18 ديسمبر، 2024 9:04 م

سياسيونا والشخصية البلغمية

سياسيونا والشخصية البلغمية

في الوقت الحالي وكما تشير الدراسات المختصة بشخصية الانسان يعتبر عاملا الوراثة والمجتمع المحيط بالفرد من اهم العوامل التي تبني شخصية الانسان وهذا التشخيص يعتمد على سلسلة من التراكمات المعرفية الخاصة بتبيان اسرار الشخصية الانسانية وتحليلها والتي بدأها اليونانيون القدماء وخاصة ابقراط الذي استعرت واقتبست منه عنوان هذه المقالة حيث يرى ان الاختلاف في الشخصيات بين بني البشر يرجع الى اختلاف نسب ما وصفه بالسوائل الاربعة وهي بحسب ابقراط (الدم والمادة الصفراء من مرارة الانسان والمادة السوداء من مرارة الانسان والبلغم) فعلى سبيل المثال اعتقد ابقراط ان (الشخصية الدموية) تكون ذات صفات متفائلة ومحبة للمغامرة بعكس الشخصية البلغمية التي تكون غير مبالية , وبيت القصيد هنا , هي الشخصية البلغمية غير المبالية بما حولها طالما تعيش في حالة من الارتياح والبحبوحة وهذا ما يشبه صفات الشخصية السياسية العراقية (معظمهم) والتي تعمل وفقا لفحوى المثل القائل ــ ان مت انا فلا نزل القطر) ولا اريد ان اكون ظالما في هذا التشخيص , نعم هناك من الشخصيات السياسية ما يملك من الاحساس بالوطن والمواطن ما يجعلها مبعثا للفخر , ولكن الاعم الاغلب ينظر الى طابور مصالحه ومغانمه هو وحزبه فتراه يعيش في حالة سبات طالما هناك انسيابية في وصول المنافع والمكتسبات الى صوبه وجيبه , وفي حالة تعرضها لأي خطر تراه ينتفض مستندا الى منظومته الشعاراتية التي يمرر من خلالها اهدافه ونواياه الشخصية , وهنا تجدر الاشارة الى ان اغلب افراد الشعب العراقي اصبحوا على دراية بهذا الصنف من السياسيين اصحاب الشخصية البلغمية والتي يجب ان تمنح نوط الاستحقاق العالي وذلك لنيلهم العلامة الكاملة في مادة اللاابالية بهموم الوطن والمواطن .