23 ديسمبر، 2024 7:35 ص

سياسة الجبهة تحتضر…

سياسة الجبهة تحتضر…

مع قرب موعد الانتخابات تزداد المنافسة بين المرشحين بالاخص ممن هم في المسؤولية ليس لخدمة المواطن بالتاكيد بل ليصونوا امتيازاتهم وحياتهم البرجوازية التي ابهرتهم خصوصا ان السيدة ام فلان بحاجة ان يفوز بعلها لتبقى الخادمة قربها لمشغولياتها الجسام طبعا ليس لمساعدة الفقراء والمحتاجين بل بالتأمل بين المواقع الالكترونية عن اخر صيحات المودة (نيو لوك)فضلا عن انها لا تستطيع خدمة صديقاتها اللاتي يسهرن عندها يوميا بسبب البرستيج الذي يحرمها من دخول المطبخ الذي صارت لا تتحمل رائحته.
وبالعودة الى محيدر علي الشيخرشحي تلعفر (الاعضاء الحاليين) والذين اهملوا صيحات المواطنين طيلة السنوات الماضية -خصوصا عندما احتل داعش مناطقهم- طالبين النجدة مِنْهُم ولم يسعفهم المرشح الفائز سواء في الدورات السابقة او الحالية .وعندما اقترب موعد الانتخابات أفاق المرشحون من سباتهم وأدركوا ان الصورة انعكست وغدوا يصرخون كي ينجدهم المواطن ليحافظوا على امتيازاتهم وشرعوا يغردون لاقناع الناخب باساليب ملتوية ووعود باتت لا تجدي نفعا فالمواطن فطن على حقيقتهم.فتاريخ صلاحيتهم إنقضى(اكسپاير) وصار المواطن يبحث عن وجوه جديدة قد تداوي جراحهم.
فلو سَطّر كل منا الاسماء التي رقيت على اكتاف الجبهة التركمانية في تلعفر منذ انتخابات سنة 2005 وليومنا على ورقة وتمعنا النظر جيدا واحدا تلو الاخر وسردنا انجازاتهم العامة والشخصية بتجرد ماذا سنجد؟باختصار اصبح المنتخب في القمة والناخب في نقمة .
سنقص لابنائنا كيف فرّ من انتخبناهم بسياراتهم المصفحة عندما اجتاح داعش نينوى تاركين الناخب في قارعة الطريق يواجه المجهول ،وكيف تغاضوا عن أم بقت بلا معيل ،وطفل بات بلا حنان يبحث عن من يواسيه ،او عن أم وجدت طفلها بين الانقاض يصارع الموت، او شيخ بقي في العراء لا يجيره احد، او مريض بحاجة الى دواء لا يملك من ثمنه شيء…الخ من هذه المآسي التي عاصرها اهالي تلعفر .فالمواطن لم يكن يترقب من المرشح الفائز ان يأخذه في رحلة سياحية الى القمر ولا المزارع كان ينتظر ان تستوردوا له المطر..كل أمنياته محصورة بان يجد احدا يواسيه ويؤازره فيما اختار له القدر.
على الرغم من ظروف العراق الا ان جميع القوميات استطاعت ان تحدد استراتيجية معاضدة لها في حين ان التركمان لازالوا يدورون في حلقة مفرغة .
فعندما تسنم السيد ارشد الصالحي رئاسة الجبهة التركمانية العراقية توسمنا خيرا وكلنا شغف انه سيتلافى اخطاء سلفِه الذي كان احد اسباب زيادة هوة الانقسام الطائفي بين اهالي تلعفر حين قرر بالاتفاق مع ممثله انذاك ان يكون لكل طائفة مكتب جبهة خاص بها. مما حدا بكثير من العوائل التركمانية ان تفضل الهجرة من تلعفر والتحري عن ملاذ آمن. واذا بالمهجرين ينصهرون بمرور الزمن دون شعور مع تلك القوميات متناسين حتى التحدث بلغتهم الام.وليس ذلك فحسب فكان سببا في خسارة مقاعد مجلس محافظة نينوى انذاك،فضلا عن انه لم يُصب ايضا عندما وافق على اشخاص غير تركمان لمجلس النواب.
وكان لزاما على السيد الصالحي تخطي اخطاء سلفه والا يسير على نهجه لكنه اخفق وزاد الطين بلة وكانت النتائج كارثية.
من المسلم به ان التركمان يواجهون تحديات كبيرة منذ عقود الا ان غموض السيد الصالحي مؤخرًا بادارته العشوائية لسياسة الجبهة التي تعارضت مع القيم التركمانية الراسخة فاق كل التصور حيث بدأ الاصطياد في الماء العكر خصوصا السيناريو المشبوه حينما ترك محافظة نينوى التي يقطنها مئات الالاف من التركمان بدون تمثيل سياسي؟! فضلا عن اصراره على ترشيح اشخاص استقالوا مؤخرا من الجبهة من جهة وغير مؤهلين ليمثلوا تلعفر من جهة اخرى. وذلك بحد ذاته يخالف حتى الثوابت السياسية البدائية مؤكدا ان ادارته هزيلة بدون اسراتيجية واضحة دلائلها غير مطمئنة لمستقبل الجبهة لذلك لن نحبس انفاسنا اكثر من ذلك.
ومن هذا المنطلق يجب وضع الامور في نصابها لذلك فان اصواتا بدأت تتعالى على نطاق واسع مطالبة السيد الصالحي ان يعتزل السياسة ويتنحَ عن رئاسة الجبهة ويسلمها الى شخص كفء -وما اكثرهم- سواء في كركوك او من باقي المناطق التركمانية متعمق في السياسة الحديثة يضع نصب العين ان يسترد هيبة الجبهة وعراقتها وان يحقن اساساتها بعقول وطنية نيرة ذات اهداف سامية، وان يرتقي بسياسة تتلائم مع حجم التركمان والمطالبة بحقوقهم ويحفظ مقدراتهم والا يسمح بالتلاعب بمصيرنا،وان يخرجنا من ذلك النطاق الضيق الذي تسبب به السيد رئيس الجبهة .
خيبّت امالنا ياسيد صالحي فقد أسأت لتركمان تلعفر فلن يصفح عنك التاريخ ولن ننسى هذه الإساءة .
قصارى القول يبقى الاختيار بيد الناخب وينبغي احترام قراره مهما كان.. لكن دَنا الوقت لاختيار الرجل المناسب للمكان المناسب وابعاد من لم يكترث بناخبيه..
اكرر انني انتقد عملا وليس اشخاصا فلا خصومة لي مع احد فالاختلاف لا يفسد للود قضية..
رحم الله شهداء العراق واسكنهم فسيح جناته والخزي والعار لكل من اؤتمن فخان.. وللحديث بقية…