15 أبريل، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

سياسة التكامل الاقتصادي في الشرق الاوسط مأزق ام خلاص

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يريد اي مراقب سياسي ان يقرأ الاوضاع المستقبلية لأي منطقة فمن البديهي ان ينتبه لأي تصريح يصدر عن قائد عسكري مهم في تلك المنطقة والذين يعتبرون البوصلة الدالة على الخطط والرؤى الستراتيجية التي يفكر بها سياسيوا تلك المناطق ، ولابد لنا هنا الوقوف عند تصريح مهم جدا لقائد الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري خلال الاسبوعين الماضيين في مناسبة اقيمت في مدينة الاهواز حيث ركز على صراع الجمهورية الاسلامية الايرانية مع جبهات عدة  واعداء كثر وقال، اننا الان في حرب لمجالات الاقتصاد والثقافة والعلم الا ان اكثرها حلاوة هي الحرب الدفاعية.

    وتابع قائلا، اننا اليوم في حال الدفاع على بعد عدة آلاف من الكيلومترات الا ان ماهية الحرب واحدة وعلينا معرفة ابعاد هذه الحرب والمؤامرة.

    واوضح بان هذا النوع من الدفاع والاستراتيجيات يرسم لنا الحدود، مؤكدا بانه لو تم ارسال وحدة من قوات التعبئة الى جبهات المقاومة فستتغير الموازين.

    ونوه الى اهمية منطقة غرب اسيا واضاف، ان مصير العالم يتحدد في هذه المنطقة، معتبرا ان من القضايا اللافتة ازالة الحدود بين دول المقاومة وصولا الى الوحدة الاسلامية ترفقها الرابطة القلبية مع سائر الدول.

    ان هذا التصريح لو تمعنا فيه قليلا لوجدنا وبشكل واضح لالبس فيه ان الهلال الشيعي الذي حذر منه وتكلم عنه الكثير اصبح امر واقع وليس امام الدول المحيطة الا ان تجد الطريقة المثلى للتعامل مع هذا التحالف الجديد الذي نستطيع ان نسميه التحالف الشيعي خصوصا انه مبني على اسس تم الاعداد لها بشكل محترف وخطوات لمسها الكل وحاول البعض تعطيلها لكن اغلب هذه المحاولات بائت بالفشل مع ان البلدان العربية المشمولة بهذا التحالف دفعت الثمن مقدما من شعوب الى بنى تحتية الى اقتصادات مستنزفة ومشلولة .

    الغاء الحدود كما طالب بها اللواء جعفري ليست بالضرورة ان تفهم على انها ذوبان الدول المعنية بعضها ببعض فلكل دولة كيانها وخصوصيتها وان تشابه الدين او المذهب وليس كما يتصور المتخوفون من هذا التحالف فأيران التي فاوضت الغرب لسنوات طويلة لتنتزع الاعتراف الدولي بها كدولة نووية لا كما يفهمها المعترضون على ايران انها تخلت عن برنامجها مقابل الخلاص من العقوبات ،فاليوم ايران تدخل بقوة وبثقل على المنطقة ككل وهي تحمل شعار وسياسة التكامل الاقتصادي اي ان الفائدة مشتركة للجميع فالدولة التي لديها ميناء فهو ملك لهذا التحالف وكذلك باقي مقدرات تلك الدول من اراض زراعية الى شبكة سكك حديد وطاقة بكل اشكالها ولاتنتهي عند المراقد الدينية والسياحية ،فالاموال والمليارات المحجوزة في المصارف العالمية وعند اطلاقها فبالتأكيد ايران ستبحث عن اماكن لاستثمارها وجعلها تتضاعف ،فقد نجد ايران تنشأ محطات لتوليد الطاقة الكهربائية بالطاقة النووية على الحدود بين العراق وايران او استثمار شبه جزيرة الفاو وجعلها منطقة حرة تنافس جبل علي في الامارات او مد القناة الجافة عبر شبكة سكك الحديد التي تصل الى موانيء سوريا ولبنان او شبكة خطوط نقل الغاز السائل .

    نموذج بهذه المواصفات بكل تأكيد سيواجه اعتراضات ومحاربة من عدة جهات متضررة اقتصاديا وسياسيا على مستوى المنطقة او العالم ،لكن بالتأكيد الاصرار والتحدي والمقومات الموجودة لدى هذه الدول هو كفيل بانجاح هذه التجربة خصوصا وهي تعتمد سياسة بتيار معاكس للتوجه الحالي لدى القوى الكبرى بأعادة رسم خارطة المنطقة عن طريق التقسيم فقد يكون الاتحاد وازالة الحدود هو الحل الانجح للجميع ،فالمصالح الامريكية تقتضي تقسيم الدول الى اجزاء والمصالح الايرانية تقتضي الاتحاد والاندماج بين هذه الدول اما نحن فيجب علينا ان نحدد مع اي نموذج نكون او هل هناك امكانية لخلق نموذج عراقي بامتياز يزاوج بين الاثنين مع وضع مصلحة العراق كأولوية .
    ‏‫[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب