4 نوفمبر، 2024 9:18 م
Search
Close this search box.

سياسات ايران الدولية والأقليمية … وتأثيراتها على مستقبل الشيعة العرب !!

سياسات ايران الدولية والأقليمية … وتأثيراتها على مستقبل الشيعة العرب !!

بعد سقوط نظام الشاه ووصول ألنظام ألأسلامي ألجديد الى ألحكم ؛أنتهجت الحكومة ألجديدة سياسيات متطرفة تجاه علاقاتها مع أمريكا وألقضية ألفلسطينية وشعارات تصدير ألثورة ؛وقد أدت هذه ألسياسيات الى تعريض الشعب ألأيراني الى خسائر فادحة كان يمكن تجاوزها لوأعتمدت على أفكار ألحكماء في آيران بدلا من ألأعتماد على تصريحات ألملالي ألذين تصدروا الواجهة وأبعدوا عن ألحكم ألمنظمات الشعبية وألسياسية التي شاركت في حدوث ألتغيير.لقد أدت هذه السياسات الى عزل آيران عن ألعالم وعن محيطها ألأقليمي وهذا؛ ماصب بشكل مباشر في مصلحة أمريكا وأسرائيل والدول ألخليجية التي تعتمد في سياساتها على البعد ألطائفي في تصفية حساباتها مع ألأخرين.ولمناقشة هذه السياسات فأنها لم تضر بآيران فحسب بل أضرت بألأقليات الشيعية بالمنطقة وحجمت فرصهم بالحصول على حقوقهم ألمشروعة في بلدانهم وأستغلتها بعض ألحكومات العربية في أضطهادهم وتهجيرهم كما حصل في العراق والبحرين على سبيل ألمثال ؛وألأخطاء التالية تؤشر الى ماحصل بسبب هذه السياسيات :*-مهاجمة آيران لأمريكاأعلاميا  وأقتحام ألسفارة :يجب أن نعترف أن آمريكا على الرغم من حرصها  على بقاء الشاه لأنه كان يمثل شرطيها في ألمنطقة ؛ولكنها شعرت أن ألتغير أصبح ضروريا وواقعا لامحالة ؛ضغطت على ألشاه بمغادرة آيران ؛وقد ذكره شاه آيران في حينها في مقابلة مع مقدم ألبرنامج ألبريطاني المخضرم ديفيد فروست{أن أمريكا سحبته كمن يسحب فأرا من جحره والقته في الخارج} وألدليل على ذلك ؛لم يسمح له بالدخول الى ألأراضي ألأمريكية ؛فذهب الى بنما ثم أستقر في مصر .أما أقتحام ألسفارة وأخذ ألرهائن فكان كان عملا صبيانيا يفتقر لأبسط قواعد العرف الدبلوماسي ألدولي ممازاد في عزلتها وتكاثرأعدائها؛ أما موقفها من آسرائيل فقد كان موقفا يحتاج الى كثير من التفكير وألمرونة ؛وخاصة أن دولا عربية في حينها أعترفت بآسرائيل وأقامت علاقات دبلوماسية معها ودولا عربية أخرى؛ كانت لها علاقات غير مباشرة مع الدولة ألعبرية .أن فلسطين أرض عربية!! ومن باب أولى أن تقوم ألدول ألعربية بتحريرها وليس ألدولة الفارسية ؛فهي خلافات بين أولاد العم ؛وهم ألذين تقاعسوا عن نجدة أخوانهم بل أعترفوا بأسرائيل رسميا؛وليس لنا علم بأنتماء الفرس ألى أولاد أسماعيل أو أسحاق{ع}!!.
*لقد كانت شعارات تصدير الثورة التي أطلقها ملالي آيران ؛هي ألتي أدت  ألى زيادة مخاوف الدول الخليجية ألخائفة فعلا على مصيرها بعد قيام الثورة ألآيرانية ؛مما جعلها تصطف في خندق واحد مع أمريكا وآسرائيل ؛ولقد وجد هذا المثلث ضالته ؛بوجود شخصية دموية تبحث عن ألشهرة والعظمة والخلود ؛وكان يحلم أن يصبح قائدا للأمة العربية محل عبد الناصر ؛فكان ذلك  صدام حسين!!. سربت وكالة المخابرات ألأمريكية ؛الى جانب مبعوثين سعوديين ؛وخاصة علاقته الحميمة بفهد بن عبد العزيز ؛أن آيران في أسوأ ألحالات من الناحية العسكرية وألأقتصادية ولكي يصبح قائدا للأمة العربية ومحررا لأراضيها من أيدي ألفرس ألمجوس كما ذكر ذلك صلاح عمر العلي عضو قيادة حزب ألبعث ألأسبق في مقابلته على  ألجزيرة في برنامج شاهد على ألعصر.
لقد ضربت أمريكا وآسرائيل عصفورين بحجر واحد ؛أذ تخلصت أمريكا ومحمياتها في الخليج من نظامين يشكلان خطرا على أمن آسرائيل ودول ألخليج؛ كما تم تأمين مصالح أمريكا في ألمنطقة ؛وهذا ماحصل فعلا فقد تم  تدمير البلدين أجتماعيا وأقتصاديا وعسكريا وخسرا أكثر من أربعة ملايين مابين جريح وقتيل الى جانب ترليونات  من الدولارات .
*لم تتعظ أيران من شعارات صدام بحرق نصف آسرائيل والتي أدت ألى حرق العراق بحماقاته ؛ظهر علينا مهرج أخر هو أحمد نجاد ؛حيث أخذ يهدد بحرق آسرائيل بأكملها ؛أستفادت آسرائيل من تصريحات نجاد وسوقت نفسها على أنها حمل وديع تحيط بها ألذئاب متأهبين لأفتراسها فتعاطفت أورووبا وأمريكا للدفاع عنها وحمايتها .  لقد بدأ بالفعل حرق آيران من خلال عزل آيران دوليا وتدمير عملتها وفرض حصار عليها مماثل للحصار الذي حصل على العراق وألذي أدى الى تدمير العراق ماديا ومعنويا ولا يزال يعاني من سياسيات صدام الصبيانية!!.
أن تدخل رجال الدين في أي بقعة في العالم في أمور ألشعوب قد سببت دمارا وخرابا عبر العصور سواء أكان في الدول المسيحية أو ألأسلامية ؛ وقد أطلعنا على الحقبة السوداء التي مرت بأوربا والتي تحاربت ألطوائف المسيحية فيما بينها عبر مئات السنين وادت الى هلاك الملايين وتدمير مقدرات أوربا ؛ولم يختلف ألوضع عليه بالنسبة للدول ألأسلامية ؛حيث تصارع رجال الدين على السلطة والمال منذا الصدر الأول للأسلام والى يومنا هذا ؛على أسس طائفية أوسلطوية!!.
*تعلم آيران علم اليقين أن الفكر السلفي الذي يهيمن على سياسيات الكثير من الدول العربية لاتعترف بالشيعة عموما بأنهم طائفة أسلامية وتطلق عليهم ألقاب مثل ألرافضة والصفويون وأبناء العلقمي ؛فمساعدة غزة في نضالها لفك الحصار ووقف ألأعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني ؛لم يغير شيئا من نظرة ألعرب لأيران ولازالوا يعتبرونها أكثر خطرا من آسرائيل على ألأمن ألعربي وخاصة دول الخليج؛والدليل على ذلك أنها أحجمت عن مساعدة غزة بينما تدفقت ألأموال وألأسلحة الى ألمعارضة السورية؛ليس حبا بالشعب ألسوري فهو يرزح تحت ظلم هذا النظام منذ عقود ؛ولكن السبب الحقيقي كان لأسباب طائفية بأمتياز!!.
مواقف آيران هذه أضرت بالتجمعات ألشيعية في ألمنطقة العربية سواءا أكانت أغلبية أم أقلية ؛حيث جعلت الغرب وأمريكا بالذات تعتقد أن ألشيعة هم تحت عباءة ألملالي في آيران ويشكلون خطر على مصالحها في ألمنطقة ؛وهذا ماحصل فعلا في أنتفاضة 91 في العراق؛فقد أحجمت أمريكا عن دعم الأنتفاضة بناءا على ضغوط من قبل ألأنظمة ألخليجية خصوصا والعربية عموما خوفا من التمدد ألشيعي ؛وكان ذلك بسبب الشعارات التي تطلقها أجهزة ألأعلام الرسمية الأيرانية .أن موقف أمريكا والغرب ألسلبي من أنتفاضة  ألبحرين التي تطالب بحقوق الأغلبية  بالمشاركة الفعليه بالحكم  في البحرين مثلما حظى شيعة العراق بعد السقوط ؛هو لتخوفهم من أن شيعة البحرين يمثلون أمتدادا لسياسات آيران ضد المصالح الأمريكية ؛وكذلك موقفهم من أضطهاد حكومة آل سعود للأقلية الشيعية في السعودية يصب في هذ ألأتجاه ؛بينما تدخلت أمريكا والدول الغربية بكل ثقلها بدعم ألأنتفاضات في دول ألربيع العربي لأنها لم ترفع شعارات مناوئة للغرب أو لأمريكا .

*أن بعض أهل ألعمائم في العراق أخذوا يتخذون نفس ألنهج ألذي أتخذته آيران تجاه الغرب وتشجيع خروج مظاهرات أستفزازية ورفع شعارات عفا عليها الزمن مثل { كلا كلا أمريكا } التي يسيرها ألصدريون ويصفون أمريكا بالشيطان ألأكبر ؛ونحب أن نذكر قائدهم مقتدى قدس الله سره!!أنه في زمن صدام لم يجروء على الخروج من بيته وان والدته كانت تحذره من الخروج الى الشارع ؛وتقول له {أذا خرجت فسيقتلك  زبانية صدام كما قتلوا والدك وأخوتك}.لقد أصبحت ألآن زعيما لتيار ولك وزراء ونواب ومسؤولين في الدولة وهذا يعتبر حلما بحد ذاته؛أن حصول رجال الدين الشيعة عموما على المواقع التي حصلواعليها وأتباعهم كان بفضل أسقاط نظام البعث في العراق ؛وهم ألآن يتمتعون بثقل كبير في توجهات السياسة العراقية ؛ويحصد أتباعهم المواقع ألمتقدمة في الدولة ألجديدة ؛ بينما كان يحظر عليهم سابقا  الخروج من بيوتهم حتى  في المناسبات الدينية؛ وكان بعضهم يتودد لزبانية صدام ليحظى  على رضاهم ومباركتهم!!.
أن تدخل رجال الدين في أمور السياسة ؛يعقد ألأمور ويخلط ألأوراق ويشوش الصورة بين صفوف ألبسطاء من الناس الذين يمثلون الأغلبية؛فالتركيز على ألعبادات الطقوسية وخاصة فيما  يتعلق بأحداث الماضي التي عفا عليها الزمن؛فبدلا من توجيه ألناس وأرشادهم ألى المطالبة في تحسين أحوالهم المادية والمعنوية ؛راحوا ينشرون ثقافة الموت والخرافات والخزعبلات ؛فبزيادة المناسبات الدينية وطغيانها على الحياة اليومية ؛أزدادت معها ممارسات متخلفة مثل التطبير واللطم والبكاء والعويل والمشي لمئات الأميال لأحياء أمور حدثت منذ أكثر من ألف عام؛ بينما كان ألأجدر بهم  دعوة الناس  ألى العمل للنهوض ببلدهم وأنقاذه من ألأزمات والتدهور الحاصل في كل مرافقه؛وزيادة سرقة المال العام والمحسوبية والمنسوبية ؛وبدلا من أن يكون آل البيت قدوة لهم ؛أصبح الكثير من رجال الدين يتمتعون بالقصور الفارهة والسيارات ألحديثة والحسابات المصرفية ؛أما جلاوزتهم فقد أكلوا ألمال الحرام وتركوا الفقراء يموتون جوعا ومرضا وتخلفا.
*أن عودة ملالي آيران الى رشدهم وتغيير سياساتهم تجاه أمريكا والغرب سيجنب الشيعة خطر ألأبادة كما يحصل ألآن لقبائل { الرهينغا} ألأسلامية في بورما ؛وعلى العراقيين أن يحجموا دور أهل ألعمائم ؛قبل أن يلقوهم في التهلكة بشعارات لاتدخلهم الجنة كما يدعون بل تؤدي بهم الى التهلكة والعاقل من أتعض بغيره؛ فأوروبا تقدمت لأنها تخلصت من سلطة الكنيسة وهيمنة القساوسة ؛وحررت نفسها من طقوس عبثية صنعها القساوسة لعبادتهم من دون الله .أن أتحاد السلطة الدينية والسياسية ؛قد دمر ألأنسان في الدول العربية والأسلامية ؛وكمثال على ذلك ؛معاملة أسرائيل لفلسطيني عام1948 حيث يحصلون على كافة حقوقهم أسوة باليهود في آسرائيل ولهم ممثلون في الكنيست ألأسرائيلي؛كما تم أدماج الفلاشا في المجتمع ألأسرائيلي في وقت قياسي ؛وعلى العكس من ذلك فأن  شيعة السعودية لايحق لهم ألأنخراط في الجيش والشرطة ومؤوسسات الدولة المختلفة؛ وترفض ألأغلبية قبول أندماجهم في المجتمع السعودي؛ وفي البحرين حيث يمثل الشيعة  الأغلبية؛ ولكنهم لم يتقلدوا منصبا سياديا منذ تأسيس ألدولة ؛كل هذا بسبب سياسة ألتمييزألطائفي التي ترعاه ألمؤوسسات الدينية في البلدين .كما أن ألأمارات بدات تطرد الشيعة من وظائفهم وترفض أعطاء سمة ألدخول  للعراقيين من أصول شيعية  اليها ؛وكل ذلك بسبب ألأحتقان الطائفي في ألمنطقة ؛وحتى ألأكراد في العراق أخذوا يوظفون ألأحتقان ألطائفي في صراعهم مع ألمركز؛فيتهمون حكومة ألمالكي بأنها تدفع ثمن ألصواريخ ألذي تقصف به ألقوات ألسورية ألمعارضة ؛وأن تشكيل قوات دجلة هدفها تطويق المناطق السنية !!.

أحدث المقالات