موضوع مثير جدا وبه غرابة كبيرة نتيجة ترابط الأحداث التي وقعت و بقاء العملية السياسية التي وصفت بأنها هشة صامدة إلى يومنا هذا، بريمر لم يضيع الوقت سدى طيلة مدة إدارته للعراق, بريمر مدرب الفريق رسم الخطة وما على اللاعبين سوى تنفيذ الخطة. بعد الإطاحة بحكومة المخلوع صدام حسين في نيسان 2003 في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق تشكلت سلطة الائتلاف الموحدة في العراق برئاسة بريمر وأصبح العراق رسميا تحت الاحتلال الأمريكي حيث استندت سلطة الائتلاف الموحدة في حكمها للعراق على قانون مجلس الأمن المرقم 1483 في 2003 واستطاعت أن تحكم قبضتها على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية للبلد. ومنذ ذلك الوقت إلى ألان ألاعبين متقنين تنفيذ الخطة كما هي مرسومة، منذ سقوط النظام الدكتاتور ودخول القوات الأجنبية إلى العراق عقد من الزمن انقضى والعملية السياسية تمر بتجاذبات وانتكاسات تنهض منها أحيانا متعكزة على أسباب ومسببات، لتعاود السقوط مرة أخرى في هاوية الصراعات والمناكفات والانسحابات. أن العملية السياسية في العراق مرت بمنعطفات كبيرة و تعرضت إلى ضربات موجعة أدخلت العملية السياسية إلى غرفة العناية المركزة إلى أن الغريب في الأمر و المفرح في نفس الوقت أن العملية السياسية لم تمت إلى ألان و الفضل يعود في ذلك إلى عقلاء الأحزاب (أطباء العملية السياسية)وهم الثلة القليلة الذين يعملون بجهد لإنقاذ المريض الذي يدخل بين الحين و الأخر إلى غرفة العناية المركزة، أن اجتماعات هولاء السياسيين تختلف عن اجتماعات السياسيين الاخرين، فلا يجتمعون من اجل توقيع عقود و اخذ عمولات و تعين فلان و فلان، بل اجتماعات هولاء الأطباء من اجل إيجاد العلاج لمريضنا (العملية السياسية). زعماء الطوائف وقادة العملية السياسية في العراق و محللون يتفقون حول فشل العراق حتى الساعة في الوصول إلى الأهداف التي كانت تسعى إليها بعد سقوط النظام الدكتاتوري ويكاد يشطب البلد من الخريطة. فمتى ينتبه مسؤولينا إلى الإنقاذ من ظلام. نحن أمام دولة الأمر الواقع المطلوب اليوم خطوات جريئة وحاسمة تتضمن إعادة العملية السياسية الى ألأسس والقوانين والقواعد والبحث عن وجوه مختلفة عن تلك التي أنتجت كل هذا الفشل.