23 ديسمبر، 2024 2:31 م

سياسةُ دولةٍ يُترجِمها شارع ..!

سياسةُ دولةٍ يُترجِمها شارع ..!

قد لا يحتاج المراسل الصحفي الذي يزور العراق لأجراءِ تحقيقاتِ صحفيةٍ سياسية او إجراءِ مقابلاتٍ وحوارات مع كبار المسؤولين في البلد وساسته بغية التعرّف على سياسة الحكومة الجديدة المنبثقة عن الحكومة القديمة وحزبها الحاكم , فيكفي للصحفيّ الأجنبي أن يستغني عن كلِّ ذلك واختزالِ ذلك عِبرَ المرورِ في منطقة الجادرية وتحديداً في الشارع الممتد من تقاطع جامعة النهرين الى ساحة الحرية المُقابِلة للجسر ذي الطابقين الذي صار إسمه ” جسر الحسنين ” , لكي يرى بأمّ عينيه اللافتات او اليافطات والصور والجداريات التي تحمل اسماءَ مجاميعِ عددٍ وبالأحرى اعدادٍ من الميليشيات العاملة في الساحة العراقية والتي تستخدم العجلات والمركبات العسكرية العائدة لوزارة الدفاع .! كما يلحظ المراسل الصحفي او غيره أنّ القاسمَ المشترك بين تلكُنَّ الصور والجداريات و..الخ هي صورة ” علي خامنئي ” , كما من الملاحظِ ايضا وجود بوستراتٍ تحمل صورة ” نمر النمر ” وهو المعارض السعودي ” من المذهب الجعفري ” الذي صدرَ قرارٌ قضائيٌَ سعودي بأعدامه ” لأسبابٍ تتعلّق بالأمن القومي السعودي ” والتي لسنا بصددها الآن , وهذه البوسترات تستنكر قرار الأعدام بالشيخ النمر وتطالب بألغائه , ولعلّه من الطبيعي ان تتعاطف جهاتٌ او احزابٌ او ميليشياتٌ مع رجل الدين السعودي هذا ولأكثرِ من سبب , لكنّ وجود مثلِ هذه المعلّقات والمنشورات ” وفي هذه المنطقة بالذات ” يُعتبَرُ محسوباً على الحكومة العراقية الجديدة .! كما انه وِفقَ الأعراف والتقاليد الدبلوماسية المُتّبعه في العالم فأنه يغدو تدخّلٌّ واضح في الشؤون الداخليةِ لدولةِ اخرى , بل يغدو وبأكثرِ من ذلك بأنه بأيعازٍ مفروض من ايران على حكومة العراق الجديدة , ومن خلالِ كلّ ذلك فليس المقصود هو الإعتراضُ على قرارِ حكم اعدامٍ , او بالصورة التي سترتسم في ذهنِ ايّ صحفيٍّ اجنبيٍّ يزور العراق او الدبلوماسيين المعتمدين فب العراق , إنّما ولكنّما كيف ستُثبت حكومة العبادي انها بصددِ الأنفتاح فعلياً على محيطها العربي وخصوصا الخليجي , وفي الوقت الذي تقوم فيه ” طائراتٌ مقاتلة وقاذفة تابعة لسلاح الجو السعودي ودولٍ خليجيةٍ اخرى ” بالدخول في الأجواء العراقية وقصفها لمواقع داعش وكذلك في كوبالي في اقصى شمال الحدود السورية المحاذية لتركيا , ومع عِلمنا وإدراكنا المُسبقين أنّ تلكم المقاتلات ما كان لها أن تضرب ” ما تضرب ” لتحصينات داعش حُبّاً بالعراق او لأجل عيونه , وانما بأيعازٍ وتكليفٍ امريكيّ . ونقولُ كلّ هذا فقط , كملحوظه عساها تغدو ملحوظه .