22 ديسمبر، 2024 4:45 م

سياسة الفيل الطائر

سياسة الفيل الطائر

تعود الشعب العراقي طوال العقود المنصرمة على اشكال واساليب مختلفة من الأكاذيب التي كانت تسود في ضل النظام السابق ، وكان المطلوب من الجميع تصديقها والايمان بها وترديدها بل وتعليمها الى الأبناء الصغار ، كي تتحول الى حقيقة وواقع ( وهمي ) . وكانت هذه الأكاذيب جزء من سياسة النظام السابق ، تعامل بها مع الشعب العراقي ، وكذلك مع دول العالم الأخرى . ومن اشهر اكاذيبه على سبيل المثال لاالحصر ،هي اكذوبة وجود عملية انقلابية في سنة 1979 والتي تم فيها تصفية عدد كبير من رفاق ( البعث ) ، كذلك غزوه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في 21 /9/1980 وادعائه ان الحرب سبقت هذا التاريخ ، وان الأخيرة هي التي ابتدأت الحرب على العراق ،ولم ينسى هذا النظام ان يختم تاريخه الأسود بالكذب على لسان غوبلز العراق( محمد سعيد الصحاف ) . الذي اصبح مضربا للأمثال في الكذب ، وفاقت شهرته كل التوقعات ، بسبب تصريحاته الشهيرة قبل سقوط النظام السابق بساعات قليلة على يد القوات الامريكية وحلفاءها . في هذه الأجواء كانت هذه أكاذيب غير خافية على الشعب العراقي ، الذي اخذ يطلق عليها تسمية ( الفيل الطائر ) دلالة على استحالة تصديق هذه الأكاذيب . بل انهم صنفوا اشكال واحجام ( الفيلة ) وارتفاع طيرانها ، بحسب حجم الاكذوبة .
قد تكون هذه مقدمة طويلة نسبيا ، ولكنها ضرورية لفهم مايجري على الساحة العراقية ، التي تعاني من مشاكل ومصاعب ومصائب بسبب وجود رجال تسلموا مناصب قيادية عليا في الدولة العراقية ،وهم من صناع القرار ، ولكنهم مع الأسف الشديد لم يستطيعوا ترك سياسة( الفيل الطائر ) مما اوقعنا في إشكاليات لها اول وليس لها اخر. بل ان هؤلاء سخروا إمكانيات الدولة واموالها التي سرقوها جهارا نهارا ، وبصورة قانونية وغير قانونية ، لكي ينشروا ( افيالهم الطائرة ) عبر وسائل الاعلام المختلفة ، المحلية منها والعالمية . وهذه الأكاذيب ليست حكرا على طائفة دون أخرى ، ولا حزب دون اخر ، بل ان الاغلب الاعم يمارس هذا الأسلوب للتغطية على سوء سريرته او سرقاته او عمالته او فشله .
ولكن يبقى هنالك اختلاف في حجم ( الفيل ) ومستوى طيرانه فوق سطح الأرض ، حيث قد يتسبب الارتفاع العالي والكبير في طيرانه بكارثة كبرى ، تحل وتصيب صاحبها وأهله وعشيرته وبني جلدته قبل أي احد اخر ، كما حصل في اكذوبة تهميش اهل ( السنة ) والتي أطلقها ومازال يطلقها كبار قادتهم من الذين يجلسون في ( السوداء ) واتبعوها ب ( فيل ) أكبر اسمه اعتقال ( الحرائر ) مما جعل” المهمشين يصدقون هذه الاكاذيب ، ولتبدأ لعبة قذرة ، كان أولها في ساحات الذل والعمالة ( الاعتصام ) ، تحت شعار ( قادمون يابغداد ) ولتنتهي على جسر ( بزيبز ) ، تحت شعار ( نازحون يابغداد ) . يوم أمس شاهدت مقطع فيديو عرضه السيد ( وجيه عباس ) في برنامجه الرائع من على قناة ( العهد ) الفضائية ، كان المقطع يظهر أحد أعضاء البرلمان السابق ( طه اللهيبي ) وهو يجزم ان الرئيس الأمريكي ( أوباما ) هو رجل شيعي المذهب ، ولهذا السبب فانه يتعاطف مع الشيعة . طبعا هذا ( الفيل ) كان قد اطلق من قبل على لسان ( الثور ) السوري الجنسية المدعو ( محي الدين اللاذقاني ) لكنه كان سيبقى على مستوى طيران منخفض ، لولا هذا ( الثور ) الثاني ( اللهيبي ) الذي ارتفع به الى مستويات قياسية ، قدؤتجعل من ( الصحاف ) تلميذا صغيرا عنده في مدرسة ( الافيال الطائرة )

[email protected]