15 نوفمبر، 2024 4:34 م
Search
Close this search box.

سياسة تركيا المقبلة تصحيح ام ندم ؟!

سياسة تركيا المقبلة تصحيح ام ندم ؟!

تمتاز الانظمة السياسية  بقدرة عالية على التأثير وتغيير سلوك الشارع بسبب امتلاكها القدرات المادية الهائلة  ،  فضلاً عن استثمار الفكر الجمعي للجماعات التي تدعم وتساند تلك الانظمة . واضحت الانظمة السياسية اكثر فاعلية من المجتمعات جراء عوامل متعددة اهمها العولمة واستجابة المجتمعات وتقبلها للتحولات التي توجدها الانظمة السياسية سواءاً كانت طوعاً أو كرهاً . والذي نراه اليوم في العالم  كلٌ يغني على ليلاه حتى وان بانت الصورة الحقيقية لكل نظام سياسيي في توجهاته الفكرية والايدولوجية فالقوي هو اما صاحب سطوة ويتبوأ مركز القرار كما نراه في مجلس الامن الدولي ، واما  ذو مال واقتصاد فيتحكم بادوات السياسة الرئيسية  وبالتالي يحركها حيث يشاء  ، لذا لم يكن خافياً على الشعوب ماذا يحدث  . ولكن امام هذه المعطيات اصبحت عاجزة عن التغيير الا باستخدام الثورات كما حدث في الربيع الدموي العربي . اذاً فالانظمة السياسية هي من  تدير اللعبة وليس الشعوب بالرغم ما تؤكده الديمقراطية بان الشعوب هي المحرك وهي صاحبة القرار وهذا لا يتحقق الا في الديمقراطيات العتيدة والتي لا تكون رصينة مهما بلغت لان ادوات السياسة تفرض نفسها احياناً لتغيير الملامح والصورة الناصعة لما يسمى بالديمقراطية التي نحلم  بها جميعاً . في المقابل نجد ان مفهوم الدول  يتمثل بمثلث قائم الزاوية وضلعين متساويين فالوتر يمثل السياسة اما الضلعين المتساويين فهما القدرة الاقتصادية والقدرة العسكرية وبالتالي نرى ان السياسية هي صاحبة كل شىء وتمثلت بالوتر ، اما اليوم نجد ان الافكار والمفاهيم قد تغيرت بسبب العولمة والدعوة الى تصحيح مفهوم الدولة واعتبار الوتر هو الاقتصاد وليس السياسة ، لان السياسة لا تصنع شيئاً بدون المال وبالتالي كلما كان  اقتصاداً قوياً ووفرة  رأس المال تتحرك السياسية حيث يُراد . ان اعتراف   ( اوردغان ) رئيس وزراء تركيا بضرورة العمل مع العراق لتصحيح الاخطاء التي ارتكبت من قبلها ودعوة الرئيس المالكي لزيارة تركيا دليل على تغيير في السياسة التركية وانها لن تُفرط بالشراكة مع العراق . ويعتبر الرئيس التركي ( غول ) اكثر واقعية   من خلال  اعترافه  بفشل المخطط ليس في العراق فحسب وانما في سوريا ايضاً وان تركيا يجب عليها  ان تساهم في تصحيح المسار الاقليمي المتفجر وعدم التدخل في شؤون المنطقة كي لا تكون شرطياً امريكياً جديداً بديلاً عن ايران في عهد الشاه المقبور . لذا بدأ العد الفعلي لتفعيل الاطار الاستراتيجي للعلاقة العتيدة  بين تركيا والعراق بالرغم من اراء (اردوغان ) الطائفية الا ان الاتجاه العام في تركيا يدعو الى تصحيح المسار وليس ابداء الندم عما حصل .

أحدث المقالات

أحدث المقالات