22 ديسمبر، 2024 11:22 م

سياسة رئيس الوزراء

سياسة رئيس الوزراء

شخصيا لا استغرب الهدوء الذي يظهر على ملامح وتصرفات رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي فهو على عكس من سبقه ينأى بنفسه عن الدخول في حلبة التصريح والتصريح المضاد مما يجعل منه بالضرورة خصما للبعض، عادل عبد المهدي لا نكاد نجده منهمك بالتصريحات أو الدفاع عما يوجه إليه من تهم فيما يتعلق بتشكيل الحكومة ويبدو أن مصدر وسبب هذا الهدوء هو تعامل رئيس الوزراء مع المناصب باعتبارها تكليف لا تشريف فهي يعي أن وجوده في موقع رئاسة الوزراء لا يختلف عن المناصب التي تقلدها سابقا الا من ناحية ثقل المهمة والمسؤولية في حين كان الآخرون يعدون رئاسة الوزراء غنيمة لهم وفوز على الخصوم في اعتمادهم على ثقافة الغالب والمغلوب لذا لم نجد الاهتمام اللازم بأمور البلد ورفاهية الشعب ففي الوقت الذي كان البعض يقول (ما ننطيها) نجد عبارة أن الاستقالة موجودة لدى عادل عبد المهدي هذه الثقافة الجديدة علينا كعراقيين يمكن أن تشكل حافز للمسؤول لتقديم الخدمات للمواطنين وهذا بالضبط ما دفع عادل عبد المهدي للقيام بخطوات فاجأت العراقيين مثل زيارة علوة الرشيد وهي الأولى لرئيس الوزراء لمرفق غير رسمي كما في فتح المنطقة الخضراء رغم صعوبة القرار بسبب تواجد سفارات مهمة في مقدمتها الأمريكية التي تعارض فتح المنطقة الخضراء… ومما لاشك فيه أن عادل عبد المهدي فيما يقوم به من نزول للشارع يؤسس لحكومة شعبية لكن هذا الفكر القيادي يجب أن يمتد لكل الوزراء وليس لرئيس الوزراء فمازال بعض الوزراء يغلقون أبوابهم بوجه الناس والاعتماد في قراءة الشارع العراقي على حفنة من المستشارين الذين كانوا سببا في فشل حكومات كاملة فغالبية هؤلاء المستشارين بعيدين جدا عن حاجة الشارع العراقي وما يتطلبه ولا أعتقد أن النزول للشارع يشكل عيبا أو انتقاصا من شخصية الوزير أو المفتش العام فكلما كان الوصول للوزير سهلا كان تأييد الشارع له أكبر وكان معرفته بالواقع أفضل مما يتيح له اتخاذ القرارات الصائبة وبالنتيجة تحقيق مصلحة الوطن والمواطن نشد على يد رئيس الوزراء لارغام كل الوزراء على انتهاج سياسة الشعب المستشار وأن يكون اختيار المفتشين العموميين الجدد أن لم يتم الغاء قانونهم أن يكونوا من المحافظات العراقية بعيدا عن بغداد فغالبية الوزراء وكبار موظفي الدولة من بغداد العاصمة فليكن المفتش العام من المحافظات حسب نسبة السكان أو إنتاجية المحافظة حتى يمكن للناس من اللجوء إليه في بيان سلبيات موظفي الوزارة والانحرافات التي ترافق العمل بهدف التقويم ولا أعتقد أن محافظاتنا فقيرة لكفاءات قادرة على تعزيز ثقة المواطن بالحكومة