قدم الباري جل جلاله, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, في سورة التوبة, على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة, فقال سبحانه وتعالى (المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ….) صدق العلي العظيم . فأين ساستنا من هذا, العراق سفينتنا تعوم في بحور الظلام, والواقع المرير, وينتاب ركابها الألم والمرارة, ونبكي من جبروت إبتسامة طغاة فاشلين, تمكنوا من التمسك بطاقم السفينة, فأصبحت الحياة ألم يخفيه أمل, . عندما نتطلع في الوجوه, من أعلى منصب في الدولة, إلى أصغر موظف فيها, نجد الكثير يرتدون قناع, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لإخفاء حقيقتهم أمام الشعب الصابر, و بإبتسامة أبكت أبناء البلد, بندم على ماحل بهم من مأساة .
ننقل صورتا لأحد الدوائر الخدمية ,عند المراجعة بمعاملة, يتحتم عليك إنجازها, تجد الكثير من موظفيها المقنعين, يتركون المراجعين, قبل نصف ساعة من حلول موعد الصلاة, لغرض الوضوء, وعند حلولها يتم الإقامة والصلاة لفترة طويلة, تستقطع من حق المراجعين, اللذين ينتظرون بكل أدب وأخلاق, إحتراما لقدسية هذه المراسيم, رغم توافدهم من محافظات قد تكون بعيدة, وعندما تتبع تاريخ هؤلاء الموظفين, تجد إن ما خفي أعظم .
الذي يذهل العقول الجميع يأمر بالمعروف, وينهي عن المنكر, وهو المصلح, فمن سرق العراق, ودفع به على شفا الهاوية, ومن سلم أرضه, لعصابات الكفر والإرهاب ؟ إذن أنتم أو من بينكم, أو تتسترون على الفاعل, هل تتوقعون إن الشعب يجهل هذه الحقيقة ؟
يقول الشعب الجميع .. فاسدين وفاشلين, رغم وجود من لا يستحق ذلك القول, لكونكم تخفون أو تحتوون الفاعل الحقيقي, الذي سبب دمار البلد بينكم, قبل فترة طويلة, تم النداء لمحاسبتهم, ولم يتم تمييزهم, وإستمر الحال على ما هو عليه في السابق .
دخلنا مرحلة التكنوقراط بعد التغيير, و بإستمرار المتابعة, ومرور الزمن تبين إنها تنحدر بنفس إتجاه المرحلة الثمانية السابقة, لنقترب أكثر من شفا الهاوية, وبات سقوطنا وشيكا, لن تنجو السفينة, إلا بتعاون جميع ركابها .. بالأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر .
تمر الأيام وبدأ البلد يذوب, كجبل من الجليد, طالته ألسنة لهب المأساة, التي نعيشها بين المصلح والمفسد, التي أصبحت نتائجها تخدم مخططات الإستعمار, والصهيونية الأمريكية التي ترتدي حلي آل سعود, اللذين يثبتون جهلهم, بالربط بين العقل العربي والمال اليهودي, يتجاهلون أن الصهيونية تعمل, وفق برنامج إمتصاص الدماء العربية بأموالهم, بفتن وتفرقة توقد فتيلها بين دوله وأخرى, أو بين أطياف شعب واحد . أوشكنا على الغرق, ولا توجد نجاة وإنقاذ, إلا بتدخل المرجعية الرشيدة, وتشخيص من هم أبغض الناس من الساسة, وتقديمهم للعدالة, وإعادة حقوق الشعب منهم, ذلك أملنا جميعا, ونترقب بحذر وصبر طال أمده, لإطلاق صرخة الإنقاذ, ببيان من قادتنا المراجع العظام, وأبنائهم الموالين, واليوم نقترب كثيرا من هذا الأمل .