7 أبريل، 2024 8:38 ص
Search
Close this search box.

سياسة دونالد ترامب الخارجية

Facebook
Twitter
LinkedIn

(هذه المقالة: ليست مقالة رأي.. بل هي خطوط عامة ومؤشرات مستندة على وثائق وتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقادة الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين) ..
عملية صنع القرار الخارجي:
ـ ابتداءً نقول: اتخاذ قرارات السياسة الخارجية تمثل عملية معقدة.. ونتاج تفاعل أربعة أطراف أمريكية.. هي: وول ستريت (شارع المال والمصارف).. ودائرة المخابرات المركزية.. ووزارة الدفاع.. ووزارة الخارجية.
ـ لن يمر قرار هذه الحكومة المصغرة إلا عبر (مجلس الأمن القومي) في مرحلته الثانية في صنع القرار السياسي الخارجي الأمريكي.. يتكون هذا المجلس من مجموعة الأفراد القياديين الذين يشكلون عصب السياسة الخارجية الأمريكية.. ويتكون من الرئيس الأمريكي رئيساً.. وعضوية كل من : نائب الرئيس.. ووزير الخارجية.. ووزير الدفاع.. ورئيس هيئة الأركان المشتركة.. ومدير المخابرات المركزية.. وعدد من المستشارين الآخرين من اختيار الرئيس: مثل: مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي.. ومستشار الرئيس للسياسة الخارجية.. ونائب وزير الخارجية.. ورئيس هيئة موظفي البيت الأبيض.. وسكرتير هيئة موظفي البيت الأبيض.
ـ القرار النهائي الخارجي يختاره الرئيس الأمريكي وأجهزته من بين عدة خيارات تقدم إليه في المرحلة النهائية من عملية معقدةٍ تتشكل في ثناياها السياسة الأمريكية.. إذ تساهم مجالسُ مهمةٌ في تخطيط السياسة الأمريكية.. مثل: مجلس العلاقات الخارجية.. ومؤسسة بروكنجز للأبحاث.. ولجنة التنمية الاقتصادية.. ومؤسسة راند للأبحاث.. ومعهد هيدسون للأبحاث.. وأدوات المخابرات المركزية.. ودوائر مكتب التحقيقات الفيدرالي.. وتضم تلك المجالسُ شخصياتٍ في قمة السلطة تمثل: الحكومة.. والشركات الكبرى والمؤسسات الصناعية متعددة الأنشطة.. والبنوك.. والمؤسسات الصحفية.. ورجال القانون.. والشخصيات الإعلامية التي تعد الرأي العام داخل وخارج الولايات المتحدة لإحداث التغيير المطلوب.
ـ مرحلة الترويج والتشريع: حيث تأخذ اللجان الخاصة التي يشكلها الرئيس لتقدِّم دعمًا إضافيًّا في تقرير ما انتهتْ إليه معاهدُ الأبحاث ومجموعات التخطيط.. لتبدأ عملية الطرح على الشارع الأمريكي في شكل عينات من المجتمع.. ثم تظهر تلك المخططات في شكلها التشريعي على هيئة قوانين ولوائحَ.. تتضح معها مظاهرُ التعددية السياسية الذي تتباهى بها نظريةُ السياسة الأمريكية.
مما تقدم فان الرئيس الأميركي والأجهزة التي تساعده في اتخاذ القرار هو صاحب القرار النهائي.. وكل المؤسسات الأخرى تضع أمامه خيارات توضح فيه السلبيات والايجابيات لكل خيار.

وزيرا الخارجية والدفاع يعززان سياسة الخارجية:
ـ يعزز إستراتيجية ترامب تجاه إيران:
1ـ اختيار ترامب مايك بومبيو / وزيراً للخارجية.. وكمدير لوكالة الاستخبارات المركزية سابق، شق بومبيو طريقه للدائرة المقربة من ترامب.. حيث نقل بنفسه الكثير من الموجزات الإستخباراتية اليومية للمكتب البيضاوي.
ـ يشارك بومبيو ترامب في موقفه المتشدد ضد إيران وكوريا الشمالية.
2ـ تعين ترامب لمارك أسبر وزيرا للدفاع.. وهو مستشارا للأمن القومي.. ومتخصصا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.. كما يرتبط بعلاقة وثيقة مع الرئيس الأمريكي ومؤيد لقراراته.. من بينها نشر القوات الأميركية على الحدود مع المكسيك.. وسياسته تجاه إيران.
وبهذا ضمن ترامب قوة رأيه وقراره الخارجي.. بلا كلمة (لا) من قبل هذين الوزيرين.

سمات شخصية ترامب وتأثيراته في إدارة الحكم والسياسة الخارجية:
ـ إذن فسمات شخصية الرئيس وتوجهاته.. وتركيبة الفريق المتعاون تفرض حدوداً في إمكانية إجراء تغيرات جذرية في إدارة الحكم.. وفي السياستين الداخلية والخارجية للبلاد..
ـ فدونالد ترامب شخصية استثنائية عما سبقوه في الرئاسة الأمريكية.
ـ فهو لم يكن من الطبقة السياسية التقليدية.. ولم ينل إجماع الحزب الجمهوري.
ـ واستثنائي في خطابه الصريح والجريء.. والخارج عن المألوف.
ـ وهو ليس شخصية أيديولوجية.. بل شخصية براغماتية (*).
ـ وبهذا الخطاب والسلوك كشف زيف مراكز الاستطلاع والدراسات وتبعيتها.
فشخصية الرئيس الجديد سيكون قوي الشخصية والإرادة في فرض آرائه.. وتتجسد قوة شخصيته إضافة الى ما تقدم في إصراره بلا هوادة أمام الاستمرار في سباق الترشيح وخوض المسابقة الى نهاية المطاف.. ولم تثنيه كل استطلاعات الرأي العام بفوز هيلاري كلينتون بالانتخابات الرئاسية بفارق كبير.. ولم يظهر استطلاع واحد بفوزه في الانتخابات.. وحتى موقف العديد من قادة الجمهوريين برفضه.. كل ذلك يؤكد قوة شخصيته وقناعته في أرائه وإصراره على تحقيقها.
ـ قد يجري بعض تعديلات على أطروحاته الانتخابية.. لأسباب عملية.. لكنه سيسير في الخط الذي اختطه لنفسه.. وقد يواجه صعوبات كبيرة.. لكن ما يعزز قوته سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ.

الخطوط العامة في السياسة الخارجية لترامب:

أولاً: سياسته تجاه داعش:
ـ تبنى ترامب سياسة إزاء تنظيم داعش تنظيم .. فلا خيار سوى هزيمة داعش.
ـ بإرسال ثلاثين ألف جندي أمريكي الى سوريا والعراق للقضاء على هذا التنظيم.
ـ وبوجوب وجود الجيش الأمريكي بالمناطق الآمنة لاستيعاب اللاجئين والنازحين.
ـ وضرورة أن تساعد القوات الأمريكية في مساعدة دول الخليج.
ـ التعاون الدول لقطع تمويله وتوسيع المعلومات الإستخباراتية والحرب الإلكترونية:
ـ لتعطيل دعايته وجهوده تجنيد أعضاء جدد.. ضرورة هزيمة إيديولوجية الإرهاب:
الوهابي المتطرف الذي ترعاه السعودية مثلما حققت أمريكا فوزا في الحرب الباردة.

ثانياً: الشرق الأوسط :
ـ يتبنى ترامب سياسة مختلفة إزاء الشرق الأوسط الرئيس الحالي باراك أوباما.
ـ لا يقتصر هذا الاختلاف بين سياسات الجمهوريين والديمقراطيين في الحكم.
ـ فترامب يرى أن بلاده سبب حدوث الفوضى في الشرق الأوسط بغزوها للعراق.
ـ بتدخل إدارة الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون عسكريا.
ـ في ليبيا للإطاحة بالقذافي كان أسوا خطأ.. والإطاحة بمبارك في مصر.
ـ اعتبر أن السعي لتغيير النظام في سوريا سببا في تقويض استقرار العالم.
ـ سيواجه ترامب الرئيس الجديد كل هذه الملفات الهامة في الشرق الأوسط.
ـ من يؤدي إلى تغيير كبير في خريطة المنطقة والتحالفات وتوازنات القوى فيها.
ـ تعزيز الدور المصري والإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
ـ إنهاء ألازمة اليمنية والبحرينية وتعزيز الدور الأمريكي فيهما.
ـ تعزيز القواعد والأساطيل العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج.
ـ في مقابل دفع دول الخليج العربي الأموال لأمريكا لحمايتها.
ـ تعزيز السلم في لبنان.. ودعم حكومة لبنان وميشيل عون.
ـ دعم المعارضة الديمقراطية في داخل إيران بشكل قوي.
ـ دعم الاستقرار في المغرب العربي وتعزيز الدور الأمريكي فيها.

ثالثاً: العراق:
ـ توعد دونالد ترامب بإنهاء داعش في العراق خلال 100 يوم.
ـ ويبدو إن كل الخطوط مفتوحة أمامه ومنها إرسال قوات أمريكية.
ـ تعزيز الاستقرار ودعم إقامة حكومة عراقية صديقة لأمريكا.
ـ ليس في قاموس ترامب تقسيم العراق بل بوحدته للسيطرة عليه.
ـ ولن يمانع في استقلال إقليم كردستان شرط موافقة حكومة بغداد.
ـ أكد ترامب لرئيس الوزراء العراقي حيدر ألعبادي: (انتم شركاء أساسيون لنا: وستجدون دعما قويا وراسخا.. العراق سيكون محرك المنطقة وأساسها).
ـ لكنه لم يستطع أن يحقق ذات التوجهات بعادل عبد المهدي.. ويبدو انه داعم لخطوات تبديله.

رابعاً: سورية:
ـ أعلن ترامب صراحة أن أولويته القضاء على داعش في سورية.. ويجب التركيز سورية.
ـ مؤكداً إن التدخل الأمريكي في الصراع السوري له عواقب وخيمة على بلاده.
ـ ورفض ترامب سياسة سابقيه في سورية.. فلم تعد في حرب مع سوريا فقط.
ـ بل أصبحت تحاب سورية وأوروبا وإيران.. مشيرا على أن روسيا بلد نووي.
ـ وقال عن الأسد بالنسبة له يمثل مسألة ثانوية مقارنة بتنظيم داعش.
ـ وليس القضاء على الرئيس السوري بشار الأسد.
ـ رفض الحديث عن “المعارضة المعتدلة”.. بقوله: من هم هؤلاء؟ .. لكن الواقع عكس ذلك.
ـ أكد إن إيران التي تزداد نفوذاً.. بسببنا.. والواقفة في صف سوريا.
ـ فإذا هاجمت أمريكا الأسد فهذا يعني “في النهاية إننا نقاتل روسيا”.
ـ رفض شجب الحملة العسكرية الروسية في سورية.
ـ شدد ترامب على أن موسكو تقاتل ضد “الجهاديين”.

خامساً: إسرائيل.. والقضية الفلسطينية:
ـ أكد ترامب ضمان التفوق العسكري لإسرائيل.
ـ اعتبار المساعدات العسكرية الأمريكية البالغة 38 مليار دولار خلال: ال10 سنوات غير كافية خاصة بعد التحديات الكبيرة.. التي تواجهها إسرائيل مثل الملف النووي الإيراني وتنظيم داعش الإرهابي.
ـ مؤكداً إن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب أبدية.
ـ وسينهي التعامل مع الإسرائيليين كمواطنين من الدرجة الثانية ووقف التعامل مع: اليهود كمواطنين من الدرجة الثانية.. ووقف التحريض ضد اليهود.
ـ معتبراً الصراع الإسرائيلي “حربا بلا نهاية”.. ولابد من حل:
ـ وبحث العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.. ب “صفقة القرن “.
ـ فهو يريد إبرام هذه الصفقة.. لصالح البشرية كما قال:
ـ واتخذ قرارات متعلقة بوقف الدعم المالي للفلسطينيين.. وحجب الدعم عن وكالة غوث اللاجئين (اونروا).. بهدف إلغاء حق العودة.
ـ وضمن هذا التوجه اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.. في أواخر العام 2017.. ونقل سفارة بلاده إليها أواخر العام 2018.
ـ كذلك وقع ترامب في 25 آذار 2019 على إعلان يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 وضمتها العام 1981.

سادساً: الاتحاد الأوروبي:
ـ قابل قادة الدول الأوروبية ببرود واضح نبأ فوز ترامب للرئاسة الأمريكية:
ـ الذي يثير في اعتقاد قادة الاتحاد الأوروبي كراهية أيديولوجية وسياسية.
ـ فترامب سيضع على المحك علاقات بلاده مع بالاتحاد الأوروبي.
ـ الاتحاد الأوربي أقر مؤخراً خطة دفاعية في ضوء انتقادات ترامب.
ـ ترامب عبرً بضرورة مواصلة التزام الولايات المتحدة بحلف الناتو.

سابعاً: بريطانيا:
ـ تعاون أفضل مع بريطانيا في المجالات كافة.. وقد وجه ترامب الدعوة:
ـ الى تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية لزيارة أمريكا بأقرب فرصة.
ـ وفي أوائل حزيران 2019 زار بريطانيا والتقى رئيسة الوزراء المستقيلة ماي.

ثامناً: روسيا:
ـ شدد ترامب على تطبيع العلاقة مع روسيا بوتين.. وما يترب على:
ـ الاعتراف بانضمام القرم إلى روسيا.. ولم يتهم ترامب روسيا ولا مرة واحدة بهجمات هاكرز ضد بلاده.. كما فعلت السلطات الأمريكية.
ـ إنهاء سياسة الشد وتعزيز التعاون مع روسيا في المجالات كافة.

تاسعاً: الصين:
ـ انتقد ترامب سياسة أوباما في آسيا.. التي تعتبرها بكين مهددة لمصالحها.
ـ مما يفتح المجال بينهما الى تعاون اقتصادي وسياسي متعدد الأطراف.
ـ بالمقابل لوحً ترامب بشن حرب تجارية على الصين والمكسيك واليابان.. بل وخاضها وحقق دخل بمليارات الدولارات لأمريكا من كضرائب لبضائع هذه الدول الداخلة لأمريكا.

عاشراً: اليابان.. وكوريا الجنوبية:
ـ أكد ترامب مرات عديدة أن على اليابان وكوريا الجنوبية ألاهتمام بأمنهما..
ـ على خلفية التهديد النووي المحتمل لكوريا الشمالية لهما.
ـ بالمقابل تعهد دونالد ترامب لكوريا الجنوبية بالالتزام بالدفاع عن أمنها… واتفق مع الرئيس الكوري على تفكيك برنامجه النووي.. إلا إن التنفيذ مازال متعثراً.

احد عشر: المكسيك:
ـ اتهم المكسيك بإرسال مهربي مخدرات ومجرمين ومغتصبين الى بلاده.
ـ وهدد ترامب المكسيك بعزلها عن بلاده بجدار على الحدود بينهما.
ـ لإيقاف الهجرة الى بلاده.. وتتحمل المكسيك تكاليف بنائه.
ـ مما سينعكس ذلك سلباً على المكسيك اقتصادياً وسياحياً.
ـ أكد ترامب بعد فوزه بمنصب الرئاسة الأمريكية انه سيطرد ( 3 )ملايين:
ـ مهاجر.. الذين لديهم سجل إجرامي.. وأفراد عصابات.. وتجار المخدرات.

اثنا عشر: كوبا:
ـ التخلي عن علاقات التطبيع مع كوبا التي أعلنها أوباما مؤخراً.
ـ استخدام أدوات القوة الناعمة (المال.. ووسائل الإعلام.. الحصار الاقتصادي).
ـ ونشر مفاهيم الليبرالية والحرية في كوبا في صفوف الشعب الكوبي.
ـ العمل على إنهاء النظام الشيوعي المتشدد.. أو تحويله الى نظام منفتح.
__________
(*) براغماتية.. (ذرائعية):
براغماتية: اسم مشتق من اللفظ اليوناني :- براغما :- ومعناه العمل.. وهي مذهب فلسفي ـ سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة.. فالسياسي البراغماتي يدعّي دائماً بأنه يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره.. وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة.. وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل.. والبراغماتيون لا يعترفون بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية.. إلا أنهم في الواقع ينادون بأيديولوجية مثالية مستترة قائمة على الحرية المطلقة.. ومعاداة كل النظريات الشمولية وأولها الماركسية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب