18 ديسمبر، 2024 8:34 م

“سيادة الرئيس” في حواره الخاص مع “نخبة” من الإعلاميين المحْبَطِين.. “العراق.. كمرة وربيع”!!؟

“سيادة الرئيس” في حواره الخاص مع “نخبة” من الإعلاميين المحْبَطِين.. “العراق.. كمرة وربيع”!!؟

في اللقاء الصحفي “الأرستقراطي” الراقي! للسيد رئيس مجلس الوزراء العراقي “عادل عبد المهدي” بالأمس؛ غرائب وعجائب! .. ثلاثة من الأقطاب الإعلامية على رأسهم الإعلامي المشهور السيد “كريم حمادي” واثنين منتخَبين “منتجبين” من الفطاحل!! استمعوا إلى أجوبة “السيد الرئيس” التي انصبت على هامش الأحداث والأوضاع الساخنة والمؤلمة التي يعيشها العراق وشعبه! حيث أبعدت عن الحوار وتركز على السياسة الخارجية وعلاقات العراق بدول الجوار والدول الأخرى الأبعد من الجوار! وكيف أن تلك الدول أصبحت “تخطب” ود العراق وترغب في بناء أفضل العلاقات معه لأن هذه الحكومة لا تحاسب أو تعاقب الفاسدين واللصوص والمحتلين والمحتالين لنهب ثروات هذا البلد وسلب أمواله بكل حرية وأمان! ولا يخشى من حكومته في المساءلة والمحاسبة والملاحقة؛ حتى لو استفزتهم أميركا وخزانتها!! بتوجيه الاتهام إلى بعض نماذج الفاسدين والتلويح بمعاقبة آخرين قد أينعت رقابهم وحان قطافها!!؟
لذلك فإن حكومات الجوار الصديقة منها والشقيقة!! تسعى إلى إقامة أفضل العلاقات مع عراق الجعفري والمالكي والعبادي وآخرهم “عبد المهدي”!! الذي فاق الجميع في تساهله وتغاضيه عن الفاسدين واللصوص المحليين والدوليين الذين تملكهم “العجب” لما يجدوه من تسهيلات في السرقات والعقود الوهمية ولهف النقود.!!
وآخر خبر سمعناه للتو؛ أن السيد عادل عبد المهدي قد أحال “أوامر أو قرارات” الخزانة الأميركية بخصوص الفاسدين المفترضين إلى القضاء للتحقيق وتدقيق ما جاء فيها من اتهامات وكأنه استيقظ من سبات عميق وأمر بالتحقيق!.. أي مهزلة في العقل البشري هذه وكيف يمكن أن نصدق ما يحدث في العراق “الهضيم”!.. أن يحاسب الفاسدين من خارج العراق مما يوحي بأن “حكامنا” إما خائفين أو مشاركين في الجريمة أو لا يعلمون ما يجري أبعد من مكاتبهم الفخمة! ومستشاريهم العجائز الأكثر خوفاً من كبيرهم وقد اتضح للأذكياء! أن حكومتنا تدار من الخارج.. من أميركا وخزانتها بالذات!! وإن “خزانتنا” مهتمة بشؤون الأكراد! من دون بقية العراقيين!
لم يتذكر “السيد الرئيس” مشاكل العراقيين وما يعانونه من مشاكل متعددة تؤثر على حياتهم الطبيعية البسيطة! وصحتهم وكرامتهم؛ لم يتذكر ويذكره المحاورون! بتخلف وتردي الوضع الصحي العام في البلد والوضع التربوي والاجتماعي والتقصير في تقديم الخدمات البسيطة للمواطنين وما يعاني في حياته اليومية في ظروف مناخية صعبة ومرهقة؛ ولا قضايا المتقاعدين والشهداء والمجروحين والبطالة والانحطاط الأخلاقي لشبابنا وضياع وشتات الصبية والأطفال وقلة المدارس والعزوف عنها لصعوبة المعيشة وضعف الدخل الفردي والضمانات الاجتماعية .. كل تلك المشاكل تتفاقم وهي أهم من دول الجوار وعلاقاتها مع العراق الذي أصبح بقرة حلوب لا يستفاد من حليبها غير الغرباء والأجانب واللصوص .. كل هذا الواقع المرير جار في العراق ولا واحد من المحاورين من تطرق إليه وسأل السيد الرئيس “صدام”!! – بلا تشابيه-!! إلى متى يدوم هذا الحال ولم يبد في أفق تفكيره لا القريب ولا البعيد من أمل مطمئن ولا بصيص نور في النفق المظلم الذي يعيش ويسير فيه الشعب العراقي.
يبدو أن السيد الرئيس سوف يضهد ويقمع الشعب العراقي لا على طريقة “صدام حسين” بالقتل والاعتقال والمقابر الجماعية بل سوف ينتقم منه – كما هو مطلوب منه-! بمنحهم المزيد من الحرية القاتلة؛ والثرثرة المملة؛ والحرمان المستمر؛ والجوع المستعر؛ والمرض المستقر؛ والإهمال المدمر.. حتى تنهك قواه وينهار ويختفي و يتضاءل ويستكين ويعجزعن المطالبة حتى برغيف خبز أو حبة “أسبرين” ويقال له “يا مسكين” عليك بالسكين!!..وهكذا يكون الشعب العراقي قد نال نصيبه من الدنيا وهو البطالة والفقر والمرض والتخلف والجوع والتفكك الإجتماعي والموت البطيئ .. ثم يعملوا كالعبيد والرقيق في مؤسسات واستثمارات وشركات مَن كانوا عبيدا ومتخلفين يوما ما بفضل قياداتنا “الحكيمة”!
طالب السيد الرئيس.. طالب “كريم حمادي” أو طلب منه أن يأتي له بفترة من تاريخ العراق تحظى بهذا القدر من الدول التي لها علاقات جيدة مع العراق وترغب في “خطب وده” .. عجز “كريم حمادي” وأحجم عن الرد لأنه يعلم جيداً كيف هي هذه العلاقات “الجيدة”!! ولماذا.. وهو يعلم علم اليقين أن علاقاتنا مع تركيا هي علاقة استغلال بشع فهي تحتل جزءا من أرض العراق وتقصف قرى في شماله وتسيطر على منافذه الحدودية لصالحها! بالتعاون مع “إخواننا الأكراد”!! وتتصرف بنفطه الذي يرسل منه حصة “إسرائيل”! وتفرض علينا تجارتها وبضائعها بواسطة سماسرتها من التجار العراقيين الخونة وتمنع عن العراق وشعبه الماء! ثم يذهب إليهم السيد الرئيس ويعود إلينا “بخفي حنين”! ؛.. سوريا خارج الكلام.. الأردن أعطيناه النفط مقابل الحجارة!! وسمحنا بتجارته ومنتجاته تدخل بدون رسوم على حساب السوق العراقي وسنرسل نفطنا من خلاله وتأخذ إسرائيل حصة منه.. فكيف لا تكون هذه الدول علاقاتها جيدة معنا والعراقيون هم الخسران من هذه العلاقات كما خسروا جزء من أرضهم التي منحها للأردن – المحافظة الإسرائيلية- التي يمن علينا بها السيد الرئيس! .. أما الكويت القاعدة الأميركية فيعمل “رجالها” بوجهين مع العراق الظاهر منه شقيق وجار والباطن تآمر وعقود وهمية وسرقة لآبار نفطنا ومحاصرتنا في الموانئ والاعتداء على العراقيين في البر والبحر.. إيران كما هي تركيا مسيطرة ومهيمنة على السوق العراقية وتحارب صناعتنا وزراعتنا ولا تعترف أو تحترم حكامنا لأنها تعلم بأنهم خدم أميركا وإسرائيل! وأن دفاعها عن العراق هو للدفاع عن إيران نفسها ودرءا للدواعش من الاقتراب من حدودها ودخول إيران كما حدث للعراق!!…السعودية تاريخ أسود مع العراق والعراقيين وتدخلهم مستمر بالسر والعلن وقتلوا المئات من شبابنا في عمليات الدواعش الأميركية التركية السعودية الإسرائيلية!!.. ولكن كل ما ذكرناه لا يعترف به السيد الرئيس ويكرر المطالبة بالوثائق والمستمسكات والأدلة والبراهين وإلى آخره من الطلبات التعجيزية من أجل الاستمرار في تدمير العراق والعراقيين ولا يقتنع إلا بأربعة شهود عدول!! على الزنا السياسي والفساد الأساسي!! بشرط أن الشهود الأربعة قد “رأوا الميل في المكحلة” من أجل أن –ربما – يفكر في أمر الحد من الفاسدين واللصوص ومحاسبتهم وملاحقتهم .. أما الدول الأوروبية الذي يدعي أو هو صادق بأنها تسعى لإقامة أحسن العلاقات مع العراق!! ولا يعلم أن هذه الدول تسعى لذلك مع كل الحكومات العراقية وليس فقط حكومة “عادل” أو “العبادي” أو “صدام حسين”!”!!
في كل العهود السابقة كانت العلاقات العراقية مع دول الجوار الصديقة والشقيقة على العموم جيدة وتنتابها فترات جمود وبرود وأخذ ورد وهكذا هي العلاقات السياسية بين الدول وربما كانت أحسن بكثير لأن صدام حسين خاصة بدأ “يخوف” ويخشى منه حتى تقرر التخلص منه بسبب غباءه السياسي وإيغاله في قمع الشعب العراقي ولم يخضع للتنازل ليحميه الشعب؛ ولَمَا كان أي جندي أميركي يطأ الأرض العراقية من أرض الكويت؛ ولأزال الكويت من الخريطة العالمية! لكنه هلك نتيجة غطرسته وحماقةٍ أهلكته والعراق معه؛ بعد استلام عملاء جدد مهمتهم تدمير ما تبقى من أرض العراق وقتل وتشريد الشعب العراقي وجعله في الشتات كما هو حال الفلسطينيين اليوم.!!
لا أدري.. منْ كان حاضر الحوار “الأرستقراطي” الراقي للسيد الرئيس؛ كيف لم يستطيعوا الرد على “السيد الرئيس” لهذا الواقع المزري لطبيعة علاقاتنا مع دول الجوار التي يصفها السيد الرئيس بالجيدة و”ماكو منها بالتاريخ”!! حتى أن “كريم حمادي” لم يستطع الرد – وفي جعبته الكثير- وبدا عليه التعجب والذهول على كلام السيد الرئيس الغير معقول!!؟ .. إلى أين نحن سائرون ياعراقيون؟؟