18 ديسمبر، 2024 10:12 م

سيادتك أكذب وأخطر الكذّابين …

سيادتك أكذب وأخطر الكذّابين …

(( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون )) …. صدق الله العلي العظيم
في كلمة له في المؤتمر الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة بمناسبة يوم الشباب العالمي , دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى اعتبار الكذب السياسي جريمة مخلة بالشرف , وبغض النظر عن الأسباب التي دعت رئيس الوزراء لإطلاق هذه الدعوّة , فإنها جاءت في وقت هيمنّ فيه الكذب السياسي على أقوال وأفعال معظم السياسيين في العراق , وأصبح الناجح منهم من يتّقن فن الكذب بمختلف أشكاله وأنماطه , حتى بات السوق السياسي هو سوق الكذّابين بلا منازع , وأصبح التنافس في هذا السوق على من يكذب أكثر ويطرح بضاعة جيدة من الكذب , لا أريد في هذا المقال أن أتحدّث عن الكذب السياسي باعتباره أخطر أنواع الكذب على المجتمع لما له من دور كبير في تضليل الناس وخداعهم , ولا الحديث عن السياسي الذي يبيع الوهم والآمال الزائفة على الناس , ولا الحديث عن أخطر الساسة الكذّابين الذين أبتلى بهم الشعب العراقي بعد سقوط النظام الديكتاتوري المجرم , بل أريد للرأي العام العراقي أن يقف على حقيقة رئيس الوزراء الذي دعا إلى اعتبار الكذب السياسي جريمة مخلة بالشرف .
فالشعب العراقي يعلم جيدا يا سيادة رئيس الوزراء كيف وصلت إلى هذا المنصب , وكيف تآمرت على زعيم حزبك نوري كامل المالكي واتفقت مع خصومه وأعدائه السياسيين في الداخل والخارج , ويعلم كيف كنت ومن معك من قادة حزب الدعوّة من المتآمرين تبدون أشكال الولاء والطاعة الكاذبة لزعيم الحزب وتصرّحون لوسائل الإعلام بأنه المرّشح الوحيد لرئاسة الوزراء عن ائتلاف دولة القانون حتى آخر لحظة , فالمتآمرون يا سيادة رئيس الوزراء هم أخطر الكذّابين على الشعب وأشرّهم , وهذه بعض من أكاذيبك أضعها أمام الرأي العام والشعب العراقي ليطلّع على الحقيقة يا سيادة رئيس الوزراء .
الكذبة الأولى : إعادتك لقوات الاحتلال الأجنبي للعراق تحت ذريعة المدربين والخبراء ومنحهم الحصانة القانونية , وعدم كشفك للأعداد الحقيقية لهذه القوات والدور المناط لها .
الكذبة الثانية : ادعائك أمام مجلس النوّاب بوجود 50 ألف فضائي في أربع فرق عسكرية , من أجل تسقيط سلفك وزعيم حزبك نوري كامل المالكي أمام شعبه .
الكذبة الثالثة : ادعائك بأنّه لا يوجد بين أهل السنّة من يؤيد تنظيم داعش , وأنّ تنظيم داعش لا يملك رجالا عراقيين وأغلب عناصره من الأجانب , من أجل استرضاء شركائك في الحكومة من السنّة وكسب ودّهم على حساب الحقيقة .
الكذبة الرابعة : ادعائك بأنك قد استلمت ميزانية العراق فارغة من سلفك , والحقيقة أنّك استلمت بحدود السبعة مليارات دولار في الميزانية , وهذه أيضا من أجل تسقيط نوري المالكي أمام أنظار شعبه .
الكذبة الخامسة : كذبة الإصلاح السياسي وتشكيل حكومة من المهنيين والخبراء والمختّصين والتكنوقراط التي أعلنتها ليلة العاشر من شباط , ناهيك عن الأكاذيب الأخرى التي يراد منها ذر الرماد في العيون وخداع الشعب المطالب بالإصلاح السياسي والتغيير ومحاربة الفساد , كالكذب بفتح المنطقة الخضراء وتسهيل الإجراءات الحكومية وإنهاء عمل الوكلاء بالوكالة .
فهل هنالك من سياسي أكذب وأخطر منك يا سيادة رئيس الوزراء ؟ فمن الأولى بشموله بقانون الكذب السياسي ؟ .