ورث المسؤول العراقي الاسلامي “الديمقراطي” الجديد الكثير من قوانين ومفاهيم سلفه “الديكتاتوري” العلماني البعثي المخلوع. نفس هذه القوانين والمفاهيم التي هاجمتها الاحزاب الاسلامية بضراوة عندما كانت تعارض نظام صدام حسين, الذي اسقطه الجيش الامريكي وادعت هذه الاحزاب انها من فعل ذلك, نفس هذه القوانين تطبقها ضد خصومها من الشعب العراقي وتعيد اجترار نفس المفاهيم. من هذه المفاهيم هو مفهوم السيادة الوطنية التي مامر علينا يوم الا وسمعنا نهيق السياسيين الجدد وزعيقهم للحفاظ عليها والتحذير من المساس بها.
لابد أنهم يفهمون السيادة الوطنية ,كما كان يفهمهما سلفهم البعثيون,على انها سيادة الحكومة وحريتها المطلقة في اصدار القوانين وتطبيقها والاستفراد بالشعب المظلوم دون مراعاة القوانين الدولية وحقوق الانسان, او رفض اي ضغط دولي او أممي من شأنه ان يوفر ولو جزءا بسيطا من الأمن ويقلل من معاناة الشعب العراقي ويحد من جموح الارهاب وزعماء الحرب الطائفيون .
العراق ايها السادة ,يقول الجعفري, دولة ذات سيادة مطوقة بخطوط حمر ان تجاوزها أحد فسينقض افراد الجيش العراقي عليه كما انقضوا كالنسور على داعش في الموصل وصلاح الدين وقاعدة سبايكر والصقلاوية وجرف الصخر وسنجار …الخ.
آنساتي سيداتي سادتي داعش تحتل ثلث العراق دمجته بثلث من سوريا نكاية بمعاهدة سايكس بيكو, المفخخات تزهق اكثر من الف روح شهريا, وحدات الجيش المحاصرة تنفد ذخيرتها وتجبن الوحدات الاخرى عن نصرتها, فيقود المحاصرين بضع انفار قذرين من داعش او ممن يتقنع بقناع داعش الى مسلخ حيث يذبحون كالخراف ويصورون ويعرضون على مواقع التواصل الاجتماعي, ولازالت سيادة العراق خط أحمر.
قذرو داعش يقتلون الرجال والاطفال في مدن وقرى العراق ويستحييون النساء فيغتصبونهن ثم يعرضونهن للبيع في سوق السبايا, والمعتوه ابراهيم الجعفري يتنقل بين دول العالم ليحذر عواصمها من مغبة تجازو خطوط سيادة العراق الحمراء, الا دولة رعاة الارهاب العالمي يتملقها منذ ان تسلم منصبه ويبشرنا كل يوم انها وعدته بفتح سفارتها في بغداد.
تعاوت كل ذئاب العالم على قطعان غنم العراق فاتته من كل فج افواهها تقطردما يدفعها جبن وفساد جيش لم يشهد له التاريخ البشري مثيلا, دخلوا ويدخلون العراق من كل زاوية وجانب
واحتلوا مخافره الحدودية وذبحوا شرطة حدوده ولاذ الباقي بالفرار, ولازالت سيادة العراق خط أحمر.
وعندما انتخى العالم لنصرة نسائنا بعدما تركناهن خلفنا للاغتصاب والسبي وهربنا بجلودنا مذعورين امام ثلة نكرات من سقط المتاع تركوا للتو حانات باريس وصخب ليالي الغرب تذكر جبناء شيعة العراق ان للباقي من عراقهم سيادة.
أية سيادة ياسيد ابراهيم, وقادة صلاح الدين والموصل يتوسلون ,غير ملامين, بالامريكان لاقامة قواعد دائمة؟ أية ياسيادة ,ياسيد ابراهيم, وصارت هناك دولة (داعش) تفصل بين بغداد واربيل؟ تتحدث عن سيادة أي عراق ياسيادة الوزير؟ عراق ماقبل أو عراق مابعد التاسع من حزيران؟
سيادة العراق التي تتحدث عنها , انت ياسيد ابراهيم وبقية عملاء الولي الفقيه الايراني, هي سيادة حديقة ايران الخلفية ومنطقة نفوذها في العراق. ببساطة الموضوع واضح اوضح من معرفة فشلك في رسم سياسة خارجية مستقلة تتعامل مع الواقع وليس الفنطازيا أو الميتافيزقيا, تعمل لخدمة مصالح البلد وليست مصالح حكومة المنطقة الخضراء.
ايران لاتريد تواجدا غربيا على ارض العراق لانه سيحد من نفوذها ويهدد نظامها ويقطع الجسر الجوي الذي تمده فوق العراق لنصرة الخنزير بشار الاسد. ولانها (أي ايران) عاجزة عن منع طلب العراقيين ,من غير الشيعة, اقامة قواعد عسكرية غربية في العراق,الخارج من خطوط الجعفري الحمراء, الطلب الذي يدعمه الكورد والعرب السنة والاتراك والاردن وتقريبا كل دول الخليج العربية, ترفضه ايران لان شرطها بتأهيل نظام الاسد قوبل بالرفض الدولي.
التاريخ القريب اثبت ان ايران قادرة فقط على تجنيد ميليشيات وساسة شيعة العراق على لرفض اي سياسة او مشروع دولي لايصب في صالح المشروع الايراني الأكبر للمنطقة حتى وان ذهب كل شيعة العراق ضحية له.
اذاما اصر الجعفري وبقية متسيسي (سياسيي) الشيعة وقادة ميليشياتها برفض الخطط الأممية وعدم فسح المجال للجيوش الغربية بهزيمة داعش في العراق نهائيا, فليس من الصعوبة توقع طرد داعش من كردستان والمحافظات الغربية, ليبقى ابناء الجنوب وحدهم في مواجهة التنظيم وبقية قطعان الارهاب العالمي.