23 ديسمبر، 2024 9:12 ص

سياسة إمتهان الفكر وثقافة التحجير العقلي

سياسة إمتهان الفكر وثقافة التحجير العقلي

إن سياسة إمتهان الفكر والاستهانة بالتفكير والتخويف والملاحقة وثقافة التحجير العقلي قد تكون هي المسؤولة عمّا وصلنا إليه
لقد بدأ معظم الشباب مشوار حياتهم وبدلاً مِن أن يُطالعوا كتب الادب العالمي والموسوعات المختلفة في الثقافة والفن والتاريخ والسياسة وكتب الحكماء والمستشرقين الذين بحثوا وأرهقوا أنفسهم في البحث
بدأ معظم الشباب حياتهم وبدلاً مِن أن يسبروا غور النظريات العلمية ليقرؤوا أصل الانواع والديالكتيك
بدلاً مِن أن يقرؤوا رأس المال والاقتصاد العالمي
بدلاً مِن أن يعرفوا فرويد وداروين وماركس وانجلس ونيتشة وكَنت وغيرهم عن قرب
وبدلاً مِن أن يتحسسوا ذائقة الفن من خلال رسومات ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وفينسنت فان جوخ وبابلو بيكاسو
سعى بعض الرجالات والكثير من الجهات عن دهاء وخبث لوضع حجاب بين الشباب وبينهم فقد وصل الأمر بهم أن يلجأ البعض منهم للاقتباس من كتب وأفكار أولئك العظماء النزر اليسير والذي يفقدها قوام الفكرة ورصانتها ، وزاد عليها واستفاض بالنقد والتجريح والتشويه حتى ينجح في إبعاد الشباب عنها
لقد غرسوا مبدأً خاطئاً حينما إبتدعوا فكرة (سوء العاقبة وتهديم العقائد وإزدراء الأديان والانحراف السلوكي والمروق عن الاخلاق) لاتهام الشباب … حينما يبحر الانسان في شبابه صوب الاستشراف ليطوف بفكره وخياله في الاعالي ووضعوا المثبطات بل لجؤوا لشهر السيوف على العقول ووضعوا العراقيل
حتى تفاقم الأمر ووصل بنا الحال أن نسير بدون وعي وتحليل وتفكير ومايحصل لنا هو بإرادتنا فنحن مَن سقينا النبتة السامة والعرهون المُميت
ونحن مَن أطفأنا نور القمر لنشعل (شمعة) نختنق بدخانها
ونحن مَن ذهبنا الى التابوت لندفن آمالنا وأفكارنا ونقيّد حريتنا ونقدس سفهاءنا ونلتحف بفقرنا
ولازلنا بغبائنا ! نستميت في الدفاع عن بُؤسنا لنبقى في شقاء وجهل دائم !
لذا علينا أن نعرف أن هنالك فرق كبير بين التطلع وبين التلقين
وبين حرية الفكر وبين التزمت فيه
وأن لانتناسى … أن الانسان سائر في طريقه شاء من شاء وأبى من أبى
أردت ان أقول وبعيدا عن التخرصات :
– إنه لايوجد مؤمن على وجه اليقين
– ولايوجد ملحد على وجه الاطلاق
ويبقى الانسان يبحث عن الحقيقة … التي ليس من السهولة إكتشافها والوصول اليها … وعلى الأغلب يستحيل ذلك