رشحت أنباء عن استعداد رئيس الوزراء حيدر العبادي لاعادة تجربة الكلمة الاسبوعية كل يوم أحد ، على غرار سلفه المالكي كل يوم أربعاء يوم كانت كلماته تثير أزمات وأزمات .
وبمناسبة ما ترشح عن العبادي فان لنا بضعة آراء وافكار نتمنى إجمالها عبر هذا المقال ، الذي أتاح ان تكون النصيحة بوابة للكلام والكتابة والرأي الآخر .
سيادة العبادي .. انا مقتنع تمام الاقتناع ولدي معلومات كاملة ان هناك من أوحى إليك بإعادة فكرة الكلمة الأسبوعية ، واختيار يوم الأحد من كل اسبوع مناسبة لها ، وأود ان أشير اليك دون انتقاص الرأي او الآراء التي اقترحت عليك هذه الفترة ، ان تتحول كلمتك الأسبوعية الى انجاز أسبوعي عملي بدل الكلام والخطب ، الذي لا طائل منه ، ثم انك كثير الزيارات ولم تقبع في المنطقة الخضراء وسط زبانيتك كما كان سلفك يرشقنا بثرثراته النارية ، واي كلام كان سوى الحقد ونفث الكراهية والتهديد والوعيد ، وبودي ان أشير إليك بأمر قبل ان تجازف وتلقي كلمتك الاسبوعية سيادة الرئيس حيدر العبادي ، فاشير اليك بالعودة الى قراءة الموقف العسكري والامني بعد كل يوم اربعاء كان سلفك يتحدث به ، لترى بالعدد والاحصاء كم تفجير كانت تشهد بغداد والمدن الاخرى بعد كل خطاب ، وهو ما سيحدث اليك أيضا بعد كل كلمة .
أخي ودعني أقول لك اخي حيدر العبادي ، ربما تكون اراء بعض المقربين جيدة ويعبرون عن حبهم لك ، ولكن ليس كل ما يقال ينبغي ان يتحول الى منهج ، ثم ان العراق من الدول ذات الاوضاع المكررة والمشاهد المعادة المعقدة ، فما يحدث في العراق هو حرب ضد داعش ، وتفجيرات وفضائح فساد ، وما عليك الا ان تبقى تدور في هذه الخانة الضيقة دون فكاك ، وتكرر نفس ما تقوله ، مثلما تكرر اليوم عباراتك ، فقد احصيت لك ذكرك لعبارة ( الجريمة المنظمة ) اكثر من اربعين مرة في ثلاثة اشهر ، وتعيدها في كل اجتماع في بغداد او المدن الاخرى ، فيما ينتظر الناس منك افعالا ضد الجريمة المنظمة التي تعرف من يقوم بها ولماذا ارتفعت نسبتها الان مع بروز الميلشيات المنفلتة .
اخي الدكتور حيدر .. وانا اتحدث اليك ، فاني أتحدث عن خبرة ودراسة ودراية وليس محض كلام يراد منه النشر ، فأقول لك احذر الكلمة الأسبوعية ، فهي مقتل السياسيين لانه ستجعلك تكرر نفسك ، وسوف يتربص بك المتربصون بعد كل كلمة فيحولون الكلام ، ويتقصدون زلات اللسان والاخطاء وحرف الكلم عن مواضعه ، وستعيد سيرة سلفك الذي انشغل بالكلام وافشل كل مؤسسات الدولة ، وفسح للفساد ان يضرب اطنابه في كل زاوية ومكان ومعسكر ومؤسسة ومصنع وحزب ودائرة حكومية .
اخي الدكتور حيدر اعمل لنراك ، ولا نريد ان نسمعك ، هذه نظرية جديدة في قانون الإبداع والتحفيز وهي من احدث النظريات الغربية التي ظهرت ، اعمل بلا كلام ، فكل خراب البيوت العراقية وهجمانها سببه الكلام ، وكما قال الشاعر العربي ( فان الحرب أولها الكلام ) .
بدل الكلمة الاسبوعية قم بزيارة مستشفى ، مصنع ، سايلو للتجارة ، جامعة ، مدرسة ابتدائية ، عائلة فقيرة ، ملجأ أيتام ، دار عجزة ، معسكر تدريب ، الخ الخ الخ ، وتتيح لك الحركة التعبير عن ارائك عبر جولاتك ، وتحدث باقتضاب من هناك بطريقة القادة العاملين ، وليس بنظريات الدكتور الجعفري التي ستحرق العراق من شدة التعقيد وتجعل الناس يلجئون للطلاسم والسحرة وفتّاحي الفال لمعرفة رموز الكلام .
اخي الدكتور العبادي .. انا اعلم تماما ان مكتبك الإعلامي ضعيف ويحتاج للتطوير والتحفيز ، واعرف امكانات القائمين عليه ، والذي سيمنعون إيصال هذه المقالة اليك لتطلع عليها ، كما اعلم انك لم تعتمد الخبرات ، وحتى المتحدث باسمك الاخ الحديثي لا يعلم من الامر شيئا وهو حاله كحال الكثير لا يعرف سوى الكلام المنمق الذي لايحوي أية معلومات ، وهو استاذ الفلسفة اليونانية والتي لا يقترب منها للاعلام سوى بظهور مفاجئ في بعض الفضائيات حصل عليه بعد عام 2010 بصداقات شخصية ، كحال شبكتك الإعلامية العراقية ذات الملايين وهي افشل ما في الدولة بقيادة الشبوط والشلاه .
اخي دكتور حيدر احذر الكلمة الأسبوعية ، ونظم مكتبك الإعلامي ، ولا تستهن بالأمر ، فانت اكثر من يتحدث عن إعلام داعش وقوته والحرب النفسية ، دون ان تترك مجالا لأصحاب الرأي ان يرشدوك .
خاتمة القول اكرر لا تبع الكلام بل حقق الانجاز ، نريد ان نراك لا نسمعك .