20 ديسمبر، 2024 11:38 ص

سياسة شفير الهاوية – ثقافة الكراهية ” أقليم كردستان مثالا “

سياسة شفير الهاوية – ثقافة الكراهية ” أقليم كردستان مثالا “

مايجري في منطقتنا  ومنها العراق : هوما يعرف بسياسة شفير الهاوية , وهي سياسة لا تقوم بها سلطة نظام فقط ولا مجموعة أحزاب فقط ,وأنما أصبحت عرفا يتسم به سلوك ألآفراد في تعاملهم اليومي , فكيف حدث هذا ؟ …. ومن يقف ورائه ؟
تدفع منطقتنا ومنها العراق يوميا نحو العنف متمثلا في كل من :-
تفجيرات عشوائية .
مفخخات بسيولة غير عادية .
أحزمة ناسفة يحملها أفراد بنوايا عدوانية يائسة .
مسدسات كاتمة مصادرها مجهولة وصناعتها معروفة .
تظاهرات مفتعلة ذات مطالب تعجيزية مدلسة .
مواقف سياسية مفتعلة لآفشال الحوارات الممكنة .
مواقف سياسية غامضة ومتحيزة تنتهي بطريق مسدود .
مواقف سياسية أرتجالية غير مدروسة .
هذه المجموعة من العوامل لصناعة العنف في العراق تنقسم الى مجموعتين كل منهما من أربعة عوامل هي :-
مجموعة العنف المسلح وهي شائعة ألاستعمال وألانتشار في العراق ,والتحري والعمل ألاستخباراتي يستطيع معرفة مصادرها وألاطراف التي تقف ورائها وهذا لايكفي ,بل يجب معرفة أماكن تحضيرها , وساعة أنطلاقها , وعندئذ يمكن ألانقضاض عليها وتوقيف مفاعيلها , وبذلك يتحقق النجاح ألامني وألاستقرار ألاجتماعي .
مجموعة سياسة الكراهية :التي تقودنا الى شفير الهاوية وهذه يقف ورائها كل من :-
 بعض أحزاب أقليم كردستان العراق , وتحديدا قيادة ألاقليم وحكومة ألاقليم يتبعهم ألاعضاء الممثلون للآخوة الكرد في البرلمان العراقي الفدرالي , وهؤلاء أستفادوا من التاريخ الملتبس الذي  مر به العراق عبر مرحلتين هما :
مرحلة النظام السابق الذي هيأ العراق لفرض المظلة الجوية على منطقة كردستان العراق , وهي حجة وذريعة عدوانية من ذرائع دول “سايكس بيكو” في بداية القرن العشرين , وهي اليوم ذريعة من خططوا لما يسمى “الربيع العربي ” وهي الذريعة التي لم تعد تنطلي على من يمتلك حسا وطنيا وزيارة أوباما ألاخيرة لآسرائيل وأجراء مصالحة بهلوانية بين نتنياهو ألاسرائيلي وأوردغان العثماني أسقطت ورقة التوت عن عورة المحور التوراتي ومن  يتبع له بذلة ؟
مرحلة مابعد 2003 التي تمثلت بحل الجيش العراقي , وتدمير الدولة العراقية ,ونهب ألاثار العراقية ووثائق الدولة وتجميع أفراد وجماعات هشة ليقال أنها تمثل الشعب العراقي لتمرير : دستور ملغوم , وأنتخابات مخترقة بالتزوير , وأنشاء مجالس محافظات بقانون لاينتمي لهوية الفدراليات في العالم المتمدن , ومجلس نواب تحكمه المحاصصة ومثلها الحكومات التي لم تستقر ولم تعرف الوئام والمحبة فيما بينها بقدر ما عرفت الكراهية وظل التشهير فيما بينها سمة المرحلة والشغل الشاغل للآعلام المحرض لصناعة الكراهية بشقيه الداخلي والخارجي , والذي أخذ ألاحزاب والسياسيين للآحتراب والكراهية ,ولم يستطع السياسيون الذين أفرزتهم مرحلة ألاحتلال من أبداء روح التفاهم والمسامحة , لآن أغلبهم لم يكونوا أرقاما سياسية ولا وجوها أجتماعية ؟ ولذلك رحل ألاحتلال ولم يخرج العراق من فصول البند السابع , مما يكشف عن نوايا مبيتة ضد العراق , كما يكشف الربيع العربي عن نوايا مبيتة ضد المنطقة , ومايجري في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين يشهد على ذلك , أما مايجري في سورية فهو المشهد الذي لايحتاج الى دليل على وضوح مخطط المحور التوراتي وأتباعه من عدوانية وكراهة بلا حدود شردت خمسة ملايين سوري وقتلت عشرات ألالوف وهدمت المنازل ودمرت الممتلكات العامة وأوقفت عجلة ألاقتصاد ,وعطلت التعليم والصحة , وشلت كل شيئ في حرب كونية وسائلها ألاعلامية أكثر تخريبا وتدميرا من كل ألاسلحة الفتاكة , لآنها غيرت النفوس وعطلت العقول عن التفكير السليم حتى أصبحت شبهة  القتل بين النظام والمجموعات المسلحة ومنها من المرتزقة من الشيشان وألافغان والتونسيين والليبيين والمصريين وألاردنيين واللبنانيين عصية على الفهم والفرز الصحيح بين الحق والباطل بسبب ظلامية ألاعلام المحرض بتقنيات عصرية وأموال خليجية ضيعت بوصلة ألانفاق الصحيح حتى بطلت دعوى الجهاد في سورية التي فتحت لها تبرعات في المدن السعودية لاسيما المقدسة منها والتي أنتهت بفتوى الشيخ عبد الله المنيع السعودي الذي قال أخيرا : لايوجد جهاد في سورية وأنما هي حرب أهلية , وحتى مفهوم الحرب ألاهلية لم يكن متحققا بالمعنى الصحيح , وأنما هي حرب كونية بالوكالة على  الشعب السوري والدولة السورية , أرادوا أنتقالها للعراق عبر ماسمي بالتظاهرات ألاحتجاجية التي أصبحت العمامة فيها مظهرا  وليس مخبرا , ولذلك أصبحت بعض العمائم وسيلة لصناعة الكراهية بين العراقيين خصوصا تلك التي تنقل صراخها قناة الشرقية والجزيرة والعربية والقنوات الطائفية .
عندما أتحدث عن  دور قيادة أقليم كردستان العراق في صناعة الكراهية بين العراقيين وفي المنطقة لا أريد أتهامها بما هوغير موجود ,حيث يتحول الحديث الى أضافة جديدة للكراهية التي أرفضها وأتبرأ منها ولا أتمناها للآخرين , وأنما أريد توصيف مايجري على ألارض من تصرفات لايريد القائمون بها ألاعتراف بخطورة مايجري , وهذا التوصيف هو جزء من الواجب الوطني والباعث ألاخلاقي , فمن يراقب أغلبية المزاج الشعبي للآخوة ألاكراد ومن مختلف الطبقات لاسيما في مدن ألاقليم “أربيل ,السليمانية , دهوك ” يجد نبرة قومية شديدة التطرف وهي أقرب للعنصرية تدعمها وسائل أعلام حكومة ألاقليم وأجراءاتها المستغربة في فرض الكفالة وتحديد مدة ألاقامة للمواطنين العراقيين الذين يتوجهون لشمال العراق بكل محبة لايحملون معهم ألا المودة وألاخوة الصادقة , ولكنهم يصدمون بأول أجراءات ألامن عند الدخول للمدن الكردية وكأنهم يدخلون بلادا أجنبية , وحتى بعض البلدان ألاجنبية لم تعد تعامل العراقيين كما تعاملهم حكومة أقليم كردستان العراق ثم قيام  حكومة ألاقليم بأستغلال الظروف ألانتقالية التي تمر بها الحكومات الفدرالية المركزية ,مما جعلها تمدد وجود ألاسايش والبيشمركة الى سهل نينوى ومناطق في كركوك وديالى مستغلة وجود مصطلح غير وطني وضع في الدستور برعاية أمريكية ورغبة كردية وهو مصطلح ” المناطق المتنازع عليها ” مما أصبحت لاحقا تجعل حكومة وقيادة ألاقليم تتصرف مع هذا المصطلح كما تتصرف دولة أجنبية مع دولة أجنبية أخرى في مسائل الحدود والمياه والاترانسيت والنفط والنقل البري , وهذا التصرف غير الدستوري من قبل قيادة أقليم كردستان هو من عوامل صناعة الكراهية بين العراقيين وهو من صفات ما يسمى سياسة شفير الهاوية التي ظل العراق يتعرض لها منذ النظام البائد , ثم أستمرت هذه السياسة بقوة مدفوعة من قبل قيادة أقليم كردستان العراق والتي لم تتوقف عند حد من حدود سياسة الهاوية ألا ومارستها مستعجلة صناعة القطيعة بين المركز وألاقليم من خلال المواقف التالية :-
 اللعب على ورقة المصالح ألاقليمية ضد الحكومة المركزية الفدرالية ” العلاقة مع تركيا مثالا ” زيارة أحمد داود أوغل والى أربيل وكركوك دون علم الحكومة المركزية .
اللعب على ورقة التراخيص النفطية للشركات ألاجنبية بما فيه التجاوز للحكومة المركزية خلافا للدستور .
ألاصرار على أعتبار البيشمركة جيشا مقابل الجيش العراقي النظامي وهو مخالفة دستورية صريحة , حيث لم يذكر أسم البيشمركة في الدستور وأنما ذكر ما يلغي الميليشيات وذكر حرس حدود ألاقليم مرة واحدة في الدستور العراقي وأذا أراد ألاخوة ألاكراد أعتبار حرس الحدود هو البشمركة فعليهم ألالتزام بجعله حرسا على  حدود ألاقليم مع الدول المجاورة للعراق وليس يحق له التدخل في شؤون المناطق الداخلية مثل طوزخرماتو وسنجار وسهل نينوى وغيرها .
المطالبة بنسبة 17|0 من الميزانية العامة لثلاث محافظات هو غبن لبقية المحافظات ومحاولة زيادة النسبة الى 23|0 هو تصرف لآحراج الحكومة المركزية وعدم تقدير وأحترام حقوق المحافظات ألاخرى في الميزانية العامة وهي مخالفة دستورية أخرى لاتؤدي ألا الى أثارة الكراهية .
عدم السماح للجيش العراقي الفدرالي من التواجد على حدود العراق منجهةتركيا وأيران وسورية هي مخالفة دستورية تقف ورائها ثقافة عنصرية تبعث على الكراهية .
ألانفصال التام لدوائر ومؤسسات ألاقليم عن مؤسسات الدولة العراقية ووزاراتها هو تصرف متعمد بنوايا أنفصالية مستقبلية .
أشاعة ثقافة كراهية العرب بسبب تصرفات نظام صدام حسين الذي كانت ضحاياه من كل العراقيين هو تصرف خاطئ  يجر العراق والمنطقة الى شفير الهاوية كما يحدث اليوم وتتحمل قيادة أقليم كردستان مسؤولية مشاعر التغريب والكراهية ضد العراقيين والعرب أجمع .
 ألاصرار على أستعمال مصطلحات تفرقة وأنفصال مثل : رفض مصطلح “شمال العراق ” وهو مصطلح وطني وأرث شعبي عراقي يختزن ألاخوة والمحبة لماذا يقابل بالرفض وألاستهجان ؟
 ألاصرار على أستعمال مصطلحات وعناوين مفرقة مثل ” نقابة صحافي كردستان ,وليس نقابة الصحفيين ألاكراد العراقيين مثلا أو غيرها من التسميات التي لاتفرق الوحدة العراقية ولا تلغي الخصوصيات الفدرالية للآقاليم .
ألاصرار على وجود ممثل لآقليم كردستان في بغداد مما يعزز ظاهرة ألانفصال وهو عمل غير دستوري يساهم في صنع الفرقة والكراهية .
عقد مؤتمرات للمعارضة السورية الكردية في أربيل دون علم الحكومة المركزية وهي مخالفة دستورية لامبرر لها سوى الشعور بألانفصال والتحضير له .
ألاصرار على عقد لقاءات مع شخصيات معارضة لدول أخرى دون التنسيق مع الحكومة المركزية .
السعي الدائم لفتح قنصليات في الدول ألاجنبية وبالعكس دون التنسيق مع  الحكومة المركزية .
قيام رئيس أقليم كردستان بزيارات لدول أجنبية دون التنسيق مع الحكومة العراقية .
محاولة رئيس أقليم كردستان العراق عدم زيارة بغداد وهي العاصمة التي أقرها الدستور العراقي للدولة الفدرالية مما يساعد ذلك على التباعد غير المبرر وهذا مما يشكل لاحقا سببا ثانويا في صناعة الكراهية وغياب التنسيق الضروري بين المركز وألاقليم .
محاولة قيادة أقليم كردستان العراق اللعب على التناقضات والخلافات الجانبية بين ألاحزاب العراقية لتأليبها ضد الحكومة المركزية مما يساعد على زيادة ظهور الكراهية .
أصرار قيادة أقليم كردستان غير المعلن على التواصل سرا مع الدولة ألاسرائيلية من خلال بعض مؤسساتها مما يساعدعلى زيادة شعور الكراهية .
 تفشي ثقافة العزلة والكراهية بين بعض أوساط ألاكراد ضد العرب العراقيين نتيجة أعلام حكومةألاقليم وممارسات مؤسساتها الثقافية وألاعلامية والسياسية .
هذا أستعراض سريع لمظاهر سياسة شفير الهاوية بسبب ثقافة الكراهية والتحريض التي أمتازت بها سياسة ومواقف حكومة أقليم كردستان ورئاستها التي لانتمنى أن تستمر بهذه الوتيرة التي تجعل من أبناء العراق متخاصمين متفرقين , بدل من أن تعمل على شد أواصر الوحدةالوطنية لآستثمار خيرات العراق لكل أهل العراق ولينعكس ذلك على المنطقة والعالم من خلال ألاتحاد عبر توحيد النقل والموانئ والمطارات والكهرباء والخدمات كما تفعل دول ألاتحاد ألاوربي ودول البريكس . لاكما تفعل بعض الدول العربية على التفرقة المضرة بأنسان العراق والمنطقة . – يتبع الجزء الثاني – أنشاء الله –
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات