20 ديسمبر، 2024 2:41 ص

سياسة الأسلام …… والأسلام السياسي

سياسة الأسلام …… والأسلام السياسي

مهما تكن أيديولوجية ما يسمى ” الأسلام السياسي ” ذات طابع وأيحاآت لتوجه الأسلام ، ورغم أنها في حقيقتها تحمل نوعاً معيناً من الأسلامية ! إلا أنها لا تمثل الأسلام وحقيقته الروحية والأجتماعية للأمة الأسلامية تحت أي ظرف وصورة من صورها الظاهرة وبالتالي كما ثبت للمجتمع الأسلامي وللأمة طوال عقود من السنين طويلة : هي لم تحقق أي بُعد من أبعاد ” سياسة الأسلام ” ورسالته الحقيقية الصحيحة أو تلبي مطلباً واحداً من مطالب الأسلام وسياسته للمجتمعات الأسلامية وتعاملاته الخارجية ، وقد أكتفت أغلب الرؤى والظواهر المجتمعية والثقافية والتوجهات الأسلامية الأخرى ! بشعار ” الأسلام دين الدولة ” رغم المنهجية السياسية العلمانية الواضحة في برامج عمل وشرعية منظومة كل ” الدول العربية والأسلامية ” في العالم كما هو ظاهر للعيان ، لذلك مهما تطلق من ذرائع ومبررات فشل ” الأسلام السياسي ” هنا أو هناك للتعبير الدفاعي عن هذه الأيديولوجية ! إنما هي تعبر فقط وتدافع عن شعار ” الأسلام دين الدولة ” ليس أكثر . نحن نظن إن مصطلح ” الأسلام السياسي ” هو لون من ألوان ” إضفاء الشرعية ” على السياسة بما هي سياسة ، بهذا الأختلاط المزيج من المفهومين يكون أقل وقعاً وأكثر مقبولية على ” المُجْتَمَعَيْنْ ” ؟ – المجتمع الأسلامي – و – المجتمع السياسي ، لأن
كِلا المجتمعين أو لكل مجتمع من هذين ” المجتمعين ” له متطلباته وتطلعاته ومبادئه ومعالمه وسياقاته وعمله ومناهجه الخاصة وبالتالي : يعتبر هذا المزيج ” الأسلام السياسي ” المزدوج هو نوع آخر من أنواع السياسة وشعار صالح يرضي جميع الأطراف
وسواء عَلِمَ الجميع – الأسلاميين و – الأفكار والتوجهات الأخرى : – العلمانية – الليبرالية – الشيوعية – وحتى باقي العقائد والأديان الأخرى المنضوية بين مكونات الشعوب المسلمة أو لم يعلموا ! هو : أن هذا ” الأسلام السياسي ” مثالاً حياً من أمثلة ” الميكافيلية ” العصرية أستحدثت للسيطرة على الشعوب المسلمة ، وإن كان يتخلل هذه الأيديولوجية ” أيديولوجية الأسلام السياسي ” أنواع معينة من الحرية ، إلا أن : لا هي معبرة عن مباديء وقيم تلك الأفكار والتوجهات الأخرى ! الأفكار العقيدية والأجتماعية والسياسية وتلبي طموحاتها في الحياة ؟ ولا هي تمثل وتعبر عن الأسلام ولا تحمل مبادئه وروحه ومناهجه وأنسانيته ولا تتحلى بأخلاقه ولا تعمل برسالة ومنهج ” سياسة الأسلام ” الحقيقية الصحيحة الأصيلة ، هذا الأسلام :
عبارة عن أسلام شكلي صوري وضعت صورته على جدار الدولة ليراها ويطمئن أليهاالمسلمين ، ” الأسلام السياسي ” أوجد : كمُخَدِر وعلاج دائم لم تزل تتعاطاه الشعوب المسلمة طالما كانَ يمثل إنتماآتهم ومن أولويات شعاراتهم ومناسكهم العبادية … ، حتى أنه غير صالح ليكون عقيدة يمكن لها أن تأخذ مكانها بين النظريات العقيدية الأخرى طالما كان الأختلاف المبدئي والشرعي ملازماً لها ، ولا هو حزب معين أو فكرة معينة إصطلحت هذا الشعار كبديل سياسي أخَذَ بالتنامي وظهر على سطح عالم السياسة وساحاته ، يحمل بين – برامجه – وأسسه – ومخططاته – ومبادئه ! : النظريات الكافية الوافية لأستيعاب كل المجتمعات رغم أختلاف توجهاتها وعقائدها وإنتماآتها ، ولن نجد مثل هذه النظرية أو 
المنظومة المثالية الكاملة المتكاملة بطبيعة الحال في هذا العالم بكل تطبيقاتها ! سوى في ” سياسة الأسلام ” الأسلام وأطروحته .

أحدث المقالات

أحدث المقالات