22 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

سيادة الرئيس: هل تستطيع النوم ليلاً ..!؟

سيادة الرئيس: هل تستطيع النوم ليلاً ..!؟

بعد زيارته حلب وحمص، ورؤيته “صوراً لا تُصدّق، وكأنّها من نهاية العالم”. يسألُ التلفزيون الألماني ARD؛ سيادة الرئيس: هل تستطيع النوم ليلاً..!؟جدد الرئيس الأسد مواقفه، خلال ردّه على أسئلة التلفزيون الألماني، فقال بأن مصيره السياسي مرتبط فقط بإرادة الشعب السوري، وأن الحرب تدور حول استقلال سورية، ضد من يريد تدميرها وجعلها بلدا طائفيا. لو تبنت ألمانيا سياسات أكثر حكمة تجاه الأزمة السورية، والعمل ضد الإرهاب، وتحقيق الاستقرار، فهذا سيكون اكثر إنسانية من استضافتهم للاجئين السوريين. وأضاف الرئيس الأسد بأن البلدان الأوربية غير مستقلة في قراراها السياسي، بل تابعة للإدارة الأميركية. عندما تكون لدى أوربا، الإرادة للقيام بواجبها في وقف الحرب الإرهابية على سورية، التي تزعزع استقرار المنطقة، وتقوم بالضغط على البلدان الداعمة للإرهاب، ووقف تهريب الأسلحة وكل أنواع الدعم اللوجستي، عندها سيتوقف الكابوس الذي يقلق البلدان الأوربية. يؤكد الأسد بأن الدولة السورية ستقوم بكل ما يترتب عليها لإنجاح اتفاق «وقف الأعمال القتالية»، وأن الإتفاق يضم معسكرين لهما أهداف متناقضة حوله. الإرادة الطيبة لا تكفي، فغياب الخرائط العسكرية، وآلية مراقبة الإتفاق، يعني ذلك أن الإتفاق لم ينضج بعد. ليس مهما إذا نمت أم لا .. الناس يسألون: ما الذي أستطيع فعله؟ ما عدد الإرهابيين الذين نستطيع التخلص منهم، أو إقناعهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية؟ يردّ الرئيس الأسد على القلق الألماني.مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، عن استئناف المحادثات في جنيف، في التاسع من آذار، كان العالم مشغولا بخطة كيري البديلة، وفيدرالية ريابكوف. وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال بأن على الرئيس الأسد اتخاذ ” قرارات حقيقية” بشأن عملية حكم انتقالي حقيقية، وأن لديه “خطة بديلة” قيد الدراسة، في حال عدم حدوث ذلك. وأضاف كيري، بأن ذلك يمثل “الطريق الوحيد لإنهاء الحرب، وبديل ذلك هو زيادة شدة الحرب، مما قد يدمر سورية بشكل كامل، وقد لا تكون قادرة على إعادة وحدتها”.
 
ترافقت خطة كيري، مع زيارة معلنة للكيان الصهيوني إلى الكيان الوهابي، وأنباء عن استعدادات لتدخل عسكري بري يتم تحضيره بالاتفاق مع الأردن وتركيا، لتغيير ميزان القوى العسكري بين الدولة السورية و”المعارضة المعتدلة”، واسقاط “النظام السوري”. كثيرة هي الأسباب التي تجعل التدخل البري مستبعدا، مع الحضور العسكري الروسي، فيما لو كانت الحسابات الوهابية والعثمانية خاضعة للمنطق، وليست ناتجة عن جنون الأمير الصغير والسلطان الكئيب، والتي يأخذها حلفاء الدولة السورية بعين الإعتبار، وحضروا لها ما يناسبها من مفاجآت!
 
لم يعتقد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، حين ردّ على سؤال يطلب تقييمه لحظوظ قيام دولة فيدرالية في سورية، أنّه سيثير حالة من القلق والشك والريبة والآمال، عبر كثير من المقالات والتحليلات السياسية. بعد أن أكدّ ريابكوف على أن موسكو تعمل في حربها ضد الإرهاب، على القضاء على الخطر الإرهابي وتهيئة الظروف الضرورية لعملية سياسية بقيادة سورية بدون إملاءات خارجية، وبعد أن أبدى أسفه من تصريحات واشنطن المتكررة حول أن “لا مكان للرئيس السوري في مستقبل سورية”. ردّ ريابكوف على حظوظ الفيدرالية، بأنه لا يستطيع تقييم ذلك ما لم تبدأ العملية السياسية، التي ستحدد معالم سورية المستقبلية. مؤكدا على أن موسكو ستحترم نتائج المحادثات السورية مهما كانت، ما دامت المحادثات لا تتم تحت ضغط إملاءات خارجية، وأنه لو وصل المتحاورون إلى صيغة الفيدرالية، على أنها تحافظ على سورية موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، فمن سيعارض ذلك!؟. وزارة الخارجية الروسية، وأمام ما أثارته تصريحات ريابكوف من قراءات متناقضة، أكدت أن لا تغيير في الموقف الروسي تجاه سورية، وأن شكل الدولة السورية المستقبلي هو أمر يقرره السوريون فقط. واعتبرت أن الآراء والنقاش في مختلف جوانب التسوية، أمر طبيعي مع تحول الأزمة السورية، أزمة دولية تنخرط دول عديدة في جهود تسويتها.
 
ولكن .. هل تتوافق الفيدرالية، مع سورية موحدة ومستقلة وذات سيادة.. !؟ وهل الحرب الدائرة منذ سنوات خمس، هي بين مكونات ذات نزعات إنفصالية، أم إنها حرب ضد الإرهاب؟ بات من الواضح أن الشعب السوري والدولة السورية، يخوضان حربا ضد الإرهاب والدول الداعمة له، والتي لم تخف نواياها في تقسيم سورية، منذ لحظات ” الربيع العربي” الأولى. تفتيت سورية، كان وما يزال، حلما أميركيا وإسرائيليا ووهابيا، لإنهاء خطر محور المقاومة على الكيان الصهيوني والكيان الوهابي. العثمانيون الجدد لم يخفوا أوهامهم في السيطرة على كامل رقعة “الربيع العربي”.
 
الحديث عن “الفيدرالية”، هو حديث عن تقسيم سورية لا عن وحدتها. هو “وحدة” كانتونات طائفية وعرقية، تجعلان من سوريا المستقبلية خاضعة بصورة دائمة للاملاءات الخارجية، بل لا يمكنها الحياة بدونها، ويجعل من الحديث عن سيادته أو استقلاله وهما لا معنى له. الشعب السوري الذي رفض التقسيم خلال الاحتلال الفرنسي، وخرج منتصرا بوحدته، وحقق استقلال بلده، يكرر رفضه أوهام الفيدرالية والتقسيم، في حربه مع الإرهاب الدولي وداعميه، وسيخرج منتصرا مرة أخرى، بتضحيات أبنائه ووحدتهم، دفاعا عن استقلال سورية وسيادتها.
 
 
‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية

أحدث المقالات