7 أبريل، 2024 5:34 م
Search
Close this search box.

سياسة أم الجيس

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما كان الكثير بحاجة لكل شيء من أجل النسيان والابتعاد عن واقعهم المزري والغريب .. كان هناك شخص بسيط اسمه (ممو) يبيع الخمر ( العركَـ الفل) ويدير طريقة البيع بأسلوب محترف فهو لا يملك محلاً ولا مكاناً ثابتا لكنه لا ينسى زبائنه من مختلف الأصناف والعناوين الوظيفية .وفي احد السنوات حدثت أزمة كبيرة بخصوص القناني الفارغة .. فكان الحل بأن يضع (العركَـ) في براميل صغيرة  .. والي يريد يشتري عليه أن يستلم مشروبه ب(جيس نايلون أبيض شفاف) !!!! .. عركَ ابو الجيس !!!. يعني تأخذ النص لو البطل كله بجيس .. والمزه (خيار وطماطة ) بجيس والثلجات بالجيس واذا اكو باجلة لو لبلبلي هم بالجيس .. والعكدة كلها تصير مجيسه .
لكن الغريب في ألأمر هو أن القادم للشراء يقوم (ممو) بسؤاله عن مهنته .. فأن كان جندي مكلف ينطي نوع يخلي يكـَعد الساعة الرابعة صباحاً حتى يكَدر يلحكـَ على الريم ام ال44 نفر يادوب يوصل للمعسكر احسن من ينهجم بيته ويروح الرقم واحد بجال الانضباطية والزنابير !!!. والموظف ينطي نوع يخلي يخلص الشهر بلا تفكير لان السالفة كلها ب 3000 دينار راتبه الي ميجب حتى المزه مال الشرب .. وإذا كان هارب ينطي نوع يخلي صاحي وهو متهجول بالبساتين أخاف يكبسون عليه الرفاق الحزبيين بصولاتهم المعروفة .. واغلب الهاربين من الضيم والموت كانوا يستمعون إلى أغنية (مرينة بيكم حمد )… يعني الرجال (ممو) كان مفيد لهؤلاء والكثير منهم .. ولكن الامر الغريب بأنه كان يبيع نوع من العركَـ .. عجيب جداً .. وحسب قوله بان من يشرب هذا النوع يستطيع أن (يستدين من كل الناس) بدون أي إحراج !!! ونوع اخر أيخليك تضحكَ وانت متدري بروحك !!!. وكذلك اخترع نوع ميخلي أي واحد من (اليطلبوك) يجي عليك ويطالبك بالدين الي بركبتكَـ ألهم .
فكرت قليلاُ بأيام ((ممو)) والوضع الحالي .. فوجدت بأن الأول كان يبيع للناس واخترع طرق عديدة لذلك البيع حتى لو كان (عركَ فل) .. بس ساسة البلاد للان ورغم مضي 9 سنوات لم يفكروا حتى بتوزيع (جياسه فارغة) على الناس … بل كل ما لديهم وعود وعهود كاذبة وسرقات عيني عينك ..ومن يجي وقت الانتخابات راح الكل يصير وطني وشريف بروس الفقراء وتشتغل المكينة الدينية والكل تصير ملائكة صالحين ورجال أيمان وتقوى ..!!!! وتشتغل الشائعات والخرافات ونرجع النفس ألطاسه والحمام .. ويتأخر فرز الأصوات فد سنة لما يتفقون .. ونرجع السالفة الأكبر والأصغر للكتل .. وفد كم مؤتمر صحفي فارغ مثلهم .. وبعدين قرار من مجلس الفساد عفوا القضاء الأعلى .. يصدر (فتوى ) جديدة .. وراها فد سنة أخرى لما يتفقون على الرئاسات الثلاث والوزراء .. وتيتي … تيتي مثل ما رحتى جيتي .وكل هاي الامور بلا جيس علني وبلا خجل ولا خوف .
ختاماً ((ممو) كان مرات يعزم بعض الأصدقاء على وجبه عشاء لدية وطبعا لازم لحم وتشريب مال عظام لأنه (عركَـ) والمعدة تحتاج .. المهم .. بس مشفت مرة ولا وزير لو واحد من الرئاسات ولا نائب عزم فد مجموعة فقيرة وقدم ألهم فد شيء أو برنامج خاص بالمحتاجين .. كلهم ملتيهن (بالبوكَـ) والفساد وملاحقة الفنانات العربيات والفضايح .. وطاح حظ الزمن الأسود إلي ما شفنه بي راحة .. عمرنه كله خلص ونريد واحد أيكَول الناس خطيه ماكو .والكل يدعي الدين ومخافة الله .. من شالكم الله وخلصنه منكم مثل ما شال القبلكم .
يمكن نحتاج(( ممو)) ألان بلكي عنده فد (بيكَ) عوازة ..مال صحوة ونشوف حل للمصايب الجاية .. ونلحكَ على العراق قبل ميصير .. أعراق .!!!!!!!!
سلامات يا ممو .. اخ منك يالساني

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب