17 نوفمبر، 2024 9:50 م
Search
Close this search box.

سياسة اللزمة

حينما أمسكت قلمي لأكتب عن اللزمة فكرت في أن أكتب عنوان المقال ثقافة اللزمة ولكني رأيت أن هذه الثقافة تحولت الى ظاهرة يعمل بها كل مواطن عراقي سواء كان مثقف أو سياسي أوفي أعلى منصب .
اللزمة لاأعرف من أطلق عليها هذا الأسم ولاأعرف من هو مكتشفها ولاأعرف هل تدخل هذه الكلمة في القاموس الثقافي أم القاموس الأجتماعي أم القاموس السياسي , هذه الكلمة لايعرف تعريفها ألا من يتعامل بها ويعتبرها أسلوبا مهما في بناء شخصيته , ولكن اليوم بعد تفاقم هذه الظاهرة أصبح لدينا تعريف يجمع عليه كل من لايتعامل بها وكل من يدينها فتعرف على أنها ظاهرة أجتماعية تهدد حاضر ومستقبل العراق وهي ظاهرة المراد منها أنتهاك حقوق وكرامة الأنسان العراقي فهي تعتبر بمثابة زلزال أجتماعي يفتت الشخصية العراقية ويحولها من شخصية تحب السلام والحياة الأجتماعية الى شخصية كاهرة للحياة وكارهة لكل ماهو أجتماعي
فأذكر على سبيل المثال غيض من فيض من الممارسين لهذه الكلمة ” حدثني ممارس لهذه الظاهرة عن صديقه فقال لي بأن صديقي هذا لايستطيع التكلم عني بكلمة واحدة فسألته لماذا لايستطيع ؟ أجاب الممارس للكلمة لأني لازم عليه لزمة !
وهنالك من الشواهد اليومية كثيرة جدا لايمكن حصرها في مقال واحد وبعد هذه الممارسات التي ذكرنا جزء قليل منها أصبح لدينا مفهوم واضح عن اللزمة ويمكن أن أعرفها بتعريف آخر أضافة لما ذكرته من تعاريف فهي في أبسط مفهوم لها تعرف على أنها سلوك يتبعه شخص ما من أجل أسكات الشخص الآخر الذي يخالفه في الرأي أو يختلف معه في مصلحة ما
ويبدو لي وفق هذه التعاريف أن السيد نوري المالكي من الممارسين الجيدين لأسلوب اللزمة فهو بحسب موقعه أستطاع أن يلزم على خصومه الكثير من اللزمات ولازال يملك الكثير من اللزمات على خصومه وهو يقوم بأخفاء لزماته على الشعب العراقي ويبرز هذه اللزمات متى ماتعرض للخطر ومتى ما أراد أن يجتث خصم من خصومه
ومانشهده اليوم من أزمة سياسية وأزمة دموية هو نتيجة لأحدى لزمات المالكي التي لزمها على طارق الهاشمي ولكن هذه المرة لن يستطيع المالكي أبراز هذه اللزمة في الوقت الصحيح والمناسب لأخراج اللزمة على الهاشمي وأنا أعتقد بأن المالكي أصبح في وضع لايحسد عليه بسبب هذه اللزمة التي أثبتت فشلها لأول مرة مع المالكي , فمؤتمر المالكي الأخير كان بمثابة مؤتمر وليد المعلم والذي تفوح منه رائحة الكذب ورائحة النفاق والتخبط والجهل السياسي والأمني الذي يفترض أن لا يتحلى به رئيس وزراء وقائد عام للقوات المسلحة
فكيف يريد المالكي أن نقف معه وهو يقول لأأحد يستطيع من خصومي أن يسحب الثقة عني حتى بعد ست سنوات قادمة فماذا يعني هذا فهويعني بأن المالكي لازم لزمات على خصومه ويريد أستثمارها للبقاء في السلطة بطريقة دكتاتورية وكيف يريد منا المالكي أن نقف معه وهو يقول بأني أملك لزمة على الهاشمي منذ سنين ولكني لاأريد أن أثير أزمة في ذلك الوقت ! فلماذا تثيرها الآن يادولة الرئيس !
وعودة الى مفهوم اللزمة فهذا المفهوم أول من أدخله في السياسة هو البعثي حافظ الأسد كما روى السياسي العراقي فائق الشيخ على فيقول الأستاذ فائق أن حافظ الأسد كان يمسك ملفات كثيرة وكان يفتح لكل مسؤول سوري ملف يحركه متى ما رأى أن هذا المسؤول بدأ يخالف البعث وحافظ الأسد ويبدو أن السيد المالكي أستفاد من خبرة البعثي حافظ الأسد لأن السيد المالكي كان يعيش في سوريا وربما سمع بهذه الألاعيب السياسية الغير شريفة وبدأ يطبقها في العراق بعدما سنحت له الفرصة لحكم العراق
أن كمواطن عراقي لايمكن أن أقف مع المالكي وأنا أرى هذه الدماء تسيل في شوارع بغداد بسبب لزمة المالكي التي لزمها على طارق الهاشمي ولا يمكن أن أقف مع المالكي وهو يطبق أجندات طائفية ولايمكن أن أقف مع المالكي وهو يريد أن يجعلي أن أنظر للعراق بعين شيعية فقط ولايمكن لي أن أقف مع المالكي وهو يسير بالعراق نحو دكتاتورية جديدة تحت أسم الحاكم الشيعي في العراق أو اليد الضاربة للسنة في العراق
لأني مواطن عراقي ذقت مرارة الطائفية وذقت مرارة الدكتاتورية وذقت مرارة أزمة العدالة فلايمكن لي أن أقبل بدكتاتورية جديدة ولايمكن أن أقبل بممارسات غير عادلة .
[email protected]

أحدث المقالات