23 ديسمبر، 2024 8:13 ص

سيادة رئيسة الجمهورية ..!

سيادة رئيسة الجمهورية ..!

انتهت يوم الأحد المهلة المقررة لتقديم أوراق المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، بينما تنتهي المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس من بين المرشحين في الثالث من أكتوبر المقبل.
ويتمسك الحزب الديمقراطي الكردستاني بمنصب رئاسة الجمهورية، بناء على نتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت في 12 مايو الماضي، غير أنه أشار أيضا في بيان سابق إلى عدم ممانعته في أن يتولى المنصب مرشح يتفق عليه الحزبان الرئيسان.
وقد أحرز الديمقراطي الكردستاني 25 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، فيما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 18 مقعدًا في البرلمان العراقي المكون من 329 مقعدا.
احتفظ الاتحاد الوطني الكردستاني، ثاني أكبر الأحزاب في إقليم كردستان بعد الديمقراطي الكردستاني، بمنصب رئيس الجمهورية العراقية منذ نحو 13 عاما ، ولذلك فهو يصر على أن المنصب من حصته (ولكبار السن المخضرمين حصرا)..!

يشار إلى أن الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، يخوضان صراعا من أجل الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، ويصر كل منهما على أن المنصب من حصته.

حتى الآن فقد رشح الاتحاد الوطني القيادي فيه برهم صالح، فيما رشح الحزب الديمقراطي فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم، إضافة إلى أربع شخصيات مستقلة أخرى رشحت نفسها للمنصب.
وفي مفاجئة سياسية جديدة مثل التي حدثت في فوز الحلبوسي بمنصب رئيس البرلمان وتفوقه بالنقاط على منافسيه المخضرمين الكبار، أعلنت النائبة السابقة عن التحالف الكردستاني، سروة عبد الواحد، ترشحها لمنصب رئاسة الجمهورية كأول امرأة ترشح لهذا المنصب في العراق، في خطوة لكسر العرف التوافقي السياسي والمحاصصة الحزبية في ادوار المناصب الحكومية وقد تصبح الرئيسة الأولى له بعد الموافقات السياسية. وتعويلها على دور المراة في البرلمان ومناصري التغيير على كسب الأصوات المطلوبة لتوليها المنصب الرئاسي .

يشار إلى أن عبد الواحد لديها العديد من المواقف السياسية إزاء الأوضاع السياسية، وخاصة ما يخص إقليم كردستان، إذ كانت قد أعلنت عن موقفها الصريح بمخالفتها استفتاء الاستقلال لإقليم كردستان من العراق، الذي جرى في أيلول/سبتمبر من العام الماضي. ورفضها مقر السفارة الاميركية في اربيل ومعارضتها على سياسات الإقليم والاسرة الحاكمة .

وحسب رأيي الشخصي ان ترشيحها الى منصب رئيس الجمهورية خطوة بالاتجاه الصحيح ، لأنها تمثل المرأة السياسية العراقية التي تنحاز الى قضايا الوطن دون اي اعتبارات ثانوية ونحن بأمس الحاجة الى ان يتبوأ هذا المنصب الهام في بلدنا شخصية وطنية معروفة بمواقفها وجرأتها ومحاربتها للفساد ووقوفها أمام كل أنواع التحزبات والتخندقات الضيقة ورسالة للعالم على بزوغ فجر جديد للديمقراطية في العراق الجديد ولدور المرأة وحظوتها في المجتمع السياسي ويمكن اعتبارها الورقة الكردية للتسوية بين الحزبيين المتصارعين على المنصب . وقد تجد مقبولية كبيرة في البرلمان العراقي وخصوصا عند الاحزاب التي تطالب بتغيير نظام المحاصصة والتوافقات الطائفية والحزبية
كما ان ترشح عبد الواحد لهذا المنصب يعكس قوة المرأة العراقية وشجاعتها ودورها في بناء العراق ونحن نتطلع الى مرحلة جديدة لابد ان يكون للنساء مثل سروة عبد الواحد على قمة الهرم وفي أهم المناصب السيادية وفق متغيرات الخارطة السياسية الجديدة والدعوات نحو الإصلاح وتجديد الوجه الحكومي لدولة العراق بالوجوه الشابة العصرية الطموحة لبناء عراق جديد وموحد خالي من شوائب الفساد والتجاعيد وكبار السن، ومخاطر التنويم المغناطيسي والمحاصصة الطائفية.