23 ديسمبر، 2024 1:14 ص

سياسة الصنمية والجاهلية المعاصرة وتبلورت اللات والعزى ومنات الأخرى إلى بشر؟

سياسة الصنمية والجاهلية المعاصرة وتبلورت اللات والعزى ومنات الأخرى إلى بشر؟

عبادة الاصنام في العراق.. كلمن يقول صنمي تاج راسك…وصنمي هو حمى عرضك وشرفك…من عادة الناس للاصنام تعبدها…من خسة الناس لا من رفعة الصنم,اقسم بالله لو هسة يجي صوت من السماء من رب العالمين ويكللهم كافي تعبدون الأصنام الدينية والسياسية محد راح يقتنع لأن بلدنا مع الأسف بي 90% من الشعب ما بين من يعبد صنم ديني وما بين من يعبد صنم سياسي لكن قليل بينا اللي يحب وطنه ويعرف الله

خلال الجاهلية الأولى كان الصنم الذي يكرّس المتعبد حياتَه له من حجارة أو خشب أو حديد، لكن صنم هذا الزمان تطوَّر بشكل لافت للنظر، وتعلم كيف يجعل نفسه مغرياً وشهياً، فهناك صنم يخفي نفسه تحت أسماء ماركات عالمية يسيل لها لعاب الصبايا، أو تصميمات لفساتين جذابة، تُفقد النساء عقولهن، فيجعلن هدفهن في الحياة ارتداء آخر تصميمات فلان، أو أغلى منتجات علان، أصبح عالم الماكياج صنماً كبيراً ضخماً يضم مريدين ذكوراً وإناثاً، بأعداد هائلة قد تفوق عدد مَن تعبَّدوا لهبل ومناة، هوسٌ وجنونٌ وحياة جعلت من مساحيق التبرج معبوداً كبيراً.

ولَّى زمن الجاهلية، لكن الجاهلية عادت إلينا من أوسع أبوابنا التي فتحناها لها بكل فرح، لكلٍّ منا صنمه الذي ولَّى وجهه نحوه، ولكلٍّ منا هُبله الذي انزوى في محرابه يتضرع له، جاهلية هذا العصر جاهلية من نوع آخر، تتغلف بغلاف العصرنة والرقي والتحضر والانفتاح والسمو، جاهليتنا تتميز بقوتها في تطويع اللغة لصالحها، فتختار من المسميات ما يجعلها تبدو للمضحوك عليهم تطوراً ورفعة.

مِن بين أصنام العصر الحديث، المشايخ والدعاة، فبعد أن تركوا واجبهم في دلِّ الناس على الإله، جعلوا وظائفهم دلّ الناس عليهم وعلى سلاطة ألسنتهم، وقوتهم في قهر خصومهم، تجد كلَّ من درس حرفين في جامع المدينة وأرخى ذقنه وحفّ شاربه ورفع ثوبه والتفّ حوله عدد لا بأس به من المريدين، قد تحوّل لصنم معبود، لا يقبل نقداً ولا تعقيباً ولا تصحيحاً، يغتر بمجموعة ممن لعب الجهل بأدمغتهم فيجندهم للدفاع عنه وتزكيته، وجعله فوق البشر، وربما فوق الملائكة، يخوضون حروباً دامية لأجل خزعبلاته، يقودون حملات شرسة للانتقام من كل من يجرؤ على نقاشه وتصويب رأيه، يجعلون منه صنماً كبيراً، ويصدق هو نفسه، فتجده يدَّعي كرامات وعادات خارقة يذكرها على استحياء كاذب؛ ليظهر بمظهر الشيخ المستحي من خوارقه، وقد يبكي ويتباكى معه مَن في المسجد، وهو يزفهم مشاهدةً رأى فيها النبي يبشره ومن تبعه بالجنة.

لكل زمن حماقاته، لكن حماقات زماننا متميزة، تميزها ثقة أصحابها، وتخاذل العقلاء في التصدي لها وتصحيحها، حماقاتنا شجّعها غزو عالم الإنترنت لعقولنا وتعشيشه داخل قلوبنا، فترك الناس حياتهم العادية وبنوا لهم أصناماً وهميين على جدران وهمية، تتقاتل “الفتشياتش” فيما بينهن حول أفضل حساب على “الإنستغرام”، يتجيّشن للدفاع عن فلانة وتتسلح أخريات بالهجوم على علانة، تقوم الحرب سباً وقذفاً وقصفا لإثبات أن الصنم الأول أفضل من الصنم الثاني، تنسى المسكينات مستقبلهن وسعادتهن وحياتهن وهن منغمسات في عيش حياة ليست لهن، وفي عبادة صنم خلقنه على موقع وهمي قد يختفي إذا ما قررت صاحبته الابتعاد.

كلنا مستعبدون إلا من تحرر، الحرية أولويتنا المطلقة، ولا يجدر بإنسان أن يضع حريته تحت رحمة أي صنم، سواء كان شيخاً أو مشهوراً من مشاهير العالم أو مساحيق وتصاميم ومنتجات عالمية. الحرية أشهى من كل هذا بكثير.

 

البشرية في كل مكان غالبا عبدت الاصنام بصورة او اخرى ومنهم من تطور فكريا وثقافيا وتخلى عن عبادة صنمه المفضل .. التوجهات للمجاميع البشرية من دينية او قومية او وطنية مثل التمسك برجل صفته الدينية ولا نريد نخوض بالاسماء حتى لا نتهم بما لا نرتضيه لآنفسنا على سبيل المثال احد قادة المسلمين او رموزهم الدينية فالسواد العام وحتى للأسف ممن يدعون الثقافة والمعرفة لا يختلف عن هؤلاء السواد في طريقة التمسك بهذا او ذاك وحتى ربما يترك صلب الدين ومنهاجه ويغتزله في ذلك الشخص الذي يذكر ويتردد على السنتهم اكثر من ذكر الله او صاحب الرسالة الاول وهذا ينطبق على دعاة القومية او الوطنية وكأنما كل المباديء القومية والفكر القومي او الوطني يحيا او يموت بحياة او موت ذلك القائد الذي مر من هنا … ورغم التطور العلمي والتكنلوجي في الارض فلازال هناك من يعبد الاصنام الحجرية او الكواكب مثل الشمس والقمر او البقرة او النار وحتى الفرج وحدثنا التاريخ عن فرعون وفي تاريحنا الحديث من جعل الهه ستالين او ماوتسي تونج وكيم ايل وهتلر وموسيليني وجمال عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الاسد او ال البارزاني والطلباني والخميني وخامنئي حتى وصلت الى ولي العصر ومنهم من يؤمن بالغيبيات ويتصور ان هناك شخص يبعث من القبور ويعطل كل الاسلحة التكنلوجية ومتفرعاتها الكيمياوية والفيزياوية والبايولوجية ويسيطر على العالم كله وينشرالعدل والمساوات في الوقت الذي يمارس اكثرهم ابشع واحط السلوكيات في القتل والسرقة والزنا وما لا ترتضيه حتى المجتمعات التي جعلت مسألة الدين والعبادة قضية خاصة والعلاقات الانسانية فوق كل قضية

كل هذا جرى ويجري في مجتمعاتنا دون مراجعة او تمحيص لهؤلاء المندفعين خلف هذا وذاك وما هي خلفية هذا الشخص من يكون نسبه العائلي نشأته علمه ثقافته عقيدته اعماله وجهاده وما تعرض له من ظلم او تعسف او مطاردة وسجن وتعذيب الى اخره

العصر الحديث اكثر الباحثين هم عن السلطة والجاه والمال ولا يغادر احدهم موقعه حتى ولو  99.9% من جسده في القبرلقد كان لنا اسوة حسنة في حزب الدعوة وقادته الافاضل بما تميزوا به عمن كل من سبقهم في حكم العراق فقد سرقوا وبذروا خلال فترة تسلطهم 15 عاما على اموال لم يحصل عليها العراق من تاريخ عشرينات القرن الماضي ولغاية الغزو الامريكي مضروبا في 100 مرة علما ان العهود السابقة  كلها لها بصمة في التطوير والبناء وتقدم البلاد الا هؤلاء الذين نفذوا المشروع الامريكي والغربي والايراني والخليجي في تدمير العراق وارجاعه 200 سنة الى الوراء كما بشرت به الامبريالية الامريكية وتوابعها من الخونة والمارقين ..

 

لا زال بعض الإسلاميين يعتقد أن هناك فئة دينية أحق بخلافة الأرض من غيرها، وأنهم أقرب إلى الله عز وجل من جميع البشر، وأنهم مأمورون بالقتال وسفك الدماء حتى يتحقق النصر لهم على الكفرة والملاحدة وأهل البدع، مما يعني أن الدماء ستظل تسيل في الشوارع كلما حان وقت التغيير، والتغيير سنة كونية، وتأتي خلال فترات متفاوتة من الزمن، قد تطول، وقد تقصر، ولهذا أعاد الغرب للديموقراطية دورها الإداري، لتنظيم مراحل التغيير، بينما لا زال بعض المسلمين يعتقدون أن بريق السيوف ولهيب التفجيرات خير من صناديق الاقتراع عندما تقترب ساعة الصفر.

الموقف التفكيري للديموقراطية معاصر، وقال به بعض علماء الدين خلال العقدين الماضيين، بل أن بعض الأحياء منهم لا زال يخرج في القنوات المرئية ويردد المقولة الداعشية، أن « الديمقراطية نظام أرضي، يعني حكم الشعب للشعب، وهو بذلك مخالف للإسلام، فالحكم لله العلي الكبير، وأن النظم الديمقراطية أحد صور الشرك الحديثة، في الطاعة، والانقياد، أو في التشريع، حيث تُلغى سيادة الخالق سبحانه وتعالى، وحقه في التشريع المطلق، وتجعلها من حقوق المخلوقين

 

تعاظمت افة تأليه الناس على الأرض, نعم كانت هذه الأفة موجودة منذ ان اوجد الله الأرض و من عليها فقد كان كهنة الأصنام و الأوثان يطلبون من عبدة الأصنام و الأوثان ان يقدموا قربان للألهة حتى تقوم الألهة بتلبية طلبهم و من البديهي ان الاصنام و الأوثان ليس لها من القربان من شيء فالمستفيد هم الكهنة الذين يطلبون القربان لأنفسهم لآنه لو طلب الكاهن القربان لنفسه لما اجاب طلبه احد فوجد هؤلاء المحتالين في الأصنام ضالتهم فاوجوا الأصنام ليعبدها الناس و يتقربون اليها و يجاهدوا من اجلها و يموتون في سبيلها و يعظموها و يقدموا لها القرابين و تجد الكهنة يتصدرون الحديث باسم الصنم و يدعوا الناس الى عبادته و التقرب اليه و التضحية من اجله حتى اذا طلب الكهنة من عبدة الأصنام باسم الصنم اي مبالغ و اي قرابين قاموا بتقديمها و هم فرحين و تزداد فرحتهم عندما يعلمهم الكاهن الدجال ان الصنم قد قبل عطاياهم, قبل الحرب العالمية الثانية .. وفي خطاب لهتلر قال أنه سيصنع للالمان إلها يعبدونه في الارض بدل من الله, إنه الوطن الالماني في سبيله يموتون ومن أجل عزته ورفعته يضحون. بحيث اصبح الوطن وثن معبود كالـــصنم. لا ينطق و لا يتحدث و لا يعبر انما من يتحدث باسم الوطن هم السياسيون الذين يمثلون دور الكهنة في عصر الجاهلية و عبدة الأوثان و الأصنام, بحيث اصبح دور الشعوب(عبدة الأوطان) عندما يطلب منهم التضحية من اجل الوطن فانما السياسيين يطلبون منهم التضحية من اجل ابقائهم في مراكزهم و مناصبهم ومن أجل بقاء سلطانهم أسيادا على بسطاء الناس كما كان يفعل الكهنة مع تغيير بسيط في المسميات والناس العابدة للوطن فرحة بتضحياتها معتقدة ان الوطن فرح بما يقدموه و لم يخطر في خلدهم ان تضحياتهم تذهب في سبيل ابقاء الفاسدين و اللصوص على عروش السلطة.

يموت الناس و يضحوا و يقدموا ارواحهم قرابين من اجل الوطن فيلقبوا و يطلق عليهم كهنة الأوطان لقب (شهيد الوطن)، بينما السلاطين و كهنة العروش لايموتون و لا يضحون و لا يعانون في سبيل الوطن ولا يجعلون ابناءهم يموتون في سبيل الوطن لانهم ابناء الهة الأوطان و لانهم هم الوطن فالوطن مرتبط بوجودهم على عروشهم و كتب على عبدة الأوطان ان يقدموا ارواحهم قرابين من اجل هؤلاء.

نسمع دائما كلمات رنانة متداولة في معابد السلاطين ذات ابعاد مادية و معنوية كان نسمع خزانة الدولة, ممتلكات الدولة, أراضي الدولة, ھیبة الدولة, رئیس الدولة. بحيث یموت جميع المتعبدين و المتقربين من ابناء الدولة كي لا تسقط عرش الدولة و لا تسقط الدولة و لا تسقط هيبة الدولة و لا يسقط عمال معابد الدولة و كهنتها فكل ما هو مرتبط بالدولة خط احمر لا يمكن لأحد ان يتجاوزه.

هل من احد تجرأ و قام بسؤال نفسه او طرح السؤال على احد ما هي الدولة و ما هو هذا المسمى الأعتباري و الذي تقدسونه و تنسبون اليه كل شيء في مجاعتنا في وبائنا في حروبنا في سلمنا في علمنا في ثقافاتنا في فكرنا , ما هو هذا المسمى المباح له ان يسلبنا كل شيء ديننا, ارواحنا, كرامتنا و لقمة عيشنا, عائلاتنا و مجتمعاتنا. ما هو ھذا الوثن المقدس الذي يطلق عليه الوطن و الذي تطلبون من الناس أن تجوع لیشبع ھو و ليضحوا ليعيش هو و ان يقدموا القرابين ليرضى هو, و لنتقشف لینعم هو, و ان نهان لتبقى له هيبته و كرامته .

الوطن او الدولة “وثن وھمي” و كذبة كبيرة اوجدها كهنة الأوطان و سياسيها ليستعبدوا الشعوب و يضحكوا عليهم و يستغلوهم لمصالحهم و اهوائهم الشخصية بحيث الوطن في الحقيقة ما هو الا سلطة الكهنة من السلاطين و عبدة العروش و مراكز قوتهم . لذلك نجد هؤلاء الكهنة الدجالين يصعدون على اعلى المنابر و يجتمعون بابناء المعابد و عبدتها من اجل يقدموا لهم عبارات الدجل و الخداع و النفاق و يقولوا للمتعبدين الذين يرجون رضى الوطن أن كل ما یفعلونه لیس لأنفسھم واسرهم، بل من أجل الدولة ومصلحة الأله الوطن .

فها هم سدنة المعابد و كهنتها یأخذون الأموال ویسرقون حقوق الناس ثم یدعون أنھم أخذوھا لأجل أن یوفروا أموالا للأله الذي يعبدوه و يضحوا من اجله و هو الدولة ولمصلحة الوطن، يقوم هؤلاء الكهنة و اسياد العروش و صبيتهم باهانة الشعوب شر إھانة ویستحلون دمك ثم یدعون أنھم یفعلون ذلك قربانا” للوطن و للدولة و حفاظا على ھیبة الدولة ومصلحة الوطن و هم عملهم فقط ان يضحوا بك و برزقك ام ماذا قدموا هم لا شيء سوى الدجل و الكذب و النفاق. فتجدهم یستغلون الجنود و امن الوطن في حفظ كراسیھم وسلطانھم ویزجون بھم في مواطن الموت ثم یدعون أنھم یحمون الدولة والوطن و هم من يحمون عروشهم و كراسيهم و عائلاتهم لانهم اوهمونا اذا ما هم سقطوا سقطت الاوطان و تدمرت المعابد و لن يبقى شيء نعبده و نتقرب اليه من بعدهم فلذك عليهم ان يحيوا لتحيا الأوطان و تبقى الناس , فلو قالو للشعوب (نحن نقتلكم ونھینكم ونسلب اموالكم لأجل سلطتنا) لما تقبلھا أحد و لكن اذا ما قدموها لنا بالدجل و النفاق و الكذب فسوف يتقبلها الناس و حتى يضيفوا نوع من التأليه و التعظيم و التقديس للوثن الذي يسمى الوطن سموه الوطن المقدس،

فها نحن في عصرنا الحالي عدنا الى الجاهلية العظمة جاهلية عبادة الأوطان و كهنة العروش من دون الله فنحن لم نختلف في شيء عن ما كان يعبدوه اجدادنا في الجاهلية قبل الرسالات السماوية و لكن اختلف الثنم الذي نعبده و اختلفت مسميات الكهنة بحيث اثبح الكهنة اليوم رؤساء و حكام و سلاطين و ملوك و اختلف المعبد بحيث اصبح المعبد عن قصور و قلاع و لكن ما يتفق عليه الجميع ان ريع المعابد يذفب الى الكهنة و الشعوب ما زالت ساذجة تخاف من غضب الألهة و كهنتها .

ان هذا ان دل انما يدل اننا و صلنا و بعد 2000 عام من رسالة سيدنا عيسى و 1400 عام من رسالة سيدنا محمد قد و صلنا الى عصر الأنحطاط الثقافي و الفكري و الديني و تزايدت هذه الأفة خلال القرن الماضي مع تزايد الأشخاص المعصومين و ارتقاء الخطوط الحمر بحيث اصبح يمكنك ان تمس الألهة و لكن اياك ان تمس الكهنة فالكهنة معصومين عن الأتيان باي شيء خطا و معصومين عن السرقة و الفساد و الخيان و الأستغلالو اصبحوا هم الكهنة اصحاب الفكر النير و العطايا و المكرمات و الهبات التي يقدموها للرعية باسم الألهة الوطن و اذا ما غطبت الألهة على احد قام كهنتها بزجه في غياهب السجون و نزلت عليه نقمة الألهة و ها هو قد اصبح تقديس الكهنة و سدنة العروش و ابنائهم و عائلاتهم واجب ديني و مقدس كقدسية الألهة بحيث اصبح الكهنة مصنعًا لإنتاج وتوزيع الجهل والتخلّف وتعطيل مسيرة الحياة الطبيعية،

و اذا ما استيثظنا على الحقيقة المرة نجد ان الله لم يبتلي شعوبا” و اقوام على هذه الأرض متخلفة و جاهلة اعظم من جاهلية قريش على وجه هذه الأرض تقوم على تأليه قادتها و ساستها كما قامت شعوبنا بتاليه سلاطينها و حكامها بحيث اصبح مباح ان تكفر بالذات الألهية و اياك ان تكفر بحاكم او سلطان واو تنعته باي شيء معيب لآنه معصوم كما عصم الله الأنبياء،

فتجدنا ما أن سطع شمس شخص في المجتمع في مجال الفكر أو السياسة او الدين بغض النظر عن خلفياته و انتماءاته و سلوكه حتى يتم وضع هالة من القدسية حوله، تجعل نقده بقول أو فعل من موبقات الإثم التي قد تدفع بمناصريه و صبيته إلى خوض حرب ضروس نصرة” للمعبد و لعرش الألهة و ذلك من خلال اعتقال من يقترب من هذا الأله المتوج على الأرض و تلفيق التهم.

اما حان لنا ان نستيقظ ام نحن بانتظار عودة المسيح لأن ينشلنا من مستنقع كهنة المعابد و سلاطينها و دجاليها و منافقيها. هل لنا ان نعود الى عبادة الله قبل الأوطان و ارباب العروش و سلاطينها. هل لنا ان ندافع و نقول كلمة الحق بالأوطان و بالله و ليس بالكهنة الذين توجوا انفسهم كهنة و هم افسد خلق الأرض خلقا” و اخلاقا” و هم من قاموا بانشاء مدارس مسيلمة الكذاب ليعلموه الكذب و النفاق و الخداع ليعود الى الأرض.

يجب علينا استعادة حريتنا التي خلقنا عليها فقد خلقنا الله احرارا” علينا ان نصمم على وقف خدمة كهنة المعابد حتى نجد انفسنا احرارا” علينا ان نكف عن مساعدته او دعمه او تبجيله او الهتاف له و سوف ترونه ينهار كتمثال ضخم أزيحت قاعدته فهوى وتحطم فالله في محكم كتابه قال في كهنة المعابد “كلا لا تطعه” ثم أمر بالسجود والاقتراب منه بدلا من العنف.

فالبشر يولدون أحرارا وتولد معهم غريزة الدفاع عن حريتهم، هل الحيوانات اصبحت ارقى منا نحن البشر بدفاعها عن حريتها و هي من تقاوم عندما تقع في الأسر بمخالبها ومناقرها وقرونها ويدفع بعضها للموت كمدا لفقدها حريتها ماذا نحن فاعلون لآستعادة حريتنا و لنبذ العبودية لكهنة المعابد.

إن البشر يعشقون الحرية ولا يستسلمون للعبودية إلا في حالتين: إما أن يكونوا مكرهين بالقوة أو مخدوعين كما يفعل الكثير من الكهنة الطغاة في العصر الحالي حين يروجون بأنهم صمام الأمان والاستقرار للمعابد وأن ذهابهم يعني غضب الألهة أن تنزلق المعابد في أتون الفوضى ويتفشى العنف والجوع والتشرد حتى يرضى الناس بهم كهنة رغم علمهم بنفاقهم و بكذبهم و خياناتهم و فسادهم وظلمهم.

أن الطغيان و الأنتصار لغير الله و الأنسانية هو “أبغض شيء” عند الله و”أن الله قد أعد لكل طاغي فاسد خائن متعدي و مغتصب لحقوق الناس وشركائهم عقابا خاصا في الدار الآخرة فمن لم نشهد نهايته في الدنيا سنشهد عقابه في الأخرة.

 

عبد البشر الكثير من الأشياء، كالشّمس والقمر والنّجوم والنّباتات والنّار والأنهار والحيوانات …..إلخ، حتّى أنّ بعضهم عبد أشياء يترفّع الباحثون عن ذكرها، ووصلت الأمور إلى أن يصنع البشر أصناماً يعبدونها، وقد يأكلونها أيضاً، كتلك التي صنعت من التّمر، وصنع الإنسان تماثيل ورموز عبدها وتقرّب إليها وطلب منها أن تحميه وترزقه وتقضي له حوائجه، ولذلك كانت مهمّة الانبياء والرّسل شاقّة ومتعبة مع من يعبدون تلك الأشياء، وخاض الرّسول والمسلمون جولات كثيرة مع عبدة الأصنام حتّى يحرّروهم من عبادة ما صنعوه بأيديهم.

قامت الأديان لتحارب “الوثنية العقائديّة” وحقّقت إنجازات كبيرة، ويرى بعض الباحثين أنّ بعض الفرق الدّينيّة انحرفت وتأثّرت ب”الوثنية العقائديّة” وشوهت جوهر الاعتقاد عندها بتوثين البشر وتقديسهم وادّعاء عصمتهم، ولكن لا يزال الكثير من البشر يعبدون الأصنام حتّى اليوم، أمّا البعض الآخر من البشر فقد توجّه لوثنيّة من نوع جديد، نستطيع تسميتها ب”الوثنيّة السّياسيّة” التي يخلطونها بالوثنيّة العقائديّة أحياناً أخرى، وعند محاولة تصنيف تلك الحالة بالمقارنة مع التاريخ الدّيني والسّياسي القديم، فمن الممكن اكتشاف الكثير من الحالات المتشابهة بين الماضي والحاضر، وتعتبر “الوثنيّة الفرعونيّة” من أقرب الحالات الّتي تشبه ما يطلق عليه ” الوثنيّة السياسيّة“.

فقد رأى بعض البشر أنّ الكثير من النّاس يعبدون الأصنام والظّواهر الطّبيعيّة، ولذلك بدأوا بالتّسلّط على العامّة والرّعاع إمّا من خلال تعبيدهم لتلك الأشياء، وبالتّالي يستمدّون شرعية حكمهم وتسلّطهم على رقابهم من خلال ذلك التّعبيد، فيما رأى آخرون – كالفراعنة- أن يعبّدوا البشر لذاتهم بدلاً من تعبيدهم لأشياء أخرى، وكان لهؤلاء جنّتهم ونارهم، ومنحهم ومنعهم، واعتقدوا أنّ من يعبد صنماً لا يتكلّم ولا يتحرّك سيعبد صنماً يتكلّم ويعطي ويقتل ويسجن ويعاقب ويكافىء، وهكذا كان.

الحكام المستبدّون في العصر الحديث حرصوا على صناعة الوثنيّة السّياسيّة ومأسستها، فقاموا بالعديد من الخطوات في سبيل ذلك، فقاموا بتأسيس أحزاب خاصّة بهم تقولب عقول النّاس لتقبّل كل ما يصدر عن الزّعيم الملهم الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا ينطق عن الهوى، هزائمه تقلب لانتصارات، وجبنه لشجاعة، وحتّى في علاقته مع مريديه والعامّة فهو يلقي وهم يستمعون، ولا سبيل للنّقاش مع الكلمات النّافذة للوثن البشري، فالأتباع ليس مطلوباً منهم التّفكير والنّقاش، بل المطلوب هو السّماع والتّنفيذ فقط. بل تقوم تلك الأحزاب والمؤسّسات بعملية صناعة الوثن عبر وسائل إعلام مهمّتها تضليل النّاس وحصر تفكيرهم في تقبّل وانتظار كل ما يصدر عن الوثن المتكلّم، ففي كوريا الشّمالية يوجد في كل بيت سمّاعة لإذاعة التّوجيهات الصّباحية للوثن المتكلم، وفي ليبيا كان لا كلام فيها فوق كلام القذافي وكتابه الأخضر، وفي غيرهما لا كلام بعد كلام الرّئيس والملك الّذي يدرك ما لا يدرك، ويعرف ما لا يعرف، أمّا في مصر فكان فيها الحكيم الفهيم ذو العقل الكبير الّذي يفقه ما لا يفقهه عامّة النّاس، فالمصريون كانوا محظوظين برئيس يقود وينصح العالم، بل يأتي الرّؤساء إلى شرم الشّيخ حتّى يوجّههم بإصبعه المشهور وحكمته البالغة وإحاطته الشّاملة، أمّا بقيّة الدّول الاستبداديّة، فإرادة ملوكها ورؤسائها أصحاب الجلاله والسّيادة والعطوفة والنّيافة نافذة بلا نقاش ولا امتعاض، فهم أولياء الأمور ومنهم من تقهر إرادته إرادة شعبه، فلا انتخابات ولا خيارات شعبية ممكن أن تكون نداً لتلك الإرادة الإلهيه التي يوصف بها المستبد الّذي لا يخطىء أبداً، تحوطه العصمة من بين يديه ومن خلفه، وإن أراد فلا يملك الشّعب إلا أن ينفّذ وإلا فالويل والعذاب، فالله سمح للبشر إمّا بالايمان أو الكفر به، ولكن الوثن البشري لا مكان عنده إلا للمؤمنين به.

ولتعزيز الوثنيّة السّياسيّة تقوم مؤسّسات الدّعاية بطباعة صور الوثن البشري وخلفها زرقة السّماء و بياض الغيوم، يوصف بالجبال الرّاسخة الشّامخة والنّسور والصّقور المحلّقة في عنان السّماء والأسود والفهود الكاسرة المفترسة، في إشارة واضحة على امتلاكه لوسائل القهر والحسم ضدّ خصومه. تصنع له الأصنام ،في ميل واضح نحو الوثنيّة البدائيّة، فصورة الوثن يجب أن تكون في كل بيت وفي كل مؤسّسة وكل سيارة وحتّى في ساعة اليد، وفي مكان العمل والمدرسة والجامعة والمناهج الدّراسيّة وفي الطّرقات، و في وسائل الإعلام أوّل ما يراه المواطن ويقرؤه ويسمعه هو صورة وتصريحات الوثن، وأينما ذهبت في الميادين العامة فأصنام الوثن موجودة، وتقوم آلة التّوثين المحيطة به بإكمال الصّورة عبر تلبية رغباته الوثنية وتضليل الرّعية المخدوعة والمقهورة بصناعة صورة كاذبة عن استماتة الشّعب في حبّ الوثن البشري، وتحشد له الآلاف المؤلّفة من الجماهير من دور الرّعاية الاجتماعيّة و المؤسّسات العسكرية والشّركات الخاصّة والعامّة والموظّفين الحكوميين والطّلاب والمدرّسين وعلماء السّلاطين، ويظهرون هؤلاء على أنّهم مسبّحين حامدين لهذا الوثن الّذي إن ذهب لضاع الوطن والمواطن، ويبالغ هؤلاء في النّفاق للوثن بأنّه حالة عابرة للحدود ليس لها مثيل على وجه الأرض، ولذلك نجد اتلوثن البشري يتبادل الأدوار مع رعاباه ومريديه ومنافقيه، وفي كل فترة يحاول ممارسة ” الحرد السّياسي” بالتّلويح بزهده في الحكم والسّياسة وتفكيره بالاستقالة، فتبدأ آلة التّوثين بالنّدب والنّواح وتخرج له ما تستطيع من موظّفين وطلّاب ومنافقين حتّى يبقى ويستمر حتّى يستمر الشّعب والوطن اللذان يخنزلان مع النّظام السّباسي وحياة ومستقبل الشّعب بشخص الوثن البشري واستمراره بالحكم.

في محيط كل وثن جلاوزة ومريدين ومنتفعين ومقاتلين، ويتمّ انتقاؤهم بعناية، فغالبيتهم يتمّ اختيارهم من الجهلة وقليلي التّعليم ومن الانتهازيين والبسطاء وأصحاب الأجندات والباحثين عن فرص الانتفاع والاغتناء، وقد تبيّن أنّ القذّافي – على سبيل المثال- يعتمد على جيش من اللقطاء، فضلاً عن لقطاء السّباسة، وهؤلاء على اختلافهم، يعتبرون من أسوأ النّاس، فهم ذراع الوثن الّذي يقتل ويحرق ويعذّب، وهم من يساهم في صناعة الوثن أملاً بمنفعة أو خوفاً من مصيبة، وهؤلاء وإن كان بعضهم متديّن ظاهريّاً أو متعلّم أو رجل سياسة محنّك فهذا لا يعني أنّه منزّه من فكرة الوثنيّة السّياسيّة وعبادة الأشخاص، فهؤلاء هم من يسوّقون لعبادة وتنفيذ إرادة الوثن البشري، بل بعضهم يحلّ السّجود لصور وتماثيل هؤلاء الأوثان، ويبررون تنفيذ إرادة الوثن السّياسي حتّى لو اختلفت مع إرادة الله، وحتّى لو أمر النّاس بتأليه الوثن السّياسي من دون الله، بل يعتبر بعضهم الخروج على الوثن خروجاً على الله، ولعلّه هنا يعتبر وثنه إلهه، وهنا قد يكون الوثن السّياسي بعمامة أو علمانيّاً أو طائفياً أو صاحب قضيّة سياسيّة أو خلاف ذلك.

كلب الشيخ شيخ…فالمحيطون بالوثن البشري يصابون بنفس مرض الوثن، ويصبح كل واحد منهم وثناً بشرياً صغيراً، فلا مكان لوثن غير الوثن الموجود، ومن كان طموحاً كانت المشنقة له بالمرصاد، ولذلك تجد وزراء الوثن أوثان، وجنوده وضبّاطه أوثان، وكل مدير لمؤسّسة تحت الوثن وثن، وكل فرد من هؤلاء في بيته وثن، وفي بعض الحالات الفريدة إن لم يجد أحد صغار الأوثان من يقدّسه يذهب في طريق النّظر في المرآة لتعظم ذاته أمامها، ويلجأ أحياناً هؤلاء للتّشبّه بالوثن في ملبسه ومشربه ومأكله وطريقة إلقاء خطاباته، حتّى ينتهي به المطاف فاقداً لعقله.

الدّول والمجتمعات والمؤسّسات التي تصاب بداء الوثنيّة السّياسية ينخرها الفساد وتسود فيها اللصوصية والسّلب والنّهب والسّقوط الأخلاقي والتّفكّك الاجتماعي، تنتشر فيها المافيات التابعة للوثن السّياسي ومن يحيطون به من أوثان صغار، فلكل واحد منهم عصابة تأتمر بأمره، وقد تتقاتل عصابات الأوثان الصّغار مع بعضها برضى الوثن الأكبر. هذه المجتمعات تصبح هشّة ضعيفة غير قادرة على الدّفاع عن نفسها في وجه التّهديدات الخارجيّة، ولا تستأسد إلا على البسطاء من النّاس وعلى المعارضين السّياسيين، بينما تتقبّل أن تلعب دور المقاول الأمني والسّياسي للعدو الخارجي، وكل هذا في سبيل السّماح لها بالبقاء.

الدّور المميت الّذي تلعبه مؤسّسة الوثنيّة السّياسيّة لا يمكن إلا أن يوصل الشّعوب للثّورة على واقعها البالغ السّوء، وفي هذه الحالة تخرج الوثنيّة السّياسيّة أقذر وأبشع ما عندها، فتقوم الشّعوب الثّائرة بتمزيق صور الوثن ورموزه وكتبه وتدمّر تماثيله وتسبّه من على المنابر، فأول خطوة في تحطيم هذه المؤسسة يتمثّل في إساءة الوجه علانيةً أمام العامّة، ففرعون أفحم أمام العامّة، والوثنيّة السّياسيّة عاجزة عن النّقاش والحوار الموضوعي، ولذلك فهي تلجأ للإتهام ب ” بالمؤامرة” الخارجيّة للثّائرين على الوثن، وأنّهم يريدون تضليل النّاس وحرفهم عن طاعة الوثن، عبر المكر به وبنظامه، فالثّائرون مرتزقة وإرهابيون ومتآمرون وعصابات تريد تضليل النّاس عن الطّاعة والولاية للقائد، و تلجأ المؤسسّة الوثنيّة بعدها للقمع والعنف والتّغييب القسري، مثل تغييب وسائل الاعلام التي لا تنتمي لمؤسسة صناعة الوثن، وتهاجم بشراسة كل النّاطقين بلسان الثورة بالسر والعلن، و تستخدم الأسلوب الفرعوني في التّعامل مع من ينضمون للثّورة أو يتعاطفون معها، بل تتفوق عليها، فهي تقتل وتنهب وتحرق وتخرّب الممتلكات، وتسجن وتجلد وتطارد الثّائرين، وتقطّع أيديهم وأرجلهم وتعاقب أهلهم مثل فرعون، بل تزيد بتقطيع الرّؤوس والأعضاء التّناسليّة وسرقة الأعضاء من الذين تقتلهم، قد يكون هذا تطوير لعمليّة التّحنيط في عصر الفراعنة؟!.

تفعل المؤسسة الوثنية كل ما تستطيع لتحطيم الثّورة ضدّها، ولكنّها تفشل في النّهاية أمام الشّعب الثّائر، لأنّ الثّورة على الوثنيّة السّياسية أوّل ما تفعله هو كسر حاجزي الخوف و الجهل، وما دون ذلك من تضحيات وآلام ودماء يمكن تصوّرها واحتمالها، لأنّ تلك الشّعوب ذاقت طعم الحرّيّة، ومن يذوق طعم الحرّيّة ويضحّي بالغالي والنّفيس من أجلها لا يمكن أن يقبل العودة إلى قفصها مجدّداً، بل هو على استعداد للقتال بشراسة دفاعاً عنها.