23 ديسمبر، 2024 9:47 ص

سيادة الرئيس..لا تفتحوا جرح الكويت الدامي!!

سيادة الرئيس..لا تفتحوا جرح الكويت الدامي!!

من حق السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح أن يزور دولة الكويت أو اية دولة عربية ، لطمأنتها على مواقف العراق وإعلان وقوف بلده الى جانبها ، وبخاصة بعد محنة السيول الجارفة ، وما تعرضت له الكويت من خسائر!!

ليس هذا موضع تساؤلنا سيادة الرئيس..لكن ما يحز في النفس أنك اتخذت من الزيارة وسيلة لـ (اثارة الاحزان والآلام) لدى الاشقاء في الكويت، لما تعرضوا له من محنة دخول العراق الى الكويت عام 1990، عندما حملتم بضعة ( وثائق) قيل أنها تعود الى الجارة الكويت ، علها تشكركم على موقفكم هذا، أو أن تحظون من قبلهم بـ (الاهتمام الكبير) من قبل الجانب الكويتي!!

موضوع الزيارة مهم ، وهي أنها تأتي بعد تسنمكم موقع رئاسة الجمهورية قبل أيام، وتريدون ان تفتحوا صفحة جديدة في العلاقات بين العراق وجيرانه العرب، وهو ما يفرح العراقيين والكويتيين وعموم دول الخليج ، بلا إستثناء!!

سيادة الرئيس ، ولأن الزيارة تأتي ، وفق تلك الاهداف ، فليس من اللائق ان يقوم رئيس دولة مثل العراق بأن يحمل (وثائق) قيل أنها تعود الى الشقيقة الكويت ، لأنك بتسليمها لهم ، لابد وأن تعيد فتح جروحهم النازفة ، والتي حاول الكثيرون ان تلتئم جراحاتها قبل سنوات قليلة ، وهي تذكرهم بتلك المأساة وتبعاتها الأليمة ، وكان من الأفضل أن يقوم وفد كويتي بزيارة العراق ويتسلم تلك الوثائق ، لأن (توقيت) تسليمها لم يكن (موفقا) بل و(غير مبرر) ، ليتزامن مع أول زيارة لكم، تكون أهدافها أكبر من ذلك، لا أن تعيد تذكير شعب الكويت وقادتها بما حصل لهم 1990 ، وهي فترة مؤلمة للشعبين الشقيقين، وكان الأولى أن (نردم) جراحاتهم لا أن نعيد (فتح) جروح الماضي، ويقوم أعلى مسؤول في الدولة العراقية بفتح خزان الذكريات المريرة وجراحات الماضي الأليم ، ليقول للإخوة في الكويت، هذا ما فعله العراقيون بكم قبل سنوات، وها نحن نعيد لكم تلك الوثائق، ..و(مهمة) من هذا النوع ليست من (مهام) السيد رئيس الجمهورية أن يحملها على طائرته التي أقلته في تلك الرحلة !!

سيادة الرئيس..ولأن العراق ديمقراطي ويسمح للرأي الآخر بأن يسمع ويرى ويراقب ، فلا (تزعل) علينا ، لأن طرحنا عليك مثل تلك التساؤلات ، وهي (مشروعة).. نريدك ، سيادة الرئيس ، أن تكون أكبر من هذا ، لتمثل العراق دولة ومجدا وكبرياء كرئيس، لا أن نظهر أمام الآخرين وكأننا لسنا في المنازل التي نستحق !!

سيادة الرئيس..كلنا أمل بأن لاتتكرر (مبادرات) من هذا النوع على مستوى الرئاسات الثلاث..ربما تكون عواقبها (المأساوية) على بلدنا أكثر من منافعها (المصلحية المجردة) ..ولو تركتكم تلك المهمة لموظفين في وزارة الخارجية وفي وقت آخر ، ليقوموا بتسليمها ، لكان أجدى وأفضل، واقل وقعا من حيث (التأثير السلبي) لمشاعر الكويتيين تجاه إخوتهم العراقيين ، وكأننا نحن من نذكرهم مرة أخرى بتلك المأساة الرهيبة التي لم يتمناها أحد من شعب العراق ، وكانت خارج ارادتهم على كل حال!!