23 ديسمبر، 2024 10:57 م

سياسة ملالي طهران العدوانية … سليماني وثقافة الموت‎

سياسة ملالي طهران العدوانية … سليماني وثقافة الموت‎

في تصريحات مثيرة للسخرية وتدعو للضحك من جهة ومن جهة أخرى تكشف مدى قباحة ووحشية جمهورية الملالي الفارسية على العرب, قاسم سليماني يصرح قائلاً “إن السلطات العليا في إيران أمرت بتحرير مدينة حلب – في سوريا – ولو بتقديم 100 ألف شهيد”، في إشارة إلى خامنئي، الذي يعد أعلى سلطة في إيران.
وقد أكد سليماني إن الحرس الثوري الإيراني في سوريا ليس واجبه الدفاع عن المقدسات فقط بل الدفاع عن آل البيت وعن ” الإنسانية ” …. فكيف يكون الدفاع عن الإنسانية بقتل الإنسانية وإبادة شعب بأكمله ؟! فها هو الشعب السوري يدفع ضريبة ما أسماها سليماني بالإنسانية, حيث القتل والقصف للمدن الآمنة والمأهولة بالسكان, والتشريد والتطريد والتهجير والغرق في بحار الغربة, فهل يقبل آل البيت “عليهم السلام ” بهكذا أفعال إجرامية ؟! وكيف يكون الدفاع عن الإنسانية بالتضحية بمائة ألف شخص, هل هم خارج نطاق الإنسانية ؟! أليسوا بشراً ولهم عوائل وأطفال ونساء وآباء وأمهات ؟!.
كما إن كلامه عن تقديم 100 ألف شهيد من اجل تحرير حلب يدل على أمرين, الأول : إن مدينة حلب أصبحت عصية على إيران و مليشياتها وعلى روسيا, وإن الثوار السوريين المرابطين فيها مستبسلين في الدفاع عن مدينتهم, وإن إيران وروسيا والمليشيات المرتبطة معهما قد تكبدت خسائر كبيرة في العدة والعدد, وهذا ما دفع بقاسم سليماني بأن يصرح هكذا تصريح.
الأمر الثاني : هو مدى استخفاف إيران وقياداتها العسكرية والمليشياوية بكل من إنتمى لها وأصبح منضوياً تحت توجيهاتها وأخص بذلك مليشيات الحشد الشعبي في العراق الذي تديره إيران بشكل مباشر, فهي أي إيران استخدمت هذا الحشد كأداة لها في تنفيذ مشروعها الإمبراطوري الفارسي التوسعي في المنطقة العربية خصوصاً العراق وسوريا, وسليماني بالتأكيد يقصد في كلامه هذا ” التضحية بــ 100 ألف شخص ” لا يقصد به من الإيرانيين ومقاتلين الحرس الثوري وإنما من مليشيا الحشد والمرتزقة الذين جلبتهم من دول متلفة مثل الهند والصين وبنغلادش وغيرها من الدول الفقيرة التي يمكن تغرير أبنائها وشراء ذممهم بحفنة من التومانات البائسة, وما يؤيد هذا الأمر هو إرسال 3000 عنصر من عناصر الحشد الشعب العراقي قبل عدة أيام إلى سوريا وبأوامر إيرانية كما بينت ذلك وكالة أنباء ” مشرق نيوز ” الإيرانية.
وهذا الأمر إن دل على شيء فانه يدل على إن إيران جعلت من الحشد أداة طيعة بيدها لتنفيذ كل مشاريعها وقد وجد هذا التشكيل المليشاوي المجرم من اجل أن يكون في خدمتها, فهو وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في حوار صحفي له مع صحيفة الشرق بتاريخ 17 / 3 / 2015 م …
{{…هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام …}}.
وهذا ما هو واضح بالفعل من كلام قاسم سليماني, الذي جعل من عنوان التشيع وإسم آل البيت ” عليهم السلام ” والمقدسات غطاءاً وستراً لمشاريع إيران, فهو يغرر بالشباب العراقي وحتى الإيراني وزجهم في معارك أعطوها صفة وعنوان الطائفية والمذهبية, لكن في حقيقتها هي حروب مصلحية قائمة على أساس خدمة إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام.