21 نوفمبر، 2024 7:42 م
Search
Close this search box.

سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة الاسرائيلية

سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة الاسرائيلية

تعرض اليهود الى الاضطهاد والتهجير والقتل وغيرها من المظالم والحوادث المؤلمة خلال تاريخهم الطويل وفي مختلف بقاع العالم , وكانت هذه المظالم وراء الدعوة الى تأسيس دولة يهودية و وطن خاص باليهود , وتحقق لهم ما أرادوا , اذ هاجر اليهود من بلدانهم المختلفة  وحدانا و زرافات الى فلسطين في بدايات القرن المنصرم , وظن البعض ان اليهود سوف يستفادون من تجاربهم المؤلمة ويعاملوا الاخرين بالحسنى , لاسيما الفلسطينيين , باعتبار ان المظلوم يشعر بآلام المظلومين امثاله , ويتعاطف معهم , لكن الظنون خابت , ولم يستفد اليهود من تجاربهم ولم يتعلموا من عبر التاريخ , اذ شيدوا دولتهم على جماجم الاطفال والنساء والعجزة والشيوخ الابرياء وذبحوا سكان فلسطين الاصلاء , وسارت بجرائمهم الركبان , وامست الجرائم الاسرائيلية حديثا للناس في كل مكان , وانتشرت اخبار المجازر الاسرائيلية المروعة , وضاقت الدنيا على الفلسطينيين بما رحبت .

وخلال تلك العقود الطويلة لم تراجع اسرائيل حساباتها بل امعنت بالإجرام والارهاب وازدادت قسوة وغطرسة وعنجهية , وارتفعت وتيرة عملياتها الارهابية والعسكرية , حتى اصبحت  انموذجا فريدا بالتوحش والهمجية , اذ اتبعت سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة , فما ان تدخل القوات الاسرائيلية في مكان ما حتى تحيله الى ركام , اذ تقوم بحرق كل شيء ممكن ان يستفاد منه الفلسطينيون او اللبنانيون او غيرهما , وتجريف البساتين والاشجار , وهدم الدور والبنايات والعمارات على رؤوس اصحابها , ولم تسلم حتى المخيمات والخيم البائسة من نيران اليهود وصواريخ اسرائيل الحارقة الماحقة , بل وصل الامر باليهود الى مسح القرى والمدن من وجه الخريطة واستخدام الاسلحة المحرمة والممنوعة دوليا , فضلا عن القاء مئات الاطنان من القنابل الحارقة على رؤوس الناس العزل الابرياء بحجة محاربة حركة حماس او حزب الله او غيرهما .

و خطط وعمليات اسرائيل العسكرية والسياسية المتبعة ؛ تتجلى باستهداف البنى التحتية والحيوية للبلدان الاسلامية والعربية , فضلا عن ضرب المقرات والقواعد العسكرية , بالإضافة الى اقتران الرعب بالدمار والتدمير بالتخريب والقصف بالخوف … الخ ؛ والهدف من هذه السياسة الشيطانية والارهاب الوحشي , شل الحركة الاقتصادية وتهديد حياة الناس في تلك الدول , ودفعهم للهجرة والجلاء كما حدث مع الفلسطينيين واللبنانيين , والضغط على الحكومات الاسلامية والعربية للقبول بالشروط الاسرائيلية , واقناع مواطني تلك الدول بضرورة اجتناب الغضب الاسرائيلي الاجرامي والنأي بالنفس عن مواجهتهم , لاسيما وان الامريكان والغرب مع الإسرائيليين دائما وابدا ,  فهي تستهدف بهذه السياسة الجهنمية تحقيق عدة اهداف ومنها : ضرب اقتصاد تلك الدول كما مر انفا بل والاعتماد على الاقتصاد الاسرائيلي او صيرورته المحور في المنطقة والتي تدور حوله اقتصاديات دول المنطقة … ؛ واشغال الحكومات والشعوب بإصلاح ما دمره العدوان الاسرائيلي ومعالجة التداعيات السلبية الناتجة عن العمليات العسكرية والسياسات الاسرائيلية  , واحداث التغييرات الديموغرافية من خلال تدمير القرى والمدن وتهجير سكانها , وصعوبة عودة اهاليها اليها بسبب التكاليف المالية الباهظة لإعادة بناءها واعمارها , ومحاولة اسكان اليهود فيها او لا اقل جعلها خالية من اهلها وفارغة وتحويلها الى صحراء جدباء لضمان أمن اسرائيل , وتدمير الحواضن الشعبية والاجتماعية لحركات وفصائل المقاومة بل دق اسفين بين الطرفين , كما يحدث الان في شمال غزة وجنوب لبنان , بالإضافة الى ارعاب الحكومات والشعوب ودفعها للقبول بالتطبيع والتخلي عن القضية الفلسطينية والمقاومة والى الابد . 

أحدث المقالات