24 أبريل، 2024 6:06 ص
Search
Close this search box.

سيارات بلا شوارع

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد كان من نتائج التدفق العشوائي لدخول السيارات بمختلف انواعها وأحجامها الى البلد ،ماتشهده شوارعنا من ازدحام مستمر انعكس على طبيعة الحياة اليومية وأصبح المواطن يعاني من ضياع الوقت في اجتياز الطريق من بيته الى محل عمله او المكان الذي يقصده لأمر ما، ولنا ان نتصور مقدار المعاناة عندما تتكرر وقد اخذ جهد العمل والتعب مأخذه من المواطن عند عودته الى البيت.
ولواخضعنا هذه القضية للبحث والمناقشة لوقفنا على جملة من النتائج المترتبة  عليها فبالاضافة لما يلاقيه المواطن من معاناة ،هناك تأثيرات اخرى لاتخفى على البسطاء من الناس فضلا عن المتخصصين.فوجود السيارات بهذه الكثافة في الشوارع له تأثيراته المباشرة في تلوث البيئة من خلال الغازات  المنبعثة من عوادم هذه السيارات ،وفي تزايد حالات حوادث الاصطدام والدهس التي تحصل يوميا ،وأصبحت مهمة رجل المرور مهمة صعبة وسط هذا الزحام،بل ان شدة ازدحام السيارات في الشوارع اصبحت ملاذا للسيارات الغير اصولية وفرصة لذوي الاغراض التخريبية  وفي وقت مطلوب من الاجهزة الامنية القيام بتفتيش السيارات في النقاط والسيطرات المنتشرة في المناطق المختلفة يصبح من الطبيعي ان نجد طابور السيارات يمتد لمسافات طويلة امام كل سيطرة بسبب الازدحام،حيث يكون التذمر والاستياء المعهود عندما نمل الوقوف في ذلك الطابور.
قد يكون الكلام المتقدم موجود في ذهن اي واحد منا ولكن هناك حقائق لابد ان تقال نضعها امام من يعنيهم الامر من بينها ان التدفق العشوائي لدخول هذه السيارات بهذه الكثرة كان المفروض ان يصاحبه تخطيط ودراسة من قبل الدوائر ذات العلاقة وكل يعطي رأيه الفني والاختصاصي،ولنا ان نتساءل بلغة  المواطن البسيط اما كان الاجدر ان يكون لوزارة البيئة ،والداخلية،والمرور،والتجارة..والأطراف الاخرى ذات العلاقة من خلال فريق عمل يتبنى وضع الية علمية صحيحة توازن بين اعداد السيارات المطلوب استيرادها وبين ماموجود لدينا من سيارات وفق خطة توضع لهذا الغرض تأخذ في الاعتبار مايطرح من قبل الاختصاصات المتقدمة ومن ثم الخروج بتوصيات مثمرة تجنبنا حالة العشوائية التي حدثت بسبب فقدان التنسيق والتشاور بين تلك الاختصاصات.نعم كانت هناك بعض الاجراءات التي تعلقت بجوانب جزئية ولكنها متأخرة ولم يكن تأثيرها كبيرا في معالجة هذه القضية. 
لدينا من الكوادر الفنية والاختصاصات الفنية والعلمية ماتغنينا عن الوقوع في مثل هذه الظاهرة شرط ان   يتجه تفكيرنا نحو تبني خطط علمية صحيحة لكل مايتعلق بجوانب مهمة من حياتنا . والأمل في اهل الرأي والاختصاص ومن يعنيهم الامر  بوضع الخطط الناجحة لتجاوز هذه المشكلة. لأننا لانريد ان تضيق شوارعنا بسياراتنا اونمتلك سيارات    بلا شوارع. والله الموفق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب