14 مارس، 2024 12:17 ص
Search
Close this search box.

سياسة النفاق الاوربية

Facebook
Twitter
LinkedIn

الازدواجية الاوربية في التعامل مع القضايا في العالم وبالاخص مع القضايا العربية الاسلامية ناتجة من الضعف العربي الاسلامي المخيب للامال ، مما زاد في ابتعاد الاوربيين عن اتخاذ المواقف الصائبة التي تتناسب مع صورتها الظاهرية المتمثلة في الدفاع عن القضايا العادلة وعن حقوق الانسان التي صارت غطاء رقيقا يخفي تحته انحرافاً خطيراً في التحيز الى المصالح الاسرائيلية البعيدة عن الاخلاق .
ان المجازر والمسالخ القائمة في اليمن للاطفال والكبار وتحطيم البنى التحتية لهذا البلد الفقير اصلا ، وانتشار مرض الكوليرا ، ومناظر الخراب ، والدمار التي تجري فيه بشكل شبه يومي اقل ما يقال عنه بانه كارثي من جراء القصف السعودي والتحالفي وسكوت اوربا واميركا عن هذه الاعمال التي تعتبر فضائح ووصمة عار في تاريخهم ، انه دليل كبير على السياسة المعوجة المضطربة التي تنتهجها اوربا تجاه هذا البلد الذي يسحق قالت : ميرتسيل ريلانو مندوبة اليونيسيف في اليمن ان الحرب حولت اليمن الى جحيم لا يطاق لاطفاله ، وان مليوني طفلا يعانون من سوء التغذية واصيب نحو 400 الف منهم بسوء التغذية الحاد).
لا يخفى على المتتبعين لاحداث السياسة بروز طبقة من الرؤساء الاوربيين الذين هم اتباع للسياسة الاميركية المتصهينة ، لا يخالفون لها امرا ويتميزون بالسلاسة والليونه تجاه الولايات المتحدة المتسلطة على العالم امثال ماكرون ورئيسة وزراء بريطانيا وغيرهما وليس هذا من الصدفة بل ان هذه الطاعة والسمع كانت موجودة من قبل ولكن بدت في السنوات الاخيرة بشكل اوضح تجمعهم وتفرقهم المصالح ، حتى كأن رؤساء هذه الدول بما فيهم اميركا موظفون صغارا اذلاء تحت يد اصحاب القرار في العالم اصحاب رؤس الاموال والعوائل المتنفذة في هذه الكرة من امثال عائلة روتشيرد اليهودية اذا قلنا ان السياسة البريطانية متقاربة جدا مع وجهات النظر الاميركية ، هذه الطبقة التي تعاني من قصر نظر في السياسة وترجيح النظرة الاسرائيلية حتى وان اشتعل العالم ، ولا ننسى توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق الذي كان يسمى بوزير خارجية بوش الابن ابان القصف الاميركي واحتلال العراق سخرية ولاظهار مدى التطابق في السياستين .
ان زيارة تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا الى البحرين بعد فترة من تسلمها مهام رئاسة الوزراء ومباركة ملك البحرين على اعماله تجاه شعبه من خنق الحريات وحبس واعدام الاطفال والاعتقالات العشوائية غير العادلة لرؤساء المنظمات المدنية البحرينية من دون اي تهمة واعتقال النساء وتعذيبهن لدليل صارخ على السياسة العمياء التي لا تنظر الا الى مصالحها مهما كلف الثمن ، هؤلاء السياسيون الذين لا يبالون بارواح الناس والذين اصموا اسماعنا باصواتهم عن حقوق الانسان وحرية الرأي ، طالبت تريزا عندما استلمت رئاسة الوزراء بتفعيل القوة النووية البريطانية سألها احد الصحفيين حتى وان ادى ذلك الى قتل الناس ردت عليه حتى وان ادى الى قتل الابرياء في محاولة لاظهار قوتها غير مبالية بالارواح .
ولعل ثمة دليل اخر يضاف الى الادلة التى تعكس مدى انحراف ونفاق السياسة الاميركية الاوربية العوراء عن معالجة الامور بحيادية هي قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي حيث تدخلت حكومات وتناولت الصحف هذا الموضوع بسعة واهتمام ولعل الطريقة الي قتل فيها كانت السبب في هذا الاهتمام ، ولكن هناك الكثير من اطفال اليمن تتوزع اشلاؤهم قنابل محمد بن سلمان وقد غضوا ابصارهم عن ماساة البحرين والشيعة في الاحساء والقطيف في السعودية ومسلمي الروهينغا الذين ذاقوا اشد انواع الويل والتقطيع والحرق على يد المتشددين البوذيين وما مر به العراق من قتل وتفخيخ .
اين هم من عشرات علماء الذرة العراقيين والاطباء واساتذة الجامعات الذين قتلوا اثناء الاحتلال الاميركي للعراق حيث يقتحمون عليهم بيوتهم واين هم من علماء الذرة المصريين الذين اختفوا في ظروف غامضة وان اصابع الاتهام تشير نحو العصابات الاسرائيلية والموساد . لقد بات العالم على شفا جرف هار من الهاوية بعدما وصل امثال ترامب الى رئاسة اكبر دولة هذا الرئيس المتحلل من الاخلاق والقيم ولعل سلوكه الشاذ امام الاعلام حتى مع زوجته يعكس مدى التفكك والانحلال داخل هذه الاسرة هذا العنصر الذي لم يقرأ كتاب في حياته ، وماكرون والسيسي ومحمد بن سلمان وهذه الطبقة المتدنية التي ستقود العالم الى ازمات وحروب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب