23 ديسمبر، 2024 3:05 م

سياسة الغراب !!

سياسة الغراب !!

لا اعرف سر تشاؤم العراقيين والعرب من الغراب هذا الحيوان الطائر ذو اللون الأسود ، فقد شاهدنا أجدادنا يلعنون الغراب عندما ينعق ويسبونه ويتعوذون الشيطان ويطلبون من الله اللطف في الأمور القادمة كونه يشكل نذير نحس وتشاؤم ، بل إن بعض الناس لا يذهب إلى عمله إذا ما صادفه غراب ينعق لأنه مقتنع بان ما يذهب لأجله سوف لا يتحقق  .
وقد روى لي احد الأصدقاء طرفة مفادها إن احد أصدقائه اجل زفافه لأنه نهض من الفراش صباحا وشاهد الغراب وهو ينعق فأقسم بأغلظ الإيمان أن لا يتم زفافه في هذا اليوم لأنه يوم شؤم حسب قوله .
في حين نرى في هولندا يرفعون قبعاتهم تحية للغراب عندما يرونه لأنهم يسمونه )الطائر الوطني ( وذلك لرواية تاريخية تقول إن احد قلاع الإمبراطورية الهولندية كانت تتعرض لغزو ليلي وكان حراس القلعة نيام من شدة التعب وكان الغراب واقفا في أعلى القلعة وما أن رأى حركة غير طبيعية حتى اخذ ينعق بشدة الأمر الذي أزعج الحراس وجعلهم يستفيقون وشعروا بوجود شيئا ما أزعج الغراب وهنا اكتشفوا إن القلعة تتعرض للغزو فقاموا بالتصدي للقوة الغازية واستطاعوا دحرها وهذا كله بفضل الغراب ، ومنذ ذلك اليوم والهولنديون يرفعون قبعاتهم احتراما وتقديرا لهذا الغراب .
ولكن يبدو إن التاريخ لا يمكن تغييره فإذا كان الغراب العراقي مصدر شؤم وهو عبارة عن طير اسود ونذير نحس  نجد إننا اليوم نتعرض إلى أسراب من الغربان السوداء والصفراء والحمراء وكلها مصادر شؤم وبؤس للشعب العراقي .
فهذه الغربان تنعق ليل نهار للدفاع عن الباطل بكل مكوناته من إرهاب وقتل وسرقة وتعدي للحرمات وتجاوز للقانون وإثارة للفتنة الطائفية ،فما أن يحدث خلل هنا أو هناك أو خرق هنا أو هناك حتى تخرج هذه الغربان من أوكارها محلقة على مستوى منخفض لكي لا تكتشفها الاواكس السعودية والقطرية والتركية وتبدأ بالنعيق  لا لتوقظ الجيش والأجهزة الأمنية بل لتدافع عن الإرهاب وتحميه وتعطيه الإشارات بالهروب قبل أن تلقي القوات الأمنية القبض عليه .
لقد أصبحت الغربان السياسية لدينا مشكلة كبيرة كونها بدأت تشكل أسرابا وهذه الأسراب أخذت تنعق قي وقت واحد وتوقظ كل الإرهابيين وتساعدهم على القيام بإعمالهم الإرهابية خاصة وان غرباننا بدأت تملك وسائل إعلامية كثيرة تستطيع من خلالها إيصال أصواتها النشاز لتثير المشاكل في البلد .
ومما يؤسف له حقا إن هذه الغربان تأكل من ألذ ما موجود في البلد وتشرب من ماء النهرين وتسكن في اكبر وأحلى قصور الوطن، ولكن الغراب يبقى غرابا ، فهي ترمي قاذوراتها الخارجة من بطونها الجوفاء فوق رؤوس أبناء الشعب .
لقد ابتلى العراقيون سابقا بشؤم الغراب أما اليوم فهم مبتلون بنعيقه وقاذوراته ولكن لا اعتقد إن الصبر سيطول هذه المرة وستكون الضربة الموجهة لهذه الغربان السوداء المناصرة لدعاة الإرهاب والطائفية والانفصال ضربة ساحقة ومميتة لا يبقي بعدها أي غراب ينعق .
إننا لسنا من مخربي البيئة ولا من أعداء الطبيعة ولا نمانع من بقاء الغربان السوداء في بلدنا شريطة أن تكون غربانا هولندية.