18 ديسمبر، 2024 5:57 م

سياسات واشنطن.. وردود ” الطشة” عراقيا!!!

سياسات واشنطن.. وردود ” الطشة” عراقيا!!!

يتخذ الصراع الاستراتيجي بين الإدارة الأمريكية كممثل عن كارتيلات المال والطاقة والسلاح والأدوية واخيرا الذكاء الاصطناعي… وبين المنافسين سواء في نموذج الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق او الحروب بالوكالة… نماذج مؤسساتية.. وليس قفزا في الهواء.. هكذا ظهر مصطلح (الاحتواء المزدوج) وطبق على العراق في سنوات الحصار.. ومصطلح (القرن الأمريكي الحادي والعشرين) الذي بدأ اول تطبيقاته في احتلال العراق بمباركة الاباء المؤسسين للعملية السياسية في عراق مفاسد المحاصصة.
اليوم تتصاعد حدة الأصوات العاليه على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو… في تسويق مواقف الضد لبعض المحسوبين على أحزاب وجماعات مسلحة.. من تصريحات السفيرة الأمريكية الجديدة امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي.. او مشروع القانون المقدم من قبل السيناتور مايك والتر والذي خصص شمول شخصيات عراقية من بينها رئيس مجلس القضاء بالعقوبات الأمريكية!!!
معضلة الكثير والكثير جدا من هذه الأصوات انها لا تذهب إلى إدارة ردود الأفعال بالاليات والاساليب الرسمية التي لابد وان تتبع بين دولتين اذا فعلا هناك سيادة عراقية حقيقية في تعريف العدو والصديق وانتهاج سياسات عمل عراقية بحتة.
أبرز هذه الأساليب والاليات.. ليس اصدار البيانات الشخصية او عن رئاسة مجلس النواب.. بل من خلال موقف رسمي بين لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي.. لمراسلة مكتب العلاقات الدولية في الكونغرس وتسجيل الاعتراض الرسمي فعلا وليس مجرد أقوال!!
الأسلوب الاخر.. ان يتضح موقف رسمي لوزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفيرة الأمريكية في بغداد وابلاغها رفض الحكومة العراقية ممثلة بسلطاتها الثلاث. تنفيذية وتشريعية وقضائية لتصريحات السفيرة واعتبرها شخص غير مقبول للعمل على الأراضي العراقية.. وطلب ايضاحات رسمية عما وصف بالتدخل في الشؤون العراقية في تعديل مشروع قانون العقوبات للشخصيات الاجنبية ضد المصالح الأمريكية!!
السؤال الأهم والابرز.. لماذا لا ترد الدولة على سياسات أمريكية مرفوضة عراقيا؟؟
هذا الملف منذ مؤتمرات أحزاب المعارضة العراقية مع مختلف انواع الادارات سواء المخابرات المركزية الأمريكية او الخارجية او مجلس الأمن القومي او البنتاغون.. كانت النتيجة.. موافقة تلك الأحزاب على احتلال وطنهم العراق والقفز إلى مقاعد سلطة مفاسد المحاصصة على ظهر الدبابة الأمريكية.. هذا تاريخ ما زالت الاجيال العراقية تعيش أيامه..
واقع الحال.. ان ذات الخطوات التي قامت بها هذه الأحزاب المتصدية للسلطة اليوم في ترتيب أوراق احتلال العراق.. تتعامل واشنطن مع قوى سياسية بعناوين مختلفة. منها من يسعى إلى الانفصال مثل السيد مسعود برزاني. وما حملته زيارات ابنه السيد مسرور برزاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية وايضا زيارة رئيس الإقليم نيجرفان برزاني.. ناهيك عن اللوبي الكردي في الكونغرس.. يتعامل مع معطيات متغيرات قرارات المحكمة الاتحادية ما قبل وما بعد زيارة السيد نيجرفان برزاني طهران واللقاء مع المرشد الأعلى للحكومة الإيرانية.. مثل هذه الأمور تقرا من زاوية المصالح الأمريكية المتجددة في الساحة العراقية.. فكما هناك من يسوق الى ان إيران امبراطورية عاصمتها بغداد.. أيضا هناك من يقف بالضد منها…
السؤال الاخر.. إذا ما حصل فعلا وتم تشريع هذا التعديل.. واذا وصلت السفيرة الأمريكية الجديدة للعراق.. ونفذت ما توعدت به.. ما افضل مصفوفة حلول وبدائل واقعية عراقية؟؟
الجواب ياتي من محاضر مؤتمرات المعارضة العراقية مع الدوائر الحكومية الأمريكية.. وايضا من اليات تشكيل الحكومات العراقية في كل دورة انتخابية.. والمتعمق في العملية السياسية لابد أن يكون مطلعا على تأثيرات واشنطن وطهران والنجف الاشرف على كلا الحالتين.. فهل المطلوب اعلان بيانات تنديد.. فيما اعدادات العملية السياسية تمر عبر بوابات السفارة الامريكية الخلفية!!
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!