22 ديسمبر، 2024 2:21 م

سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة الاسرائيلية

سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة الاسرائيلية

تعرض اليهود الى الاضطهاد والتهجير والقتل وغيرها من المظالم والحوادث المؤلمة خلال تاريخهم الطويل وفي مختلف بقاع العالم , وكانت هذه المظالم وراء الدعوة الى تأسيس دولة يهودية و وطن خاص باليهود , وتحقق لهم ما أرادوا , اذ هاجر اليهود من بلدانهم المختلفة  وحدانا و زرافات الى فلسطين في بدايات القرن المنصرم , وظن البعض ان اليهود سوف يستفادون من تجاربهم المؤلمة ويعاملوا الاخرين بالحسنى , لاسيما الفلسطينيين , باعتبار ان المظلوم يشعر بآلام المظلومين امثاله , ويتعاطف معهم , لكن الظنون خابت , ولم يستفد اليهود من تجاربهم ولم يتعلموا من عبر التاريخ , اذ شيدوا دولتهم على جماجم الاطفال والنساء والعجزة والشيوخ الابرياء وذبحوا سكان فلسطين الاصلاء , وسارت بجرائمهم الركبان , وامست الجرائم الاسرائيلية حديثا للناس في كل مكان , وانتشرت اخبار المجازر الاسرائيلية المروعة , وضاقت الدنيا على الفلسطينيين بما رحبت .

وخلال تلك العقود الطويلة لم تراجع اسرائيل حساباتها بل امعنت بالإجرام والارهاب وازدادت قسوة وغطرسة وعنجهية , وارتفعت وتيرة عملياتها الارهابية والعسكرية , حتى اصبحت  انموذجا فريدا بالتوحش والهمجية , اذ اتبعت سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة , فما ان تدخل القوات الاسرائيلية في مكان ما حتى تحيله الى ركام , اذ تقوم بحرق كل شيء ممكن ان يستفاد منه الفلسطينيون او اللبنانيون او غيرهما , وتجريف البساتين والاشجار , وهدم الدور والبنايات والعمارات على رؤوس اصحابها , ولم تسلم حتى المخيمات والخيم البائسة من نيران اليهود وصواريخ اسرائيل الحارقة الماحقة , بل وصل الامر باليهود الى مسح القرى والمدن من وجه الخريطة واستخدام الاسلحة المحرمة والممنوعة دوليا , فضلا عن القاء مئات الاطنان من القنابل الحارقة على رؤوس الناس العزل الابرياء بحجة محاربة حركة حماس او حزب الله او غيرهما .

و خطط وعمليات اسرائيل العسكرية والسياسية المتبعة ؛ تتجلى باستهداف البنى التحتية والحيوية للبلدان الاسلامية والعربية , فضلا عن ضرب المقرات والقواعد العسكرية , بالإضافة الى اقتران الرعب بالدمار والتدمير بالتخريب والقصف بالخوف … الخ ؛ والهدف من هذه السياسة الشيطانية والارهاب الوحشي , شل الحركة الاقتصادية وتهديد حياة الناس في تلك الدول , ودفعهم للهجرة والجلاء كما حدث مع الفلسطينيين واللبنانيين , والضغط على الحكومات الاسلامية والعربية للقبول بالشروط الاسرائيلية , واقناع مواطني تلك الدول بضرورة اجتناب الغضب الاسرائيلي الاجرامي والنأي بالنفس عن مواجهتهم , لاسيما وان الامريكان والغرب مع الإسرائيليين دائما وابدا ,  فهي تستهدف بهذه السياسة الجهنمية تحقيق عدة اهداف ومنها : ضرب اقتصاد تلك الدول كما مر انفا بل والاعتماد على الاقتصاد الاسرائيلي او صيرورته المحور في المنطقة والتي تدور حوله اقتصاديات دول المنطقة … ؛ واشغال الحكومات والشعوب بإصلاح ما دمره العدوان الاسرائيلي ومعالجة التداعيات السلبية الناتجة عن العمليات العسكرية والسياسات الاسرائيلية  , واحداث التغييرات الديموغرافية من خلال تدمير القرى والمدن وتهجير سكانها , وصعوبة عودة اهاليها اليها بسبب التكاليف المالية الباهظة لإعادة بناءها واعمارها , ومحاولة اسكان اليهود فيها او لا اقل جعلها خالية من اهلها وفارغة وتحويلها الى صحراء جدباء لضمان أمن اسرائيل , وتدمير الحواضن الشعبية والاجتماعية لحركات وفصائل المقاومة بل دق اسفين بين الطرفين , كما يحدث الان في شمال غزة وجنوب لبنان , بالإضافة الى ارعاب الحكومات والشعوب ودفعها للقبول بالتطبيع والتخلي عن القضية الفلسطينية والمقاومة والى الابد .