعلام .< او شيئ من هذا القبيل > , كان ضيفا على برنامج سياسي مهم في قناة  العالم الفضائية  , موضوع البرنامج وهدفه كان ابراز جوانب الانتصار العراقي في اخراج الاحتلال الاميركي من العراق والتاكيد على الهزيمة الاميركية  وان العراق حقق سيادته الكاملة .
اول جملة قالها الدكتور حسن سلمان << الانسحاب الاميركي صوري , اذ مايزال هناك خمسة عشر الف اميركي محتل في السفارة.. والاميركان لم ينسحبوا . >> !!!
وهكذا افسد الدكتور سلمان على القناة  غايتها من البرنامج واساء – من دون قصد – الى العراق  لانه وببساطة , << مايلكفه وهي طايرة >> ولم يسمع بعد بالقاعدة الذهبية < لكل مقام مقال >> .
عبد المنعم الاعسم وفي برنامج سبعة ايام من قناة بي بي سي , قال ان العراق ذاهب  الى الحرب الاهلية والعنف والفوضى  في حين ان بقية الضيوف وهم من بلدان عربية  لم يجرا ايا منهم على قول هذا الكلام .. !!!
بحكم عملي مسؤولا للاخبار في احدى القنوات الفضائية الدولية , فان كل سؤوال يطرح على الضيف سواء كان سياسيا ام محللا  او خبيرا ,هو  سؤوال مقصود وينطوي على سياسة القناة ويراد منه الوصول الى هدف معين  . 
في جلسة البرلمان يوم الثلاثاء , افسد النائب حسين الاسدي جهودا مضنية بذلها التحالف الوطني لكي يتحقق النصاب وتشارك الكتلة الكردستانية في الجلسة  , وذلك حينما جدد  الاسدي هجومه على الرئيس طالباني .
علما ان الغاية من الجلسة , تمرير الموازنة ولصالح رئيس الحكومة وتحديا للقائمة العراقية التي قاطعت جلسة البرلمان .
مرة اخرى , يبدو ان صاحبنا النائب  لم تصله بعد القاعدة الذهبية بان السياسي يجب ان لا يستفز وذلك حينما استفزه النائب خالد شواني .
قبل ان اكتب هذه الملاحظات والتي هي من يوميات عملي ومهنتي , فكرت ان اتهم المستشارين الاعلاميين والسياسيين الذين يحيطون بالمسؤولين والنواب , واحملهم مسؤولية اخطاء وهفوات اربابهم , ولكن ادركت ان الدكتور حسن سلمان وعبد المنعم الاعسم  هما من بين اولئك المستشارين !؟
دعاء: اللهم احفظ العراق واهله من شر الحافي والمتعافي
[email protected]

أحدث المقالات